١٢١ وجهاً جديداً.. «خليجي ٢٥» بين صناعة المستقبل وحرق المواهب الصاعدة

أكثر من سنة فى الإتحاد

معتز الشامي (البصرة)
أثبتت بطولة «خليجي 25»، أنها فرصة للبناء للمستقبل لكل منتخبات المنطقة، رغم بعض الانتقادات التي وجهت لبعض المنتخبات التي شاركت بالصف الثاني في البطولة، حيث رصدت «الاتحاد» مشاركة 121 وجهاً جديداً في البطولة التي تستضيفها البصرة، يتواجدون لأول مرة في قوائم منتخبات بلادهم للعب في المحفل الخليجي، بعدما اعتمدت أغلب منتخبات البطولة على وجوه شابة.واتفقت آراء فنية وإدارية على أهمية الدفع بتلك الوجوه الشابة في المحفل الخليجي، بما له من قيمة وقدرة على الدخول باللاعبين ضمن الأجواء التنافسية العالية، قبل مرحلة مهمة من تحضيرات أغلب منتخبات المنطقة، مع اقتراب كأس آسيا التي تستضيفها قطر يناير 2024، بالإضافة لبدء مشوار التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2026 مع نهاية العام الجاري، ما يعني ضرورة تحضير عناصر شابة للمستقبل، بهدف بناء مسيرة العديد من المنتخبات بالمنطقة الخليجية، والتي يدفعها أمل نيل بطاقة مؤهلة لكأس العالم المقبلة، مع زيادة الفرق المشاركة إلى 48 منتخباً، سيكون نصيب آسيا منها 8 بطاقات، بالإضافة لنصف مقعد في الملحق العالمي.
يتصدر «الأخضر» السعودي القائمة بعدما استدعى منتخباً بالكامل من الجيل الأولمبي والشباب بوجود 23 لاعباً، ويحل المنتخب اليمني ثانياً بمشاركة 19 لاعباً شاباً، يلعبون لأول مرة في البطولة، ونفس الأمر بالنسبة للمنتخب القطري الذي حل ثالثاً بعدد 16 لاعباً، وهو نفس العدد في الإمارات 16 والعراق، بينما اصطحب منتخب الكويت 14 لاعباً شاباً، وعمان 12 لاعباً، فيما اكتفى منتخب البحرين حامل لقب النسخة الماضية بتواجد 5 لاعبين جدد. ورغم مرور بعض منتخبات المنطقة، بمرحلة تجديد دماء والدفع بعناصر شابة، لا يزال الحديث مستمراً عن ضرورة فرض المشاركة بالمنتخب الأول والتشكيلة الأساسية، والأجهزة الفنية للمنتخبات الأولى في البطولة، لمنع التقليل من القيمة الفنية والتنافسية للبطولة.من جانبه، أكد محمد مطر غراب لاعب منتخب الإمارات السابق، والمحلل الفني لقنوات دبي الرياضية، على ضرورة التعامل مع البطولة بشكل يمنحها قيمتها التاريخية والمجتمعية بالنسبة لمنطقة الخليج، وتابع: «البطولة أصبحت لها أهداف أخرى غير الرياضية، والبعض يبحث عن ضرورة مشاركة جميع دول المنطقة، لأسباب اجتماعية وثقافية وسياسية أيضاً في بعض الحالات». وعن المشاركة بالصف الثاني قال: «يعد سلاحاً ذا حدين لأنه يجب تجهيز العناصر البديلة أولاً وإكسابها الخبرة قبل الدفع بها في البطولة، حتى لا يتم حرق تلك المواهب في المستقبل، وبالتالي يتأثرون في مسيرتهم، والمطلوب هو ضرورة دراسة الأمر بشكل أفضل، ووضع استراتيجيات للتطوير لجميع المنتخبات أولاً، وهنا أتحدث عن المنتخب الإماراتي الذي قرر المشاركة بعدد 16 لاعباً جديداً في خليجي 25».فيما ذهب سلمان الشريدة المدرب البحريني السابق، إلى أن المشاركة ببطولة بحجم كأس الخليج تحتاج إلى التحضير وتجهيز للمنتخب بشكل عام، وتابع: الدفع بوجوه شابة في هذه البطولة مهم للغاية، لأنها فرصة لاكتشاف النجوم، ولكن الاعتماد بالكامل على منتخبات شابة أو أولمبية ربما يكون سلاحاً ذا حدين ومخاطرة، ويؤثر بشكل سلبي على التنافسية وعلى قدرات المنتخبات، لكن طبيعة كأس الخليج تستدعي دوماً الاستعداد القوي للمشاركة فيها، والمرور بإحلال وتجديد تدريجي، وليس المشاركة بمنتخب كامل من الوجوه الجديدة أو حتى 70% من تشكيله، لأنه ربما يتأثر الفريق ككل بفعل الضغوط الجماهيرية والإعلامية».ويرى المدرب الألماني شايفر، مدرب العين وشباب الأهلي السابق، أن اهتمام المنتخبات الخليجية بقرب انطلاق تصفيات التأهل لمونديال 2026، حول أنظار تلك المنتخبات إلى ضرورة التفكير في المستقبل، كون تصفيات المونديال والمشاركة يتطلبان البدء بتحضير منتخب قوي وقادر على مقارعة الكبار في القارة.وتابع: «هاجس تصفيات كأس العالم ووجود 8 بطاقات مؤهلة للمونديال سيؤثران على فكر المنتخبات الخليجية، لأن المنطقة مليئة بالفرق القادرة على انتزاع بطاقة التأهل، مثل العراق وعمان والبحرين والإمارات بالإضافة للسعودية، وهو السبب في اتجاه أغلب المنتخبات لعملية إحلال وتجديد في هذا التوقيت، لحسم بطاقة مؤهلة لكأس العالم».
الحمدان: بطولة الكشف عن الجواهر الجديدةيرى الدكتور أحمد الحمدان، مدير إدارة التدريب والتطوير في الاتحاد الكويتي لكرة القدم، أن خليجي 25، فرصة عظيمة لاكتشاف الكثير من المواهب في الكرة الخليجية، نظراً لحصول الكثير من اللاعبين الشباب على فرصة المشاركة في بطولة تتميز بالتنافس الكبير.وقال الحمدان: «أعتقد أن مشاركة بعض المنتخبات بالصف الثاني وباللاعبين الشباب، أمر جيد ويمنح فرصة كبيرة للعديد من الشباب لاكتساب المهارات في ظل قوة المنافسة في بطولة خليجي».وأضاف: «مشاركة منتخبي قطر والسعودية في البطولة بالصف الثاني واللاعبين الشباب، جاءت بسبب ظروف المنتخبين، وقرار الاتحاد السعودي جاء نظراً لامتلاك «الأخضر» قاعدة كبيرة ساعدته على المشاركة في آخر 3 بطولات بالصف الثاني ودائماً يتمكن من تحقيق نتائج إيجابية».وتابع: «بالنسبة للمنتخب القطري أعتقد أنه في مرحلة التجديد، خصوصاً بعد المونديال، وعادة كل المنتخبات بعد المشاركة في كأس العالم تفضل إجراء عملية إحلال بالنسبة للنجوم».وأردف: «منتخب البحرين يشارك بالمنتخب الأول، بينما الكويت تعتمد على مجموعة من اللاعبين الشباب بسبب ظروف التجديد وسوء المستوى خلال الفترة الأخيرة، كما أن المنتخب العراقي متجدد، ومطعم بلاعبين أصحاب خبرة، أما لاعبو المنتخب العماني فلا يوجد بهم تغيير وهم نفس اللاعبين الذين شاركوا في التصفيات».واختتم: «منتخب الإمارات يوجد به تغيير كبير في صفوفه، وتم الاستغناء في الفترة الأخيرة عن مجموعة كبيرة من نجومه، وأعتقد أن البطولة مهمة لجميع الفرق، وكل المنتخبات تبدأ بالتصحيح والإحلال من دورة الخليج».
ماهر الشمري: إضعاف لمستوى البطولةحذر المدرب الكويتي ماهر الشمري من تراجع قيمة البطولة فنياً، بسبب مشاركة أغلب المنتخبات بالصف الثاني أو العناصر الشابة لاكتساب الخبرات، وتابع: «كل منتخب مشارك في خليجي 25 له أهداف واستراتيجية يسعى إلى تحقيقها من المشاركة في الحدث الكبير، ولاحظنا أن أغلب المنتخبات دفعت بعدد كبير من اللاعبين الشباب أو بالمنتخب الأولمبي، ولو لجأت كل الفرق إلى هذه الطريقة فإن مستوى البطولة سيضعف فنياً، لأن عامل الخبرة مطلوب في مثل هذه البطولات».وأضاف: بطولات الخليج دائماً ما تشهد ميلاد نجوم جدد واختفاء البعض ممن لهم تاريخ، وهو ما حدث على مدار تاريخ البطولة التي يعتز بها كل أهل الخليج، وأتوقع أن يظهر أكثر من لاعب في ظل العدد الكبير من اللاعبين الذين يظهرون للمرة الأولى في البطولة.
فوزي بشير: كأس الخليج ستظل صانعة المواهبأكد فوزي بشير أحمد لاعب منتخب عمان الأسبق، أن بطولات كأس الخليج لها قيمة خاصة، وهي قادرة على صناعة النجوم دائماً حتى لو كانت وجوهاً جديدة بدأت رحلة التألق من الشباب، وأضاف: «منتخبات البطولة تنظر للمستقبل وهذا أمر لا يعيبها في شيء، وعلى العكس، من الطبيعي أن يتم البناء للمستقبل بشكل عام، مع رغبة الجميع في الظهور بشكل مميز خلال كأس آسيا 2023 بالإضافة للبناء من أجل مشوار التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ومن الطبيعي أن تكون بطولة كأس الخليج محطة مهمة للغاية في سبيل تحقيق ذلك».

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على