«بينادوها بمحمد».. ميرفت تتخلى عن أنوثتها للعمل وسط الرجال (صور)

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

كتب - نجلاء بدر

«الواد محمد بتاع الكراتين».. بهذا الاسم ينادي زملاء مهنة ميرفت عليها خلال العمل، دون أن يعلموا قصتها، بعدما أخفت عنهم هويتها الجنسية، لكي تتمكن من «أكل العيش» وسط الرجال في سلام.

ميرفت أشرف السيد بنوتة ذات ملامح أنثوية روت لـ«التحرير» حيلتها لهزم الظروف الصعبة التي واجهتها ولجوئها إلى قص شعرها للتحول ملامحها إلى وجه صبياني خطفها من طفولتها الطبيعية.

ولدت ميرفت في منزل صغير في مدينة دمياط، معروش بالأخشاب ولكن لا يحمى من أشعة الشمس الحارة في فصل الصيف، وأمطار الشتاء الغزيرة، وتعيش في بيتها وسط أب مريض وأم بسيطة وثلاثة أشقاء يصغرونها بسنوات.

ميرفت تحولت من هويتها الجنسية اسمًا وشكلًا، وخرجت من منزلها للعمل في سن 9 سنوات، متقمصة شخصية الولد، فأطلق عليها البعض اسم "محمد".

قالت الفتاة البالغة من العمر 20 عامًا، لـ"التحرير": «أصيب والدي بمرض خطير في قرنية عينه اليمنى، بالإضافة إلى مرض عصبي يمنعه من العمل، ولأنني أكبر أخوتي عملت كسائقة على عربة أبي - الكارو- في عمر التسع سنوات».

واستكملت الفتاة: «قمت بقص شعري وارتداء ملابس صبيانة، حتى أحمي نفسي من ذئاب المجتمع البشرية طوال فترة عملي وسط الرجال».

صمتت ميرفت برهة من الزمن ثم عادت لحديثها: «استمررت في العمل على العربة حتى تزوجت أختي منذ عامين فاضطر أبي لبيع العربة والحصان لعدم قدرته على تحمل تكاليف الزواج، ومنذ ذلك الحين عملت في العديد من المهن»، مردفةً: «اشتغلت على تروسيكل باليومية وبعدين بدأت ألم ورق وكراتين وأبيعها بالكيلو».

والتقطت وادة ميرفت وتدعى هلالية محمد، طرف الحديث، قائلة إنهم تقدموا بطلب إلى إدارة الشؤون الاجتماعية يفيد بحالة زوجها الصحية للحصول على معاش شهري يعين أسرتها على المعيشة،  دون استجابة، موضحة أن زوجها يعاني من إعاقة بصرية إذ لا يستطيع النظر بعينه، كما يعاني من حالة عصبية سيئة.

واستكملت هلالية حديثها لـ"التحرير"، بنبرة حزينة: «علشان نجوز بنتنا لجأنا لبيع العربة التي كانت مصدر رزقنا الوحيد، وأصبحنا لا نملك قوت يومنا، وأتمنى أن نحصل على مصدر للرزق يعيننا على الحياة والمعيشة».

 وعما إذا كانت أسرتها تتلقى مساعدات من أهل الخير، قالت الأم: «لم ولن نقدر أن نمد يدنا لمخلوق للحصول على فلوس تكفينا، إحنا عاوزين من الدولة تساعدنا لعمل مشروع ناكل منه عيش».

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على