وأشرقت الشمس

أكثر من سنة فى الإتحاد

بعد أيام من البلل النبيل نفضت الشمس معطف السماء، وأطلت على الوجوه بأهداب من ذهب الطبيعة، وراحت الأشجار تلقي قصائدها الملحمية، وتغني للطير والذي حمل قيثارته وذهب في العميق، يرتل آيات الخلق البديع، بزقزقة أرق من نثات المطر، وأحلى من الشهد وأنعم من أجنحة الفراشات.في يومك، هو يوم الخميس، فيه ترتبين مشاعرك على نغمات الصمت الرهيب، لعالم ينعم بجمال الوطن، وما جادت به أيدي المخلصين، وهم الذين يسهرون على تشذيب أغصان القلوب، ويهذبون أوراقها، ويجعلون من أيامنا عرس الأبدية ومشهداً خالداً يزهر في معانيه، ويثمر في مغزاه، هو هذا الوطن وهو يستقبل شمسه بعد أيام مرت، كانت السماء ترخي دلائها على عيون العذارى، وتكحل الرموش الناعسة بأثمد الاسترخاء، وتجعل من الحياة ترفاً ورفاهية، تجعل من البشر غزلاناً برية، ترتع من عشب الفرح، وتمرح في بريتها جذلانة ريانة، ومعها ترقص الهيفاء في حقول العمر، ولا تغمض عيناً في الليالي الملاح.أشرقت الشمس، كما تشرق بلادنا على العالم بأنبائها المبهجة، كما تفضي بلادنا إلى أفق يزخر بالنماء، وحسن السيرة والسلوك، لوطن غنى في الفجر، لأجل أن يبدأ النهار بخلاخيل وقلائد، وتبدأ الحياة بدق الدفوف على ترنيمات أعياد لا تطفئ أنوارها ولا تخفف من وطء الأقدام على الأرض، وهي ترسم صورة الإنسان الذي عانق غصن الغافة ولامس سعفة النخلة، وامتطى جمل السفر البعيد، هو هذا الإنسان نفسه اليوم يسرج خيول الأمل متجهاً نحو غايات لا قرار لها، ولا نهاية، لأن البصيرة تجاوزت حدود الممكن، لتبدأ من أول سطر في المستحيل، وتخط الكلمة الأولى أو بالأحرى العبارة الأولى «نحن أبناء وطن لا يعرفون نهاية للطموح، كما لا يعرفون الذروة في وجدان الكون، كل شيء هنا مع إشراقة كل شمس يبدو بداية لإنجاز يكمل دورة الإنجازات المتتالية، وهكذا تمضي الإبل، هكذا تخب في المعني، وترفع النشيد عالياً، وتغني للوجود أغنيات الأمل، هكذا هي الإمارات في مدنها وقراها أيقونة الشتاء، قيثارة الليالي السمر، ولحن أزلي لا تتوقف أوتاره عن النث والحث والبث، لأنها فقط الإمارات التي لا يشبهها إلا هي.أشرقت الشمس، وهي في مستهل ريعانها وروعتها، تمنح العالم بشارة جديدة لوطن لا نهاية لنبضه، إنه وطن الأحلام اللامعة مثل البرق، المتأنقة مثل نجمة في السماء ترتجل الشعر، وتحفظ للمتنبئ زعامته للشعر العربي.أشرقت الشمس، وتحلت بأخلاق الروعة، ونبت على خصرها زغب القطا، وعند المساء تلقي بشالها كي تستريح، ولكنها لا تختفي عن سماء الإمارات، لأنها تغار من رونق الاحتفاء بجمال الكون، وسماحة النفوس الندية، والقلوب الرخية مثل ندف الثلج، مثل حبات الدر في اللجج.أشرقت الشمس واندمجت إشراقة وطن، وتناغم الطرفان في عناق فطري، والخيوط هي خيوط أمل بدأ منذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ينمو وتزهر أغصانه، وحتى اليوم تبدو الأزهار هي عنوان فرح في كل حارة وزقاق، وفي كل العيون ترى البريق في مساحة واسعة من ترف الوجدان، ورخاء السجية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على