أحمد الصالحي.. إرادة تقهر الإعاقة
حوالي ٨ سنوات فى الشبيبة
حاوره: سعيد الهنداسيلا يفقد الإنسان قدراته حتى وإن خانه جزء من جسده.. والطاقة الكبيرة التي نمتلكها في أجسادنا تتفجر دائما بشكل موهبة يعوضنا الله بها عن الإعاقة ويمنحنا من خلالها العزيمة والقوة لمواجهة الحياة والاستمرار فيها بكل قوة وإيمان.وهذا ما حدث مع الشاب أحمد الصالحي من أبناء ولاية السويق الذي لم تمنعه إعاقته الحركية من التميز والإبداع فيت صميم السيارات الرياضية والكلاسيكية والمنازل وهي نماذج أبهرت كل من حضر وشاهد معروضاته..في السطور المقبلة نتعرف على موهبته وتفاصيل عمله وطموحه الذي لا ينضب.البدايات الجميلةيتحدث أحمد الصالحي بثقة وسعادة عن بدايته بممارسة فن التصميم وعمل نماذج السيارات والمنازل. يقول: «بدايتي كانت من خلال مشروعي الصغير في منزلي حيث قمت بتصميم بيت مصغر حاز على إعجاب كل من شاهده لتبدأ مرحلة أخرى من العمل من خلال تعاوني مع مدارس الولاية وعمل نماذج وتصاميم تعليمية في مواد مختلفة تفيد الطالب في دروسه العملية وكانت هذه مرحلة ونقلة جديدة في حياتي في مجال التصميم وكانوا يقدمون لي صورا لمنماذج تعليمية لأقوم بتصميمها».مرحلة متقدمةويواصل الصالحي حديثه الشيق معنا ورحلته مع التصميم ويروي لنا حكايته مع السيارات قائلا: «تصميم السيارات والطائرات والمحركات بشكل عام هي مرحلة متقدمة في حياتي العملية، وجاءت لولعي الكبير برياضة المحركات وسباقات السيارات وكنت أشاهد مجموعة من السيارات الشبابية وسيارات السباق وغيرها من السيارات الكلاسيكية في المعارض والسباقات وبعد عودتي إلى البيت أقوم بتصميم تلك السيارات التي شاهدتها مما جعل منظمي المعارض والسباقات يطلبون مني عمل نماذج لسياراتهم المشاركة، وكان لهذه المشاركات الأثر الكبير في تعريف المجتمع بموهبتي وإبرازها بشكل أكبر.خامات البيئةوحول الأدوات والخامات التي يستخدمها في إنتاج النماذج الجميلة والتصاميم الرائعة يواصل الشاب أحمد الصالحي حديثه معنا ويروي حكايته مع البيئة ويقول: «كل ما تشاهدونه من أعمال وتصاميم وتحف فنية هي من خامات البيئة الطبيعية وبعضها من المواد المعاد تدويرها وأريد من خلالها توجيه دعوة لكل الناس للمحافظة على البيئة أولا ثم الاستفادة من خاماتها الكثيرة والتي هي أقل تكلفة وتعطي نتائج رائعة».ومن المواد التي أستخدمها في أعمالي عيدان الثقاب وعيدان الآيسكريم التي يلقيها الأطفال عادة، وهناك أدوات طبية أيضا يتم الإنتهاء من العمل بها فأقوم بإعادة تدويرها وتشكيلها وفق النماذج التي أريد أن أقوم بتصميمها وتشكل لوحاتي الفنية منها إلى جانب الصمغ وأدوات الحدادة أو النجارة الخفيفة.تقبل المجتمعوعن ردود الفعل التي تلقاها من الناس حول أعماله الفنية ومدى تعاونهم معه يقول الصالحي: «أحظى بقبول وتعاون من أفراد المجتمع، ومساندة ودعم كبيرين فلهم مني كل الشكر والتقدير، ودائما ما أحظى بالعديد من الفرص لحضور معارض ومشاركات في مناسبات مختلفة».وحول مشاركاته يقول: «كانت أولى مشاركاتي من خلال جمعية المعوقين بولاية صحار باعتباري أحد أعضائها، وحظي المعرض حينها بمتابعة وإعجاب الحضور الذين كانوا منبهرين أنني تمكنت في ظل ظروفي الصحية من أن أقوم بهذه الأعمال الجميلة، وبعدها شاركت في معرض ثانٍ لجمعية المعوقين لتتواصل بعدها المشاركات والحضور المجتمعي وكانت مشاركتي الأخيرة في معرض السيارات الكلاسيكية الأخير الذي أقيم في ولاية السويق، وقدمت من خلاله نماذج لسيارات كلاسيكية شاهدتها وقمت بتصميمها وحظيت تصاميمي بإعجاب كل من شاهدها وهنا أوجه شكري للقائمين على هذه المعارض لأنهم أتاحوا لي فرصة إبراز موهبتي».أمنيةولأن الأحلام والأماني ممكنة لدى أحمد الصالحي أمنية يتمنى من الجهات المختصة التعاون معه لترى النور فيقول: «أتمنى أن تكون لدي ورشة فنية خاصة أتمكن من خلالها من صنع تصاميم لنماذج فنية مختلفة لأن المكان الحالي الذي أوجد فيه لا يساعدني على أن أعمل بشكل مريح بسبب وجودي في غرفة صغيرة مع الأدوات التي أستخدمها، ويعد وجود المكان المناسب والملائم عاملاً مساعداً لي بدرجة كبيرة لذلك أتوجه إلى المسؤولين والمعنيين بالشأن ورجالات المجتمع لمساعدتي في تحقيق هذا الحلم الذي سيوفر في حال تحقيقه مورد رزق لي أيضا.رسالة أخيرةأوجه رسالة إلى أخواني الشباب بشكل عام وأخواني المعاقين بشكل خاص بأن الإعاقة لا تشكل حاجزاً أو حجر عثرة يمنعهم من إبراز موهبتهم وإبداعاتهم فطالما منحنا ربنا نعمة العقل ولدينا من الموهبة والعوامل التي تساعدنا على إبرازها فلا بد علينا من العمل لأن الأمل بالله أكبر من أية صعوبات نواجهها في حياتنا، كما أوجه شكري لكم في «الشبيبة» على وقفتكم معنا وإبراز مجموعة كبيرة من المواهب الشابة التي يزخر بها هذا الوطن المعطاء في ظل راعي الشباب الأول حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يحفظه الله وشكرا لكل من وقف معي وساندني.