بعد قرارات “الفيدرالي” الأخيرة.. هل تتجه أسواق المال العربية لفورة جديدة؟

أكثر من سنة فى البلاد

تتأهب معظم البورصات العربية لاسترداد تعافيها خلال شهر فبراير من العام 2022 بدعم من قرارات البنوك المركزية، التي جاءت مطابقة للتوقعات بقرار تثبيت أسعار الفائدة الأميركية إضافة لتزايد التفاؤل بشأن موسم نتائج الأعمال السنوية للشركات المدرجة، وارتفاع شهية المستثمرين حول العالم للاتجاه للمشاركة بالاكتتابات الأولية بالمنطقة والتي تبدي مؤسسات كبرى عالمية الاهتمام بالمشاركة فيها، بحسب “محللون”.
ويوم الأربعاء الماضي، قرر البنك الفيدرالي الأميركي رفع أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس بنسبة 0.25 %، لتصبح في مستوى بين 4.5 % و4.75 % ما دفع معظم البنوك المركزية الخليجية لاتخاذ نفس الخطوة وهو ما جاء وفقا للتوقعات.
ومن المتوقع أن يهدئ الفيدرالي في وتيرة رفع الفائدة خلال العام الحالي 2023 أو سيوقفها، تزامنا مع تراجع معدل التضخم السنوي في أميركا. وتباطأ معدل التضخم في أميركا، خلال ديسمبر الماضي إلى 6.5 % مقابل 7.1 % في نوفمبر الماضي.
ويعني القرار استمرار الفيدرالي الأميركي في سياسة خفض وتيرة رفع أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي بعد أن خفض نسبة الرفع إلى 0.5 % خلال آخر اجتماع في 2022 من 0.75 % في 4 اجتماعات سابقة عليه.
ورفع الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة 7 مرات خلال العام الماضي لتصبح الزيادة اليوم هي الثامنة على التوالي، لمواجهة التضخم الذي سجل مستويات قياسية خلال عقود في العام الماضي.
استجابة عكسية
ويقول الخبير الاقتصادي طاهر مرسي وهو رئيس بحوث السوق في شركة Bullion Egypt، إن أسواق الأسهم الأميركية قامت باستجابة عكسية لقرار أسعار رفع الفائدة بمقدار ربع نقطة، على الرغم من إعلان رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي بأنه لا تراجع عن استمرار رفع أسعار الفائدة خلال 2023، مشيًرا إلى أن ما يحدث فعليا من تحركات المستثمرين في الأسواق الأميركية خصوصا يشير لبوادر تيسير في السياسية النقدية الأميركية وليس تشديدا مستمرا، وهو عكس تلك تصريحات.
وأشار إلى أن قرار الفيدرالي استغلته الأسواق العالمية خصوصًا الأميركية في صناعة ارتفاعات متتالية، معتقدًا أن تستمر تلك المكاسب حتى نهاية النصف الثاني على الأقل من العام الجاري.
ورجح أن ينعكس ذلك على أسواق المنطقة العربية لاسيما في ظل استمرار انتعاش أسواق الطاقة وهي المحفز والمحرك الأساسي لاقتصادات المنطقة حيث ما زالت أسعار النفط تتحرك فوق 80 دولارا للبرميل الواحد.
صناديق التحوط والأسهم.. خسرت 8 %
في ختام تعاملات نهاية الاسبوع، ارتفعت معظم مؤشرات الأسهم الأميركية بالتزامن مع الكشف عن نتائج أعمال الشركات، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.47 % إلى 4179 نقطة مسجلًا أفضل أداء يومي في 5 أشهر، وصعد مؤشر ناسداك بنسبة 3.25 % مسجلًا 12200 نقطة.
من جانبه، أكد محمد عطا مدير التداول بشركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية، إن موسم نتائج الأعمال السنوية والإعلان عن الطروحات الأولية وتوقيتها سيكونان المحدد الأكبر لأسواق المال بالمنطقة والبورصة المصرية خصوصا بالفترة المقبلة لاسيما بعد ما أعلن البنك المركزي المصري عن تثبيت معدلات أسعار الفائدة.
يشار إلى أنه في نهاية تعاملات الأسبوع، سجل مؤشر السوق السعودي “تداول” أكبر خسارة أسبوعية في نحو شهرين، وحقق مؤشر بورصة قطر أكبر خسارة أسبوعية في شهر ونصف. كما سجل المؤشر السبعيني للبورصة المصرية أكبر خسارة أسبوعية في 8 أشهر. فيما سجل مؤشر الكويت الأول ثالث ارتفاع أسبوعي على التوالي.
شهية المستثمرين
وبدوره، بَيَّن مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية مينا رفيق، أن التراجع المتوقع لوتيرة رفع معدلات أسعار الفائده خلال العام الجاري مع توقعات بإيقاف سياسة التشديد النقدي بدءا من النصف الثاني من العام الجاري سيجعل سوق الأسهم أكثر جاذبية لشهية المستثمرين.
وأشار إلى أن الشركات المدرجة التي استفادت من ارتفاع معدلات التضخم وزيادة أسعار منتجاتها خصوصا خلال العام الماضي ستبدأ في إعلان نتائج أعمالها السنوية الفترة المقبلة ومن ثم بدء عمليات توزيع الأرباح، وهو ما سيضفي إيجابية على أداء أسواق المال بالمنطقة الفترة المقبلة.
من جانبها، أشارت أسماء أحمد خبيرة أسواق الأسهم إلى أن البنوك الخليجية اتبعت قرارات الفيدرالي بالرفع بحكم ارتباط العملات الخليجية بالدولار ما عدا قطر، الذي أبقى مستويات الفائدة على ما هي عليه، والذي يرجع إلى أن معدلات الفائدة في قطر 5.5 % والتي ما زالت أعلى من أسعار الفائدة في أميركا التي تبلغ 4.75 %.
ولفت إلى أن طبيعة الحال للدورة الاقتصادية بالخليج تختلف عن باقي دول العالم بسبب ارتفاع أسعار النفط وتأثيرها الإيجابي على هذه الاقتصادات، حيث إن اقتصادات تلك المنطقة حققت أفضل أداء خلال العام 2022.
وأوضحت أن رد فعل البورصات الخليجية بعد هذا الرفع للفائدة هو التحركات الهادئة نسبيا وبشكل عرضي خصوصا مع تزامن ذلك هذه المرة مع موسم نتائج الأعمال، الذي له التأثير الأكبر على الأسواق حاليا.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على