مخرج «لا فراش للورود» الهندي سقف المنافسة بـ«الجونة السينمائي» مرتفع (حوار)

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

أبدى المخرج مصطفى ساروفار فاروكى حماسه الشديد لمشاركة فيلمه «لا فراش للورود» فى المسابقة الرسمية بالدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائى، لافتًا إلى أنه رغم تقليدية قصة العمل، فإنه حظى بإشادات واسعة خلال المهرجانات السينمائية التى شارك فيها، حيث تدور أحداثه حول مخرج سينمائى يمر بأزمة منتصف العُمر، ويتحول موعده العادى مع صديقة ابنته إلى فضيحة مدوية، فتنشق أسرته، ويواجه غضبًا من المجتمع البنجلاديشى يصل إلى حد التشنيع العام بزعم وجود علاقة بينه وبين صديقة ابنته.

فاروكى تحدث فى حواره مع «التحرير» عن كواليس الشريط السينمائى السادس له مع «لا فراش للورود»، ومهمته كمؤلف ومخرج للعمل.

فى البداية.. كيف ترى عرض «لا فراش للورود» في المسابقة الرسمية بمهرجان الجونة السينمائى؟

لا أملك أى توقعات بالنسبة للمهرجان، إذ ما زلت أشاهد أفلام هذه الدورة، وعلمت أن هناك مجموعة من الأفلام المشاركة فيها سبق أن شاركت فى مهرجانات سينمائية، وهو ما يجعل سقف المنافسة مرتفعا، وبالطبع سأكون سعيدًا إذا ما فزت بالمهرجان.

وكصانع للفيلم.. ما نقاط القوة التى سترجح كفته فى المسابقة؟

لا يمكننى تحديد هذه النقاط لأن شهادتى مجروحة فيه، لكن إذا تعيّن علينا تحديد نقطة تميز فى فيلم «لا فراش للورود» فإنها ستكون رؤيتى السينمائية له، والطريقة التى أقدم العمل بها، وأتمنى أن تلمس لجان التحكيم هذه التفاصيل.

وهل تهتم بمشاركة أفلامك فى مهرجانات؟

المشاركة فى المهرجانات الدولية مهمة للتعرف على جماهير جديدة وتوسع نطاق التأثير فى مناطق أخرى والتعرف على طريقة استقبال كل مشاهد للعمل وهو ما يجعلنى أطور من عملى فى المستقبل، وكذلك مقابلتى لنقاد مهمين والتعرف على رؤيتهم لأفلامى وكيف يفكرون فيها ويقومون بتحليلها، وهذه نقطة فى غاية الأهمية بالنسبة لصانع السينما، وتجعله يعيش تحديا أكبر لأعماله المستقبلية.

بناء قصة الفيلم على خبر منشور فى الصحف تبدو تقليدية ومستهلكة.. كيف عملت عليها لتجعل منها فكرة جذابة؟

الرؤية تختلف من شخص لآخر، كلنا نقرأ نفس الخبر لكن التحرير يتغير من قارئ للثانى، مثلا إذا ما عرضنا حادثة على 10 مخرجين لتقديمها فى عمل فنى، فإننا سنتابعها بشكل مغاير لبعضها، رغم أنها نفس الحادثة، ورؤيتى هذه تنبع من ضميرى أو قد يكون هذا الصوت إيحاء من ربنا.

إلى أى مدى أثر عدم تقديم أحداث الفيلم بالتسلسل الزمنى لها على عملية المونتاج؟

منذ بداية تفكيرى لوضع رؤيتى للفيلم وجدت أن أفضل تقسيم لأحداثه عرض الماضى مع الحاضر والمستقبل أيضًا، كى أبرز كيف وصل الأبطال لهذه المرحلة بداية من مقابلة اجتماع فى المدرسة وحتى تغير المشاعر بمرور السنوات، ثم شحنها، بفعل اختلاف الأعراق والديانات، إلى أن اختفت كل هذه المشاهد مع مشهد الوفاة الذى أفاد بأن الموت رسالة كبيرة، يغير أحاسيس كثيرة مشحونين نحو بعض بها بطريقة سلبية وتؤثر على طريقة تعاملاتنا.

وما الهدف من طريقة العرض هذه؟

الغرض هو إظهار أن الشخصيتين الرئيسيتين فى العمل كيف ستتغيران بعد 5 سنوات، مع رؤية أخرى وتأثير زمنى مختلف، ومع الفترات الزمنية المختلفة داخل الماضى نفسه، لكن رؤيتى قائمة على تحليل مشاعر الشخصيات، وبالتالى استطعت عرض رؤيتى عبر الخط الزمنى المختلف والذى يبدو معقدا لكنه متسلسل يحكى رؤيته بطريقة جيدة.

وهل كان عرفان خان هو اختيارك الأول لبطولة الفيلم؟

بالفعل، عرفان اختيارى منذ كتابتى للشخصية، لكن لم يكن لدى وسيلة تواصل به، وبعد انتهائى من كتابة الإسكريبت بحث عن أرقامه وتحدثت إليه، واكتشفت أنه قد تابع أفلامى السابقة وأعجب بها، كما أعجب بالسيناريو، والحقيقة أننى سعيد بأداء عرفان بالفيلم، وبكل الممثلين المشاركين فيه، فالفيلم كان يتطلب تمثيلا غير ظاهر قائما على البُعد النفسى مع العمق الذى تؤديه كل شخصية فى الحوار وطريقة العرض، وسعيد لأن هوليوود ريبوتر وفارايتى أشادتا بالأداء التمثيلى فى الفيلم لأن كل شخصية كان مهما خلال تمثيلها أن تمثل بعمق وليس مجرد ترديد كلمات، مهم أن يصل الكلام من خلال الأحداث.

وكيف ترى غياب السينما الهندية عن دور العرض المصرية؟

مصر وبنجلاديش الهندية بينهما أوجه تشابه كبيرة كالقيم العائلية والأخلاقية والتابوهات، مع الطفرة التكنولوجية الحاصلة الثقافات تقترب من بعضها أكثر، والقصص الكبيرة العالمية تتحول لقصص أكثر محلية والعكس صحيح، وخلال 15 سنة التطور التكنولوجى سيزيد من مساحة التقارب والتداخل أكثر بينهما، وسنتابع تعاونا وتداخلا أكثر.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على