"دراجات نزوى" عادة أم جنحة؟

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

نزوى - سالم بن سليمان المسروريتُستخدم الدراجات النارية في السلطنة لعدة أسباب؛ فهي تتمتع بإمكانية التنقل في الأماكن المزدحمة، علاوة سهولة وسرعة الوصول من خلالها، واختزال الوقت، وعدم الحاجة لاستخدام السيارات، الأمر الذي جعل لهذه المركبة حضورا لافت منذ سنوات عديدة في المجتمع العماني، إذ تعددت استخداماتها، بين النقل لدى البعض، و كهواية وشغف لدى البعض الآخر."الشبيبة" توجهت إلى ولاية نزوى، كونها أحد الولايات ذات النسبة الأكبر لعدد الدرجات النارية، وتتبعنا بعض التجارب، ورصدنا الإيجابيات والسلبيات حسب الآراء.بين السلبيات والإيجابيات"الدراجات النارية وسيلة مواصلات عرفها الإنسان العماني منذ بداية النهضة المباركة واستخدمها الكبير قبل الصغير وهنا في نزوى فإنها تعتبر من أهم الوسائل للتنقل وذلك لأسباب مختلفة أهمها وجود طرقات في الحارات القديمة لا تصل اليها السيارات بسهولة ناهيك عن الاقتصاد في الوقود والتخفيف من زحمة المرور في الولاية"، بحسب ما يرى سعود بن سالم الفرقاني.يضيف الفرقاني لـ"الشبيبة": استخدامها عادة من عادات أهل نزوى ليس من السهل التخلي عنها وكما لأي وسيلة إيجابياتها فإن لها سلبيات وهو سوء الاستخدام، فلا أرى أي ضرر على استخدام الدراجات ذات المحرك 50،70،90 وإنما الضرر من الدراجات ذات المحرك الكبير والتي بها سرعة عالية وصوت مزعج جدا فيجب تنظيم الامور من قبل الجهات المعنية والنظر لمصلحة المجتمع وتسهيل تنقلاته خاصة في ظل ارتفاع أسعار الوقود.الاستخدام في الفترة الراهنةمن جانبه يرى أحمد بن علي الشريقي أن "الدراجات النارية في الفترة الراهنة استخدمت بطريقة غير صحيح حيث سمح ولي الأمر لابنه الصغير قيادة الدراجة النارية وهو غير قادر على التحكم بها ولا بمحركها ولا يلتزم بقواعد وأخلاقيات الطريق، وهنا ينبغي للجهات المعنية اتخاذ الوسائل لتنظيم استخدام الدراجات النارية في ولاية نزوى خاصة وفي أرجاء السلطنة عامة".أما سالم بن عبدالرحمن الإسماعيلي فيؤكد أن "الدراجات النارية سلاح ذو حدين بمعنى أنها إذا تم استغلالها الاستغلال الأمثل فهي توفر المسافات وتقلص الزحام والسرعة كذاك ولكن ينبغي التقيد بتعاليم المرور واحترام قوانين الطريق من إشارات المرور والدوارات كما ينبغي التأكد من مصابيح الدراجة والإشارات الخاصة بها وعدم استخدامها في التفحيط و المسابقات الغير مقننة والاهتمام بالصيانة الدورية لها وأخذ التراخيص اللازمة لها من قبل الجهات المعنية".يُرجع الإسماعيلي انتشار الدراجة النارية في ولاية نزوى يعود لسببين "الأول لاختصار المسافات و تقليل الزحام و الوصول للهدف بأسرع وقت ممكن أما السبب الآخر فهو التقليد أو الموضة و لماذا فلان دون فلان وهذا أكثر ما يكون بين الشباب دون الخامسة عشر".التأطير القانونيسعيد بن محمد الراشدي يدعو إلى "تأطير هذا الموضوع من حيث الناحية القانونية والأمنية كما يحتاج أن توضع بعض القوانين والإرشادات التي تسهل وتنظم عملية التعامل مع مستخدمي الدراجات النارية، كما أقترح عمل دورات ومحاضرات في المدارس وعلى مستوى الأندية والفرق من حيث التوعية والارشاد والاستخدام الآمن لهذه الوسيلة".عبدالله بن إبراهيم الكندي يقول: "تعتبر نزوى على الغالب هي الأكثر عن باقي الولايات سوى من قبل الكبار أو من قبل الصغار ولو رجعنا للخلف قليلا سنجد الكثير من كبار السن كانوا ولا زالوا يستخدمون الدراجات النارية بشكل لافت للنظر"، مشيرا إلى أن الشباب من حيث الاستخدام ينقسموا إلى فئتين: "فئة تستخدم الدراجات النارية كنوع من الهواية والاستمتاع بقيادتها في أوقات الفراغ وفئة أخرى تستخدم الدراجة كوسيلة تنقل فعلية ومثال ذلك طلاب المدارس الذين يستخدمون الدراجة في التنقل من البيت إلى المدرسة والعكس وخصوصا في المدارس ذات الصفوف الحادي عشر والثاني عشر".ويتابع الكندي حديثه لـ"الشبيبة": إذا ما وقفنا على جانب الإيجابيات لاستخدام الدراجة نذكر منها مثلا طلاب المدارس فهم يساهمون في تقليل الزحام على حافلات نقل الطلاب أم الجانب السلبي فنرى بعض الشباب معهم نوع من التهور في قيادة الدراجة فنجدهم يسيرون في الطريق بسرعة عالية أو عكس اتجاه السير أو يقومون بالتجاوز في مناطق ممنوع التجاوز كما أن من سلبيات استخدام الدراجة النارية عموما سواء من الصغار أو الكبار نجد أن الغالبية لا تلتزم بالجوانب القانونية فاللافت للنظر أن معظم الدراجات التي يستخدمها الشباب في الولاية غير مرخصة أي يتم قيادتها بدون لوحات وبالتالي هي درجات لا يشملها أي تأمين من قبل شركات التأمين وهنا لو تعرض صاحب الدراجة لمشاكل لو قدر الله كحادث يصبح ولي الأمر مطالب بدفع التكاليف للجهة المتضررة إذا كان ابنه هو المخطئ كذلك هناك تبعات مالية تتعلق بعلاج المصابين أما إن كان هناك تأمين على الدراجة فأن التأمين يتكفل بتكاليف الجهة المتضررة كما أن الغالبية يستخدمون الدراجة دون الحصول على رخصة قيادة وهذا مخالف .وعن تجربته في قيادة الدراجة، يؤكد الكندي أنه استخدم الدراجة منذ سنوات طويلة إذ أنني أحمل رخصة قيادة دراجة نارية من عام 1989 وقد استخدمت الدراجة النارية سابقا في فترة دراستي بالثانوية وأثناء فترة الدراسة الجامعية وبعد أن أنهيت دراستي الجامعية والتحقت بالعمل توقفت لفترة عن قيادة الدراجات ثم عدت مرة ثانية لاستخدامها كونها هواية محببة عندي وحاليا أمتلك دراجة نارية واستخدمها في وقت الفراغ حيث أن استخدامي لها بشكل رسمي فرخصت القيادة لدي سارية المفعول وهي دراجة مرخصة وموأمنا عليها بشكل رسمي .غياب الرقابةمن جانبه قال محمد بن حمد الكندي: تنتشر الدرجات النارية في نزوى بشكل كبير لأن ولي الأمر يشتري هذه الدراجات للتخلص من ارتباطات نقل الأولاد إلى المدرسة، أو شراء حاجيات المنزل، ولكن للأسف الشديد لا تكون هنالك رقابة في استخدام الدراجة بشكل آمن في الطرقات، أما السبب الآخر فيعود إلى إصرار بعض الأولاد على شراء الدراجة لأن أولاد الجيران يمتلكون دراجات وبذلك يرضخ بعض أولياء الأمور إلى رغبة أولادهم ومنهم من تقل أعمارهم عن العشر سنوات.ويتابع الكندي: من السلبيات التي نلاحظها قيادة هذه الدراجات بشكل مجموعات كبيرة إذ يقوم السائقون بقطع الطرقات كذلك الازعاج الكبير التي تسببه هذه الدرجات في المجمعات السكنية. وكم من الحوادث القاتلة التي راح ضحيتها الكثير من سائقي هذه الدراجات ولكن لا احد يعتبر فكل يوم نلاحظ هذه الظاهرة في ازدياد.خالد بن سيف الصبيحي قال: لقد انتشر استخدام الدراجات النارية في الولاية والسير بها في الطرقات وأدى ذلك إلى ازعاج القاطنين في الأحياء السكنية فهذا من الجوانب السلبية للدرجات وكذلك من مخاطر استخدام الدراجة كثرة الحوادث المرورية لدى فئة الشباب الذين يقودن هذه الدراجات النارية بسبب السرعة الزائدة والتهور لدى فئة بعض الشباب، وأيضا من الجوانب السلبية عدم احترام الشاب للجوانب المرورية بسبب صغر حجم الدراجة فتجدهم يدخلون من أماكن ممنوع الدخول فيها ومن الجوانب الإيجابية التي أراها من وجهة نظري توفير الوقت والجهد والكلفة المالية.كما قال حمود بن غالب الصباري: نجد في مدينتنا من يستخدمها الشباب بصورة سيئة إذ يزودها بزوائد تجعل صوتها عالي وأيضا تجدهم يستخدمونها في اوقات غير مناسبة بعد الظهر مثلا أو في آخر الليل وأيضا تجدهم لا يتقيدون بالسلامة فلا يلبسون خوذة الرأس ولا واقية الساق ولا يتقيدون بأنظمة الطريق وبالأخص عند الاشارات الضوئية حيث يقطعون الإشارة الحمراء.حمد بن سليمان العزري رغم تعداده لفوائد الدراجة النارية إلا أنها يرى جوانب أخرى فيها تجعل منها أداة تصبح خطرة على صاحبها إن أساء استخدامها، فـ "المعروف عن الدرجات النارية، أنّها تنعدم من أساليب السلامة والأمان فيما إذا - قدّر الله - تعرض قائد الدراجة لحادث، فالتصرفات غير المسؤولة تُعرّض صاحبها وغيره لعواقب لا يحمد عقباها، لذا فهذه نِعمة - نشكر الله تعالى عليها، ويجب استخدامها الاستخدام السليم ووفق ما صممت من أجله، كما يجب أن تكون هناك رقابة من أولياء الأمور على أولادهم للتأكد من قدرتهم على سياقة هذه الدراجات، ومناسبة نوعها لفئتهم العمرية، وإلمامهم بقواعد المرور، واحترامهم للطريق ومرتاديه، وضرورة معرفة أنّ هذه الآلة هي وسيلة متى ما تم تقديرها أعطتك الأفضل وجنبتك المشاكل والعواقب الأليمة.يعقوب بن حمد السليماني يرى أنها مفيدة؛ فـ"هي تقلل الزحام كثيرا عن حافلات المدارس، وأنا شخصيا معي دراجة وأحب أن أتجول بها بين الحين والآخر في الطرق الداخلية وخاصة في هذا الوقت الذي يشهد جوا معتدل الحرارة".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على