سفير ميانمار نحن لا نحارب الإسلام، بل الإرهابيين الدوليين

أكثر من ٦ سنوات فى تيار

أجرت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" لقاء مع سفير ميانمار لدى الاتحاد الروسي، وطرحت عليه عددا من الأسئلة عن الأحداث، التي تشهدها بلاده، أجاب عنها مشكورا.
كتب إدوارد تشيسنوكوف:
أصبح معلوما أن ممثلين عن الأمم المتحدة سيتوجهون إلى ميانمار لاستقصاء حقيقة ما يجري في هذه الدولة، التي تُتهم بإبادة طائفة الروهينغا المسلمة. ومن الواضح أن في كل نزاع توجد وجهتا نظر متناقضتان. ففي حين أن ميانمار تُتهم بإبادة المسلمين، وأن وسائل الإعلام الغربية تفيد بأن عدد الروهينغا الذين التجأوا إلى بنغلاديش يفوق 422 ألف شخص، وأن الملياردير جورج سوروس، الذي يمول منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، يصف ما يجري في ميانمار بأنه عملية إبادة، فإن لدى سفير ميانمار لدى الاتحاد الروسي كو كو شين وجهة نظر أخرى.لذلك التقته "كومسومولسكايا برافدا"، وطلبت منه توضيح ما يجري هناك.
يقول السفير كو كو شين إن هذا غير صحيح. فقد أعلنت منظمة "جيش إنقاذ روهينغا أراكان" مسؤوليتها عما يجري في ميانمار. ويتزعم المنظمة المدعو عطا الله، الذي ولد في مدينة كراتشي الباكستانية، وترعرع في المملكة السعودية، وتدرب على حرب العصابات في معسكرات "طالبان". وهدف هذه المنظمة هو إنشاء ما يسمى "دولة إسلامية ديمقراطية" بعد الاستيلاء على مناطق ماونغتو وبوديتاونغ وراتيتاونغ في شمال أراكان.
وإن ما يجري هناك حاليا هو حرب ضد موظفي الدولة، وممثلي الطوائف العرقية (بمن في ذلك من غير المسلمين). فقبل شهر هاجم الإرهابيون 30 مركزا للشرطة في وقت واحد، وقتلوا 12 موظفا. لذلك اضطرت الحكومة إلى إطلاق عملية مكافحة الإرهاب، التي انتهت يوم 5 سبتمبر/أيلول الجاري. وهنا أوكد أن الكثيرين من غير المسلمين اضطروا إلى ترك منازلهم أيضا.
لقد تلقت قواتنا أوامر مشددة بضرورة مراعاة الإجراءات اللازمة للحفاظ على الأمن، وعدم إلحاق الضرر بالمدنيين. لذلك، فإن ما نشرته رويتر وغيرها من وسائل الإعلام بأن عدد اللاجئين تجاوز 422 ألف شخص - غير صحيح، وخاصة أن حكومة بنغلاديش أغلقت جميع المعابر الحدودية الرسمية مع ميانمار فور بدء عملية مكافحة الإرهاب. فكيف يمكن لهذا العدد الكبير أن يجتاز الحدود بصورة غير رسمية باستخدام زوارق صغيرة، حيث يتبين أن 30 ألف شخص عبروا النهر يوميا. فهل هذا ممكن؟
وعلاوة على ذلك، يؤكدون أن معظم اللاجئين من النساء والأطفال، فأين الرجال إذن؟ من الواضح أنه إذا كانت منظمة "جيش إنقاذ روهينغا أراكان" تضم زهاء 1500 مسلح، والعديد من الأنصار، فلا يستبعد أن يكون معظم اللاجئين هم أعضاء أسرهم.
ويضيف السفير شين أن منطقة أراكان هي من أفقر مناطق ميانمار، حيث توجد فيها نسبة بطالة مرتفعة جدا. كما أن معظم المسلمين فيها لا يتقنون اللغة الرسمية للدولة، ولا يسمحون لأولادهم بالدراسة في المدارس الرسمية، بل يرسلونهم إلى دعاة الوهابية في الجوامع المحلية. وهذا يسهل تجنيد الشباب ودفعهم إلى "الجهاد".
وإن الوضع في أراكان غير مستقر، والحكومة تعمل على تخفيف التوتر. ونحن نرحب بمقترحات اللجنة الاستشارية، التي ترأسها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، والتي من شأنها الإسراع في تسوية الأزمة.
وهنا أود الإشارة إلى أن من ينشر هذه الأنباء الزائفة يصب الزيت على النار. فمثلا، نشر أحد نائبي رئيس الحكومة التركية، في شبكة تويتر يوم 29 أغسطس/آب، صورا عن حملة الإبادة في أراكان، وقد أعاد الآخرون نشرها مرارا. بيد أنه تبين لاحقا أن هذه الصور التقطت في رواندا وفي إحدى مناطق إندونيسيا، التي تعرضت لهزة أرضية في تسعينيات القرن الماضي. أي إنهم يستخدمون صورا زائفة وينشرونها على أنها التقطت في ميانمار. كما أن هناك حاليا أكثر من 10 منظمات خيرية في بريطانيا تجمع المساعدات للروهينغا. وهذه الصور تستخدمها وسائل إعلام كبيرة ونافذة مثل قناة الجزيرة وبي بي سي وصحيفتي التايمز والغارديان وغيرها. ويبدو أن هذه الحرب الإعلامية، التي تُشن ضد ميانمار، تحقق نجاحا.
ترجمة وإعداد كامل توما

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على