جمعية تجار زحلة أطلقت شهر التسوق وكرمت التجار في يوبيلهم  العبسي ندعو الى التكافل ونهوض لبنان بنهوض الأفراد والمؤسسات والجماعات

حوالي سنة فى ن ن أ

وطنية -  أطلقت جمعية تجار زحلة شهر التسوق في المدينة وكرمت التجار والمؤسسات التجارية في يوبيلهم المئوي، البلاتيني، الماسي والذهبي، في احتفال أقيم في مطرانية سيدة النجاة، برعاية وزارة الإقتصاد وببركة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي وبحضوره. 

شارك في الاحتفال النواب ميشال ضاهر، سليم عون، الياس اسطفان وبلال الحشيمي، النواب السابقون ايلي ماروني وشانت جنجنيان، راعي أبرشية زحلة للسريان الأرثوذكس المطران بولس سفر، الأب ايلي صادر ممثلا راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض، الأب يوحنا طراد ممثلا راعي أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت انطونيوس الصوري، ممثل مطران الأرمن الأرثوذكس في زحلة الأرشمندريت حنانيا كوجنيان، محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب، رئيس بلدية شتورا نقولا عاصي، رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين، جوزف سكاف نجل الوزير الراحل الياس سكاف، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، رئيسة مصلحة الإقتصاد في زحلة هلا شموري، رئيس دائرة العمل في زحلة خضر الرفاعي، رئيس المنطقة التربوية في البقاع يوسف بريدي، المدير العام لغرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا، المدير الإقليمي لأمن الدولة في البقاع العقيد نبيل الذوقي، رئيس دائرة امن عام البقاع الأولى العقيد بشارة ابو حمد، العقيد اندره حروق، ممثلوا الأحزاب في زحلة، مخاتير وحشد من المدعوين. 

 

الإفتتاح بالنشيد الوطني اللبناني، ومن ثم كلمة عريف الحفل الإعلامي ماجد ابو هدير. بعدها عرض فيلم وثائقي عن مدينة زحلة واسواقها التجارية. وكانت الكلمة لأولى كانت لرئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة جاء فيها: "حكما إنه عيد دخول السيد إلى الهيكل. كما جاء في إنجيل لوقا، والمسمى عيد اللقاء، واليوم هو عنوان أيقونة عيد زحلة في لقائكم يا صاحب الغبطة ،ما اسعدنا اليوم ان نجتمع ببركة حامل صفات القديس يوسف، في هذه الدار المقدسة والجامعة، دار سيدة النجاة، التي نستظل بحمى شفاعتها، و نستنير بحكمة ورؤية سيدنا، راعيها، خليل الله ابراهيم عند كل امتحان. 

نجتمع اليوم، لنقدر جهود، ونبارك بيوبيل لمن امن ايمانا ثابتا، وجاهد جهادا حسنا، من تخطى الازمات، واجتاز العقبات. ونحن اليوم في تكريمكم، نجدد ايماننا بوطننا لبنان، فنحن ثابتون راسخون وكيف لا وانتم ذلك النجم الناصع الثابت الذي ينير الدرب ويبدد الظلمة. وفي حضرتكم يا صاحب الغبطة نزداد فرحا واملا واصرارا وصمودا على متابعة مسيرة أسلافنا، لنرفع شأن مدينتنا ونحافظ على رسالتها في التميز، والانفتاح والتلاقي". 

أضاف: "نعاهدكم، ايها الاحباء، استمرار عملنا دون كلل ولا ملل لما فيه خير اسواقنا التجارية ورخاء العاملين فيها بالرغم من الازمات الا متناهية التى لا خلاص منها إلا بإحترام المواعيد الدستورية وصولا الى اللامركزية ولو كانت حادة. 

باسمي الشخصي وباسم جمعية تجار زحلة، أوجه تحية احترام وتقدير لكل من شاركنا اليوم فخر تكريم كبار من مدينتنا، وأخص بالشكر من أراد ان تكون زحلة منارة ومنطلقا لشهر التسوق، دكتور محمد حيدر انت مدير استثنائي في ظرف استثنائي والشكر موصول للمدير النشيط ابن زحلة المهندس لويس لحود الذي يبذل من ذاته خدمة للمجتمع. 

للمكرمين أجزم أنتم عزة وسراج مدينتنا. أنتم فخر وقدوة مؤسساتنا الناشئة. أنتم ذلك الرمز الصامت لشهرة مدينتنا واسواقها، وانتم اضفيتم علينا بعدا ايجابيا في الجهد والعمل فانتم خميرة أسواقنا ورونق أصالتها، لكم مني كل محبتي ووفائي، مبارك لكم يوبيلكم". 

    

لحود 

وتحدث المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود فقال: "أرحب بغبطة البطريرك في زحلة، انت دائما حريص على ابناء زحلة ومتابع لكل التفاصيل، واعرف جيدا كم تهتم لأدق التفاصيل في زحلة سواء اجتماعية او راعوية. اشكرك باسم أبناء المدينة وأتمنى لك طول العمر والصحة والعافية لتبقى متابعا ابرشيات الروم الملكيين الكاثوليك في لبنان وبلدان الإنتشار". 

 

أضاف: "في 15 آب 1990 عندما أعاد البطريرك مكسيموس الخامس حكيم تدشين المطرانية مع المطران اندره حداد، قال عنها إنها أجمل مطرانية في الشرق. وكما بكركي مرجعية الموارنة، نحن نعتبر مطرانية سيدة النجاة مرجعية الروم الكاثوليك في لبنان والشرق وهي محور للدفاع عن كل ابناء المنطقة وجمع شمل كل العائلات الروحية البقاعية. 

من هنا نقول اننا ابناء المدينة وغبطتكم علينا ان نكون الى جانب مطران سيدة النجاة، لأنه اذا كان مطران سيدة النجاة قويا تكون زحلة كلها قوية والبقاع قويا، نحن كعلمانيين ورهبانا وراهبات علينا ان نكون الى جانب المطران ابراهيم في مسيرته الصعبة. 

هذا المطران الراهب الذي اتى من كندا بعكس السير الى بلد يعيش وضعا اجتماعيا واقتصاديا صعبا، ترك كندا ونحن نعرف كم يوجد من خيرات هناك واتى ليتابع اوضاعنا ويساعدنا في ازمتنا الصعبة. لذلك، عيلنا جميعا ان نقف الى جانبه بدءا من دعمكم غبطة البطريرك، ودعم اساقفة زحلة والبقاع، ودعم كل راهب وراهبة ليتمكن من القيام بمهمته الصعبة في الظرف الصعب الذي نمر به. 

السنة التي امضيتها بيننا، سيادة المطران ابراهيم، كانت سنة غنية بالإنجازات والمشاريع والبرامج، حققتها بالرغم من قلة الإمكانيات، نتمنى لك التوفيق ونشكرك على استضافة هذا الإحتفال اليوم. 

وأبارك لجمعية تجار زحلة هذا الإحتفال، وابارك لكل المكرمين اليوم". 

 

وتابع: "عادت بنا الذاكرة الى طفولتنا، من سوق البلاط الى سوق الخضار وسوق البربارة، في الفيلم الوثائقي تذكرنا طفولتنا في زحلة . تحية الى روح كل التجار الذين مروا في المدينة وتركوا أثرا طيبا فينا، وتحية لكل التجار الصامدين بالرغم من الظروف الصعبة. 

عندما قمنا بجولة مع سعادة مدير عام وزارة الإقتصاد محمد ابو حيدر في 27 كانون الأول 2022، بدأت فكرة إطلاق شهر التسوق في زحلة وتكريم التجار في يوبيلهم المئوي، البلاتيني، الماسي والذهبي، وأردنا أن يكون هذا التكريم حافزا للإستمرار والبقاء في هذه المدينة رغم كل الصعوبات، وسيلي هذا التكريم تكريم آخر للمزارعين في شهر أيار المقبل. 

هذا التكريم هو تقدير لكل جهد قمتم به ولكل تضحية قدمتموها. وأتمنى لكم الإستمرار في هذه الرسالة التي نعتبرها مهمة في الإقتصاد. اشكر رفيقنا الدائم سعادة المدير العام محمد ابو حيدر لاهتمامه الدائم بزحلة وهو السباق دائما في تلبية كل الطلبات المتعلقة بالمدينة. أشكر دعمه وحضوره وسيكون لنا محطات كثيرة مقبلة في المستقبل، وعبرك نوجه التحية لكل فريق عملك". 

 

وختم لحود: "عندما زار وزير السياحة زحلة، أدرجنا مكتبة البلدية، كنيسة سيدة الزلزلة، منزل المكرم الأب بشارة أبو مراد، ومتحف سيدة النجاة وفندق قادري الكبير على الخارطة السياحية إيمانا منا بدور زحلة السياحي. سيكون لنا محطات تراثية ايضا مع معالي وزير الثقافة الشهر المقبل، وهكذا نعيد لزحلة دورها الثقافي والسياحي والبيئي بالإضافة الى دورها الإقتصادي والصناعي والزراعي. وستبقى زحلة عاصمة الشعر والخمر ومدينة السلام. 

ختاما، أشكر الأستاذ ماجد ابو هدير على تلبيته الدعوة وتقديم هذا الإحتفال، ونصلي جميعا لراحة نفس شقيقه المونسنيور توفيق ابو هدير الذي ترك أثرا طيبا فينا جميعا، خصوصا في عمله الزراعي عندما سلمه البطريرك بشارة الراعي ملف الزراعة والشبيبة". 

 

أبو حيدر 

أما المدير العام لوزارة الإقتصاد محمد أبو حيدر فتطرق في كلمته الى الوضع الراهن في لبنان وحيا بادرة جمعية تجار زحلة وقال: "يشرفني أن أقف اليوم بينكم ومعكم لأمثل وزارة الاقتصاد والتجارة في افتتاح فاعليات شهر التسوق في كانون الثاني ٢٠٢٣ في مدينة زحلة. زحلة عاصمة البقاع التي تتخذ موقعا لها في القلب كما على الخارطة، في قلب لبنان، وتقع على مسافة متوسطة بين شماله وجنوبه، غربه وشرقه ولذلك نسأل: من أفضل من عروس البقاع لتكون زينة مدن لبنان؟ ومن يستطيع أن يجمع كل الوطن، من سهلنا الى الجبل في شهر للتسوق أفضل منها؟ زحلة... هذه المدينة الجميلة الغنية بحضارة أبنائها وبعيشها المشترك، وبكل هذا الإرث الحضاري والإنساني لاسيما المعالم الدينية العامرة بالايمان والإنسانية". 

 

أضاف: "يأتي الإعلان عن شهر التسوق مع بدايات هذا العام الجديد ٢٠٢٣، وبخاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن، ليعكس مستوى التحدي والإصرار وروح المبادرة لدى أبناء زحلة والجوار في سبيل تحريك العجلة الاقتصادية ودفع القطاعات الإنتاجية قدما الى الأمام على الرغم من كل الصعوبات التي يعاني منها اقتصادنا الوطني فضلا عن تراجع القدرة الشرائية لدى المواطن اللبناني . 

في هذا السياق، يبقى الرهان على كل أصحاب المبادرات الخيرة من أبناء هذا الوطن... أولئك الذين لا يعرف اليأس سبيلا الى نفوسهم. فالوطن يستمر ويبقى من خلال أصحاب الإرادات وينبض في اقتصاده ومعيشته من خلال أبنائه المقيمين والمنتشرين وهم أهل لكل مسؤولية وعطاء. إن الوطن بأمس الحاجة الى سواعد كافة أبنائه وإلى جميع المبادرات إذ يتطلب اقتصادنا الوطني منا جميعا التكاتف والتعاون في سبيل دعم كل قطاعاتنا الإنتاجية في الزراعة والصناعة وفي كل مجالات الخدمات". 

وتابع ابو حيدر: "مجددا، اسمحوا لي أن أبارك لكم حسن تنظيم مهرجان التسوق الذي ينير شوارع زحلة وسماءها، ويبعث لدى أهلنا في المدينة العزيزة وكل البقاع، بل ولبنان، إشعاعات الأمل والتجدد والرجاء بقيامة لبنان جديد بالرغم من كل العواصف والتحديات التي تحيط بنا.  

قبل الختام، نحن على يقين بأن الشاعر أحمد شوقي لم يغال في وصف مدينة زحلة عندما قال شعرا: "أنت الخيال بديعه وغريبه الله صاغك والزمان رواك"... 

عاشت زحلة، عاش التسوق والازدهار في كل قطاعاتنا الاقتصادية ..عاش لبنان". 

 

المطران ابراهيم 

وكانت كلمة لرئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، الذي هنأ جمعية تجار زحلة على بادرتها وقال في كلمته: "صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسي الكلي الطوبى، يا أبانا وراعي رعاتنا ورأس كنيستنا الملكية الذي بتواضعه نفخر وبصلاته نتشدد. إن رعايتكم هذا الحفل التكريمي هو بركة لا تثمن. زحلة التي تحبون تتهلل اليوم بحضوركم وتفرح وتتقوى من ضعف في أيام مقلقة على وطن يكفكف الدموع ومدينة تبحث عن الأمل وتتمسك بلبنان والعيش فيه. فاحتفال اليوم هو علامة على أننا لن نستسلم ولن نركع وأننا سنبقى قامات منتصبة وأياد متشابكة في سبيل تدعيم صمودنا وتأمين بقائنا على أرضنا وبقاعنا". 

 

وتوجه الى الحاضرين قائلا: "إن دخولكم هذا الصرح في هذا العيد المجيد صار العيد، وكم يحلو لقاء من كانوا على مر الأعوام تكريما لزمن طوعوه نجاحات في خدمة محبة الحياة. تجارنا ما كانوا يوما غرباء عن فصول الأرض لأن وحده الكسول، كما يقول جبران خليل جبران، غريب عن فصول الأرض وهائم لا يسير في موكب الحياة السائرة بعظمة وجلال في فضاء اللانهاية إلى غير المتناهي. ويتابع: "قد طالما أخبرتم أن العمل لعنة والشغل نكبة ومصيبة. أما أنا فأقول لكم إنكم بالعمل تحققون جزءا من حلم الأرض البعيد جزءا خصص لكم عند ميلاد ذلك الحلم. فإذا واظبتم على العمل النافع تفتحون قلوبكم بالحقيقة لمحبة الحياة لأن من أحب الحياة بالعمل النافع تفتح له الحياة أعماقها وتدنيه من أبعد الأسرار". 

من هذا المنطلق أيها الأحباء أرانا نحن المكرمين بحضوركم لا أنتم، يا من استثمرتم الوزنات فاستحققتم كلمات الثناء من السيد: نعما أيها الأمناء الصالحون! كنتم أمناء في القليل فأقيمكم على الكثير. ادخلوا إلى فرح سيدكم. لأنكم تحصدون حيث تزرعون، وتجمعون من حيث تبدرون". 

 

أضاف: "لنا في هذه المدينة رجال ليسوا كباقي الرجال، ممتلئون بالإيمان، مجبولون بالعطاء، موطدون بالرجاء، نظيفو الكف، مرفوعو الجبين، متوجون بالكرامة. من بينهم مدير عام نحبه ونفخر به هو المهندس لويس لحود، دائم الحركة، وافر البركة. وأخ عزيز مميز محترم هو الريس زياد سعادة، نشيط دون كلل، لطيف دون ملل. أشكرهما من عمق قلبي على حسن مبادراتهما وعلى غيرتهما الوقادة على زحلة ومصلحة أبنائها. 

كما أخص بالترحيب والتقدير والشكر صديقا صفيا، مميزا، وابن منطقتي الجنوبية المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة الأستاذ محمد أبو حيدر.  

اهنئ تجارنا ومؤسساتنا المكرمة هاتفا من صميم الفؤاد: مستحقون، آكسيوس، مستحقون". 

 

العبسي 

وأخيرا، كانت كلمة روحية للبطريرك العبسي، بعنوان " بولس رسول المحتاجين"، جاء فيها: "أشكركم على الدعوة التي وجهتموها إلي لأشارك في هذه المناسبة التي تطلقون فيها فعاليات شهر التسوق وتكرمون فيها بعض الوجوه الزحلية التي عملت في حقل التجارة وكان لها أثر في ازدهار هذه البلدة العزيزة على قلوبنا جمعيا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والوطني. لست خبيرا في الأمور الاقتصادية والمالية لأتكلم أمامكم في موضوعها. إنما كمسؤول في الكنيسة أرغب في هذه المناسبة في أن أقدم لكم باختصار وجها سمعتم وقرأتم عنه، أعني القديس بولس الرسول. عمل في صناعة وتجارة الخيم وصار في الوقت عينه قديسا، لنسمع منه كيف مارس هذه المهنة وكان في الوقت عينه رسولا ليسوع وشاهدا للإنجيل، لنرى ما هي المبادئ التي كان يهتدي بها في عمله لعل في ذلك ما يوحي لكل واحد منا ما يستطيع أن يستخلص منها لحياته وعمله. ولا ريب أن هذه المبادئ مشتركة ومطبقة في نواح كثيرة بينه وبينكم. 

 

المبدأ الأول: القدوة في سلوك بولس الشخصي. فمن حيث السلوك الشخصي نلاحظ أن الرسول بولس كان يعيش ما يدعو إليه ويبشر به ويعطي بذلك المثل الصالح والحي للمؤمنين. وكان بذلك حقا بالقول والفعل متضامنا مع المحتاجين. لقد كان أولا يعمل بيديه، في مهنة كان يتقنها وهي حياكة الخيم، ويكد ليلا ونهارا رافضا أن يكون عالة على الذين يحمل إليهم بشرى الإنجيل، كما قال لأهل كورنثوس: "نتعب عاملين بأيدينا" (1 كور 4: 12)، "وإذ كنت عندكم واحتجت لم أثقل عليكم... قد حذرت أن أكون ثقيلا عليكم وسأحذر" (2 كور 11: 9)، ولأهل تسالونيكي: "نحن لم نخلد إلى الكسل في ما بينكم، ولم نأكل خبز أحد مجانا، بل كنا نشتغل بتعب وكد، ليلا ونهارا، لكي لا نثقل على أحد منكم" (2 تسا 3: 7-8)، وذلك بالرغم من اعتقاده بأن خادم الهيكل يجب أن يأكل من الهيكل، كما قال لأهل كورنثوس أيضا: "إن كنا نحن قد زرعنا لكم الروحيات أفيكون أمرا عظيما أن نحصد منكم الجسديات؟... أولا تعلمون أن الذين يتولون الأعمال الكهنوتية يأكلون من الهيكل، والذين يلازمون المذبح يقاسمون المذبح؟" (1 كور 9: 11-14). وقد أراد بكل ذلك أن يبرهن على مجانية الإنجيل. وإن حدث له أن طلب مساعدة فلغيره من المحتاجين، وليس لنفسه، كما نراه يفعل مع أهل رومة إذ يقول لهم: "أبذلوا للقديسين في حاجاتهم واعكفوا على ضيافة الغرباء" (روم 12: 13)". 

 

أضاف: " لقد كان بولس من الذين يكتفون بالضروري من متاع هذه الحياة. فإن توفرت له اللقمة والكساء اعتبر نفسه مكتفيا وشكر الله على ذلك. هكذا نراه يوصي تلميذه تيموثاوس قائلا: "إنا لم ندخل العالم بشيء ولن نستطيع أن نخرج منه بشيء، ومن ثم إذا ما كان لنا القوت والكسوة فلنقتنع بهما" (ا تيم 6: 7-8). 

وإلى ذلك كان بولس من الذين يعرفون أن يتكيفوا مع ظروف الحياة ويتحملها من دون تذمر. فإن توفرت له وسائل العيش أخذ بها، وإن لم تتوفر يرضى شاكرا. في هذا نسمعه يخاطب أهل فيليبي قائلا: "قد تعلمت أن أكون قنوعا في كل حال، فأعرف أن أعيش في العوز وأعرف أن أعيش في السعة. لقد روضت نفسي في جميع الأحوال وفي كل منها، على الشبع وعلى الجوع، على الرفاهة وعلى الفاقة. إني أستطيع كل شيء في الذي يقويني" (في 4: 11-13)". 

 

وتابع: "المبدأ الثاني: العناية بالفقراء: عمل بولس الراعوي. كانت العناية بالفقراء من هموم بولس الراعوية. وكم مرة أذل نفسه في طلب المعونة لفقراء الكنيسة، لا بل كلف نفسه عناء نقلها إلى أصحابها بنفسه أو بواسطة معاونيه. يقول لأهل رومة: "أما الآن فأنا منطلق إلى أورشليم لأخدم القديسين لأن مقدونية وأخائية قد استحسنتا أن تجمعا صدقة لفقراء القديسين الذين في أورشليم...فإذا ما قضيت هذا الأمر وأودعت في أيديهم هذه الثمرة مضيت إلى إسبانيا" (روم 15: 26-28). ويقول لأهل كورنثوس: "لذلك رجونا من تيطس أن يتم عندكم عمل الإحسان هذا كما أنه قد ابتدأه" (2 كور 8: 6) 

كان بولس يفتخر بأنه هو نفسه ما احتاج يوما إلى أحد. يقول لأهل تسالونيكي: "لم آكل خبز أحد مجانا" ( 2 تسا 3: 8).  لكنه إزاء ما كان فيه بعض المؤمنين من فقر وحاجة عرف دوما أن يتواضع لكي يوفر لهم لقمة العيش فيطلبها لهم من الأغنياء. ها هو يقول لأهل كورنثس: "رأيت من اللازم أن أطلب من الإخوة أن يسبقونا إليكم ويعدوا من قبل مبرتكم الموعود بها" (2 كور 9: 5)، وأيضا: "ينبغي أن تفيضوا أيضا في هذا العمل الخيري، ولست أقول هذا على سبيل الأمر، ولكن لأختبر باجتهاد غيركم صدق محبتكم" (2 كور 8: 7-8).  

 

كان بولس يدعو دوما المؤمنين إلى نبذ الكسل وإلى العمل من أجل سد حاجات المؤمنين. يقول لأهل تسالونيكي: "قد بلغنا أن فيكم قوما يسلكون في الكسل فلا يشتغلون بل يتشاغلون بما لا طائل فيه. فنوصي أمثال هؤلاء ونناشدهم بالرب يسوع المسيح أن يشتغلوا في سكينة" (2 تسا 3:11-12). ويقول لهم أيضا: "نحرضكم أيها الإخوة...أن تشتغلوا بأيديكم كما أوصيناكم... ولا تكون بكم حاجة إلى أحد ( 1 تسا 4: 11-12). بل إنه قال لهم في أحد الأيام "إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل" (2 تسا 3 :10). لا بل ذهب في تفكيره إلى القول إلى أهل أفسس إنه يجب على كل واحد أن يعمل ليس فقط لكي يؤمن معيشته هو، بل لكي يسد عوز المحتاجين. يقول: "من كان سارقا فلا يسرق بعد، بل بالحري فليكد عاملا بيديه ما هو صالح حتى يكون له ما يشرك فيه المحتاج" (أف 4: 28). وإن في هذه النظرة ما فيها من انتباه إلى الآخرين وعناية بهم. فأنا أعمل ليس لي ولحاجاتي فقط بل للمحتاج وحاجاته أيضا". 

 

ولفت الى أن "بولس كان يسعى إلى المساواة بين المؤمنين بحيث لا يكون في ما بينهم فقير". وقال: "مساعدة الغني للفقير في نظره لا تؤثر في غنى الغني بحيث تجعله أقل غنى، لكنها تساعد الفقير على أن يتخلص من عوزه. يقول لأهل كورنثوس الأغنياء: "لست أريد أن تكونوا أنتم على ضيق لكي يكون غيركم في سعة، بل أن تكون مساواة... على ما هو مكتوب: الـمكنز لم يفضل له والمقل لم ينقص عنه" (2 كور 8 : 13-15)  

إن ما كان بولس يدعو إليه من مساواة وتضامن وتكافل، على أساس أن المسيحيين يؤلفون جسدا واحدا، نراه مطبقا في الجماعة المسيحية الأولى بشعور طبيعي وبشكل بديهي. فإن كتاب أعمال الرسل يخبرنا أن المسيحيين كانوا بطريقة تلقائية يتشاركون في ما يملكون (أع 2: 44-45). على هذا النحو يبدو تكافل المسيحيين في الأمور المادية أمرا طبيعيا يشعر بالحاجة إليه كل من ينتمي إلى جسد المسيح انتماء واعيا ملتزما. لكن الكنيسة تدعو أيضا بإلحاح وتعمل بكل ما أوتيت من إمكانات ووسائل لكي يشمل هذا التكافل الناس أجمعين، أفرادا وجماعات ودولا، من دون تفريق في الدين أو العرق أو الثقافة أو في أي شيء آخر لأننا نحن البشر جميعا إخوة". 

 

وختم: "أهنئكم من قلبي، ولاسيما رئيس هذه الجمعية السيد زياد سعادة ومن معه، متمنيا لكم المزيد من النجاح والازدهار لخدمة أبناء زحلة وجميع المواطنين. نهوض لبنان يحصل بنهوض الأفراد فيه والمؤسسات والجماعات. شاء الله أن تكون هذه الجمعية لبنة متينة في هذا النهوض الذي نتوق إليه ونسعى إلى حصوله بالرغم من كل ما يعيق ذلك في هذه الأيام العسيرة. لقاؤكم اليوم يعطي رجاء للبنان مقصيا الخوف واليأس، في وقت كاد الرجاء يفقد واليأس يوجع والخوف يقتل. نحن في حاجة إلى علامة رجاء. كونوا هذه العلامة بأن تكونوا قدوة في عملكم. والله ولي التوفيق". 

 

واختتم الإحتفال بتوزيع الدروع التكريمية للتجار والمؤسسات. 

اما المؤسسات التي كرمت فهي: 

اليوبيل المئوي: كازينو نمير، شركة كهرباء زحلة، مؤسسة الرومي وايلي قرطاس 

اليوبيل البلاتيني: صيدلية حريز، مؤسسة لاوندس، كازينو قريطم، مجوهرات الصايغ، كازينو عرابي، المختار ميشال مسعد، صالون العائلات، ملحمة نبيه دحروج ومحلات متري صعبية. 

اليوبيل الماسي: منير شما، ميشال الصيقلي، جريس قبلان، جورج شقرا، بوظة قريطم، افاديس دمرجيان، عصام الشاوي وفؤاد مسعد. 

اليوبيل الذهبي: نبيل حريز، ادي اتاميان، ايلي صليبا، خليل نحاس، سمير قلايلي، رشيد معلوف، موريس رميا، الياس نصار، صلاح اسطنبولي، رشيد صوايا، هنري سيدي وفايز طحطوح. 

 

                     ==============إ.غ. 

 

شارك الخبر على