لبنان.. مخاوف من انفلات أمني وعودة الاغتيالات

أكثر من سنة فى الإتحاد

شعبان بلال (بيروت، القاهرة)
أكد خبراء ومحللون سياسيون أن الوضع السياسي والفراغين الرئاسي والحكومي في لبنان، تزيد المخاوف حول تدهور الوضع الأمني وعودة الاغتيالات، وشددوا على ضرورة اتفاق الأطراف السياسية وتقديم تنازلات لحلحلة الوضع الراهن.وحذر الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني الدكتور بشير عصمت من تدهور الوضع الأمني، واحتمال حدوث موجة جديدة من الاغتيالات، في ظل عدم الاستقرار السياسي المتمثل بعدم التمكن من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وغياب إمكانية تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، وما يرافق ذلك من بطء في المعالجات، وتوقف أي إصلاحات اقتصادية. وأشار الأكاديمي اللبناني إلى أن هناك عرقلة متعمدة أيضاً من أطراف داخلية، همها فرض استمرار هيمنتها، ومنع انتخاب رئيس جديد إلا بإرادتها ليحمي سلاحها، بالإضافة إلى تدهور الحالة المعيشية وانهيار العملة المحلية، معتبراً أن أي عمل أمني، خاصة الاغتيال، سيزيد الأمور تعقيداً، ولكن لا ضمانة بعدم وجود أطراف ترغب بذلك.ولفت عصمت إلى أن هناك جهوداً كبيرة من القوى الأمنية لضبط المخالفات، لكن احتمال الانفلات الأمني في ظل غياب الدولة، وتدهور الحالة الاجتماعية، يبقيان قائمين، وتبقى الأمور رهن الإسراع في حل سياسي، لن يحصل إلا بإعادة الاعتبار إلى دور عربي فاعل يعيد التوازن في الحياة السياسية اللبنانية.بدوره، اعتبر النائب البرلماني السابق والسياسي مصطفى علوش أن الخطر في لبنان ليس بالفراغ الرئاسي والحكومي، بل في الأسباب التي جعلت من وجود أو غياب الرئيس أو الحكومة الأمر نفسه، وهو ازدواجية السلطة بين أمر واقع واستخدام لبنان كأداة عسكرية وأمنية وسياسة عن طريق حزب الله.وأضاف علوش في تصريح لـ«الاتحاد» أن لبنان كان له رئيس وحكومة عند اغتيال رفيق الحريري وعند انفجار المرفأ، ولم يغير ذلك في الأمر شيئاً، بل أعطى غطاءً لـ «الوضع الشاذ» الذي أدى إلى تدهور الأوضاع، مشيراً إلى أن الحل توحيد السلطة أولاً.من جانبه، أوضح الباحث السياسي محمود فقيه أن القوى السياسية «الميلشياوية» في لبنان تستهدف ضرب الاستقرار الأمني عند أي تعثر دستوري وعدم إيجاد حل.وأضاف فقيه في تصريح لـ «الاتحاد» أن «تزايد المخاوف بشأن احتمالية لجوء بعض الأطراف إلى فرض خياراتها عبر العنف والاغتيالات والانفلات الأمني، خاصة في ظل انتشار السلاح غير الشرعي والمخدرات والسرقة».وعاش لبنان فترة اغتيالات مريرة بدأت مع مقتل رئيس الحكومة رفيق الحريري العام 2005 التي اتهمت فيها عناصر من ميليشيات «حزب الله» الإرهابية بتنسيق العملية التي هزت البلاد، إضافة إلى عمليات اغتيال أخرى كثيرة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على