الأنصاري منتخب البحرين يضم لاعبين رواتبهم لا تزيد عن ١٠٠٠ دولار

أكثر من سنة فى الإتحاد

 
معتز الشامي (البصرة)
رغم أن الكرة البحرينية صاحبة «صولات وجولات»، إلا أنها أصبحت تعاني كثيراً خلال السنوات الماضية، كما أنها تجد صعوبة في مجاراة أغلب الدوريات الخليجية حالياً، لأسباب عدة، سواء لوجستية أو مالية، لكنها تحاول استعادة أمجادها، من خلال خطة تطوير متميزة، ينتظر أن تجني ثمارها خلال السنوات المقبلة.مهند الأنصاري رئيس بعثة البحرين في «خليجي 25»، وعضو مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم، خص «الاتحاد» بحوار فتح فيه قلبه للحديث عن الأمور التي تخص الكرة في بلاده، وخطة التطوير التي يتم تنفيذها لاستعادة الأمجاد.وتطرق الأنصاري إلى أبرز التحديات التي تواجه الكرة البحرينية، وكيفية العمل للتغلب عليها، قال: الجيل الحالي يختلف عن السابق، حيث نعاني كثيراً من قلة المواهب، بعدما قضى العمران على الملاعب الأهلية أو ملاعب «الفريج»، التي كانت تساعدنا على اكتشاف الكثير من اللاعبين، من خلال أعين الكشافين الذين غاب دورهم وأصبحوا عملة نادرة وغير موجودين، وهي أشياء تؤثر بالسلب بالتأكيد.وأضاف: نركز الآن بدرجة كبيرة على دوري المدارس، الذي نقوم بإحيائه من جديد، وهو موجود منذ فترة، إلا أن التركيز عليه لم يكن بالشكل المطلوب مؤخراً، لذلك حرصنا على التركيز عليه بشكل مكثف مجدداً، كما أننا استحدثنا أعماراً سنية جديدة، من أجل مساعدتنا على كشف مواهب جديدة، أبرزها فئة 21 عاماً، لأننا اكتشفنا أن الأندية لا تمنح تلك الفئة الفرصة بشكل كافٍ، وجاء استحداثها بما يلائم قدرات الأندية.وحول كيفية مشروع لجنة المسابقات التي يترأسها لمنح الفرصة للاعبين الشباب للمشاركة مع الفريق الأول، قال: وضعنا خلال السنوات الماضية، بعض الضوابط لإجبار الأندية على منح اللاعبين الشباب تحت 21 عاماً، فرصة المشاركة مع الفريق الأول، أبرزها خصم ثلاث نقاط، بالإضافة إلى التغريم مالياً حال عدم مشاركة هؤلاء اللاعبين، لمدة 820 دقيقة مع الفريق الأول.

 
وقال مهند الأنصاري: بعد مرور الوقت شعرنا أنه قرار يرهق الأندية، ويظلمها بدرجة كبيرة، لأنك تفرض على المدير الفني مشاركة اللاعب، وهذا لا يعقل في كرة القدم، لأن اللاعب يفرض نفسه بإمكانياته وقدراته، لذلك استحدثت فئة 21 عاماً، حتى لا نفرض على المدرب مشاركة اللاعب، خاصة أنه ربما لا يكون على القدر المطلوب، وفي الوقت نفسه عملنا على منح المدربين فرصة تصعيد الصغار من سن 17 عاماً للعب في تحت 19 عاماً وحتى تحت 21 عاماً.وأضاف: في السابق كنا نسمح بمشاركة اللاعبين في فئتهم السنية فقط، والآن قررنا مشاركة اللاعبين في فئتين مختلفتين عن فئتهم السنية، بمعنى أن اللاعب تحت 17 عاماً لديه القدرة على اللعب مع فئتين تحت 19 عاماً و21 عاماً، وهذا يساعد اللاعبين على المشاركة واكتساب الخبرات، كما يساعد المدرب على اكتشاف «الموهوب» سريعاً لمنحه فرصة المشاركة مع الفريق الأول في أسرع وقت، كما أننا سمحنا للاعب تحت 21 عاماً بالمشاركة مع المنتخب الأولمبي، والآن ليس من الضروري أن تكون لاعباً تحت 23 عاماً للمشاركة مع المنتخب الأولمبيوحول استضافة كأس الخليج بنسختها الـ27، قال مهند الأنصاري: في الوقت الحالي من الصعب علينا استضافة البطولات بسبب قلة الملاعب، ونحن غير جاهزين الآن لاحتضان أي بطولة، ويكفي أننا نقيم الدوري على ملعبين فقط، لذلك دعني أكن صادقاً معك، ويصعب علينا حالياً استضافة البطولات.
رواتب ضعيفةورداً على استفسار يتعلق بقيمة عقود ورواتب اللاعبين، قال: لك أن تتخيل أن رواتب أبرز اللاعبين في الدوري البحريني تصل إلى 3 آلاف دولار شهرياً، وأعلى لاعب يتقاضى 12 ألفاً، وهذه حالات استثنائية وخاصة، كما أن هناك لاعبين في صفوف المنتخب حالياً، تصل رواتبهم إلى 1000 دولار فقط شهرياً، بينما «الأحمر» يضم لاعبين محترفين فقط، هما عبدالله يوسف، في الدوري الإندونيسي، وعلي مدن في الدوري الإماراتي، وباقي اللاعبين يلعبون في الدوري المحلي، لذلك يجب أن نعمل على تحسين الأوضاع، من أجل تطوير الكرة البحرينية في أسرع وقت، وزيادة مداخيل الأندية.وفيما يتعلق بالعروض التي يتلقاها اللاعبون والمتوقعة بعد «خليجي 25»، قال مهند الأنصاري: أثق في زيادة عدد المحترفين عقب نهاية «خليجي 25»، وأعتقد أن الكثير من اللاعبين سيحصلون على فرصة للاحتراف في الدوريات الخليجية خاصة، حيث نضم مجموعة متميزة من اللاعبين أمثال كميل الأسود وجاسم الشيخ ومحمد مرهون، وغيرهم لذلك أثق في حصولهم على فرصة الاحتراف عقب نهاية البطولة.
الشارع الرياضيوبشأن موقف الشارع الرياضي من المشروعات التي تتطلب وقتاً لجني الثمار، بينما يرغب الرأي العام الرياضي إنجازات سريعة، خصوصاً على مستوى الفريق الأول، قال: للأسف الشارع الرياضي، لا يتقبل نوعية القرارات التطويرية التي تبني للمستقبل، وهذا طبيعي بالتأكيد، لأن هناك تسرعاً في التعامل مع المنتخب، والكل يرغب في نتائج للمنتخب الأول، وللأسف جماهيرنا لا يرضيها أي شيء ولا يعجبها العجب مثلما يقول المثل الشهر، ومثلاً أشدنا بموقف لاعبين في «الأحمر»، الأول تلقى خبر وفاة والده، والثاني نبأ وفاة جدته، وقررا البقاء مع المنتخب وخوض المباراة، وفي المقابل انتقدنا الشارع الرياضي على هكذا تصرف، رغم أن اللاعبين تمسكاً بالبقاء لأنهما في مهمة وطنية، وتعرضت للهجوم من الجماهير بسبب إشادتي بلاعبين ضمن المنتخب قررا البقاء مع الفريق، وعلق البعض قائلاً: كيف تشيد بهذا القرار، وأين «بر الوالدين» في هذا الأمر؟ كما تعرض اللاعب نفسه لهجوم كبير.وأشار الأنصاري إلى أن هناك انتقادات من الشارع الرياضي البحريني أيضاً للعب جميع المباريات على ملعبين فقط، رغم أن هذا ليس من اختصاص الاتحاد، بل الجهاز المنظم في وزارة الرياضية، حيث لا يتبقى الآن سوى ملعبين فقط صالحين للعب، وبالتالي أضطر للعب الدوري عليهما لعدم وفرة الملاعب، وخروج بعضها للصيانة، كما أن إقامة الدوري يحتاج من 3 إلى 4 ملاعب، لكننا نخوض المسابقة على ملعبين فقط، وهو أمر تنظيمي مرهق للغاية، ويؤثر على الملاعب نفسها.وحول تأثير قلة الملاعب على تطوير الكرة البحرينية، قال: التطوير يتأثر بدرجة كبيرة بالبنية التحتية، لذلك فإن علمية التطوير تتم ببطء بسبب أزمة الملاعب، وتخيل أن الاتحاد يضطر إلى إنهاء المسابقات السنية قبل رمضان، بسبب ندرة الملاعب، من أجل توفير الوقت للفريق الأول للتدرب بالملاعب عقب صلاة العشاء، وهذا يؤثر على اللاعبين الشباب، حيث يبتعدون عن الملعب لفترة طويلة.

 
وحول إمكانية تأهل «الأحمر» إلى «مونديال 2026»، قال: حتى الآن يصعب علينا حجز بطاقة العبور إلى النهائيات المقبلة نظرياً وعلى الورق، وذلك لقوة المنتخبات الآسيوية الأخرى، كما سنجد منافسة قوية على بطاقات التأهل الثمانية، من منتخبات مثل السعودية، وإيران، واليابان، وأستراليا بالإضافة إلى كوريا الجنوبية، وهي منتخبات أجهز حالياً، كما أنها اعتادت حجز بطاقات العبور إلى المونديال في السنوات الماضية، وهؤلاء «التوب 5» في القارة، ويضاف إليها منتخبات أكثر جاهزية من البحرين، وهي الإمارات والعراق والأردن، بالإضافة إلى عُمان، لذلك يصعب علينا أن نجزم التأهل إلى «مونديال 2026»، والحل في ضرورة التقدم في التصنيف العالمي لدخول ضمن «التوب 8» قارياً، بما يسهل علينا مشوار التصفيات، وهذا ما نعمل من أجله خلال المستقبل.وأشار الأنصاري إلى أن عقد سوزا ينتهي في يونيو المقبل، مشيراً إلى أن قرار التجديد للمدرب في يد لجنة المنتخبات، موضحاً أن اللجنة تقييم العمل وترى الأمور وفق رؤيتها، وما يتناسب مع استراتيجية العمل، ومن ثم يكون القرار.
 
غياب الدعم وراء تأخر إطلاق دوري المحترفين 
تطرق مهند الأنصاري إلى سبب تأخر انطلاق دوري المحترفين البحريني، والأسباب التي تعطل تدشينه حتى الآن، رغم وعود بدء الاحتراف في الكرة البحرينية، وقال: دعنا نتفق على أن تطبيق دوري المحترفين يحتاج إلى دعم حكومي كبير، نعم نحظى بذلك، ولكن نرغب في زيادة هذا الدعم، من أجل تطوير الكرة البحرينية بشكل أكبر، وليس تطبيق دوري المحترفين فقط، جميع الرسوم التي نسددها إلى المنظمين والحكام واللجان العاملة، ارتفعت بشكل كبير للغاية، وفي المقابل لا يوجد موارد مالية كبيرة لمواكبة تلك الزيادة.وأضاف: دخول المباريات الخاصة بـ «دورينا» من دون مقابل، وللعلم رعاية المسابقة لا تساعدنا مادياً بشكل كبير، حيث تصل القيمة التي يحصل عليها الاتحاد من مسابقة الدوري، حوالي مليون دولار سنوياً، حقاً لا أتذكر الرقم بالشكل الدقيق، ووفقاً لكل ما ذكرته، من الصعب تطوير الكرة البحرينية من دون زيادة الدعم الحكومي، لأن موارد الدخل قليلة، ولن تساعدنا تطوير المسابقة من الأساس، فكيف سيتم تطبيق إذاً دوري المحترفين، وسط تلك الظروف التي نمر بها.وفيما يتعلق بخططك الاتحاد لزيادة دعم الأندية، في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها الكرة البحرينية، قال: نفكر جدياً في الاتفاق مع الشركات الراعية للأندية، على توجيه الدعم للاتحاد بدلاً من الأندية، على أن يتم توزيع الأموال بالتساوي مع الأندية من خلال الاتحاد، بهدف تطبيق مبدأ المساواة بين الجميع، وعدم تفريغ الأندية الصغيرة من اللاعبين المتميزين، حيث تضطر الأندية إلى الاستغناء عن أبرز لاعبيها.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على