"الذوادي النفط لعب دورا مهما في تأخر الحركة السينمائية في الخليج"

أكثر من سنة فى البلاد

 
نظمت جمعية تاريخ وآثار البحرين وضمن موسمها الثقافي 69 مساء الأربعاء 28 ديسمبر ندوة بعنوان "نهضة السينما الخليجية" تحدث فيها المخرج البحريني القدير بسام الذوادي، مستعرضا أهم المحطات في تاريخ السينما الخليجية والبدايات والصعوبات، وفيما يلي تستعرض "البلاد" أبرز ماجاء في الندوة:
تحدث الذوادي أولا عن السينما في البحرين، موضحًا أنه لم لم يكن هناك إنتاج سينمائي محلي في البحرين، وأول مسرح لعرض الأفلام في عام 1922م استقبل أهالي مدينة المنامة نبأ تواجد سينما في كوخ يقع على ساحل البحر إلى الغرب من موقع محاكم البحرين القديمة على يد محمود الساعاتي، وبعد 15 عاماً نجحت مجموعة من الشباب الواعد مكونة من الشيخ علي بن عبدالله بن عيسى آل خليفة، وعبدالله الزايد، وحسين يتيم في الاشتراك لتأسيس أول دار سينما في البحرين في عام 1937م بمدينة المنامة، وأطلق عليها اسم "مرسح البحرين" وكان موقعها نفس الموقع الحالي لسينما الحمراء، وأول فلم افتتحت به السينما هو "وداد" بطولة أم كلثوم.
 
ومنذ ذلك الوقت تأسست دور عرض سينمائية بسيطة مثل "القصيبي أو اللؤلو" التي افتتحت عام 1946 ودور السينما الأخرى كانت سينما بن هجرس، والمحرق، والزياني وسينما النصر التي تخصصت في الأفلام الغربية..
ثم تطرق الذوادي إلى قضية صعوبة صناعة السينما في الخليج، مؤكدا في هذا الجانب، أنه لو كان هناك توجه لخلق صناعة سينمائية في الخليج لوجدنا أولاً توجها من الدول الخليجية لخلق بنية تحتية لهذه الصناعة، وذلك من خلال المنح الخاصة بدراسة عناصر السينما التي توفرها وزارات التربية والتعليم أو أي جهة حكومية لها علاقة بالإعلام بشكل عام، وهذا ينطبق على القطاع الخاص كذلك لأن البنية التحتية ستخلق مناخا مناسبا يدفع الجهات الرسمية والقطاع الخاص للاستثمار في المعامل والأجهزة والمشاركة في دفع عجلة الاقتصاد في هذا الجانب بحيث تكون هناك صناعة قائمة بذاتها لها إيراداتها وأشكالها الاقتصادية المختلفة.
وفي سياق أخر تطرق الذوادي إلى الفرق بين السينما والتلفزيون، قائلا:       
أعتقد بأنه سؤال كبير يحتاج إلى إجابة أكبر ولكن الاثنين يعرضان حالات إنسانية، لا توجد قصصاً خاصة للتلفزيون وأخرى للسينما، أحيانا تكون فكرة من كلمتين وتتحول إلى مسلسل تلفزيوني من 200 حلقة وكذلك بالنسبة للسينما، فإبراز أنماط مجتمعية متنوعة تكون مهمة السينما أحيانا.

"الحاجز" باعتباره أول فيلم روائي بحريني - وكذلك الحال بالنسبة لي وللكاتب أمين صالح وجميع من عمل في الفيلم – وضعنا فيه الكثير من شخصيات المجتمع التي يربطها خط درامي واحد وهو الإحساس بالآخر لمعرفة المستقبل في العلاقات الاجتماعية، ومعظم هذه الشخصيات ظهرت في الفيلم في مشهد واحد فقط.
أما حكاية بحرينية فأعتقد بأنه تعرض سينمائياً لقضايا لم يتعرض لها التلفزيون أو حتى السينما الخليجية من قبل.
كما تحدث الذوادي عن استخدام الكاميرا الرقمية "ديجيتال" وهل ستسهم في غزارة الإنتاج، موضحا، أنه بحكم الافتقار للحركة الإنتاجية في الخليج، لابد أن تسهم التقنية في دفع العجلة أردنا أم أبينا، فنحن نشجع الشباب اليوم على استخدام التقنية الحديثة لإيصال أفكارهم وإبداعاتهم، ولتوفر هذه التقنية لدى العديد من الشباب استطعنا أن نشاهد الكثير من الأفلام خلال مسابقة أفلام الإمارات ومهرجان الخليج السينمائي الذين أسسهما المخرج مسعود أمر الله، وللحق يجب أن نعترف بأن هذا الرجل أسهم في نشر صناعة الفيلم في منطقة الخليج بشكل كبير من خلال جميع الأنشطة التي أسسها والأفلام التي دفع لتحقيقها بل وشارك أحيانا في كتابة السيناريو أو المونتاج لترى النور.
من جهة أخرى يرى الذوادي أن النفط لعب دورا مهما في تأخر الحركة السينمائية، فبعد اكتشاف النفط انشغل الجميع في تحسين وضعهم المادي والاجتماعي وتحولت النظرة العامة للاستثمار في العقار والسيارات والأجهزة، وبالتالي لو نعود للوراء ونرى تلفزيونات المنطقة في ذلك الوقت ستجدها بسيطة وتمثل جزءا بسيطا شكليا مكملا لفترة الطفرة النفطية، وبصراحة تسبب النفط بشكل ما في ترسيخ عزلة المجتمعات الخليجية عن العالم بسبب النظرة التي انتشرت، وهي أن أهل الخليج يعيشون في رخاء، وبالتالي لن يستطيعوا أن يشعروا بباقي شعوب العالم الفقيرة، وهذه النظرة تسببت في تأخر السينما بشكل كبير.
أما عن ما قدمته المؤسسات لتطوير حركة السينما في الخليج، فأوضح الذوادي، أن الخطوة التي قامت بها دائرة الإعلام بإمارة الشارقة عام 1994 كانت من أهم الخطوات التي تمت في هذا المجال على المستوى الحكومي، والتي كانت بالنسبة إلينا تشكل لبنة أولى لتفهم الدولة لدور السينما، وكانت هذه اللجنة تمتلك الكثير من الأفكار والدعم لتطوير الحركة السينمائية في الخليج، ولكن للأسف عندما عملنا على تحويلها إلى جمعية السينما لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت مظلة الأمانة العامة لدول مجلس التعاون وتم إشهارها خلال مهرجان السينما العربية في البحرين العام 2000 على أن تكون البحرين هي المقر الدائم للجمعية، تغيرت وزارة الإعلام وتغير الوزير الذي دعم الجمعية وبقيت الأوراق في درج الوزير الجديد، ولم يكن هناك أي تقدم في هذا الجانب رغم المحاولات الكثيرة من مجلس إدارة الجمعية حتى يومنا هذا، علما أن الأمانة العامة في الرياض اتصلت بي مشكورة لمحاولة تحريك موضوع الجمعية مرة أخرى ولكن دون فائدة.
نحتاج في الخليج إلى المؤسسات التي تعنى بالهم السينمائي وتنشر الثقافة السينمائية، فأندية السينما مهمة في دول لا تملك الصناعة، وإنما تحرك الثقافة السينمائية التي لابد أن تتمخض عن أشخاص سيعملون في هذا المجال وبالتالي ستتكون أفلام - ولا أقول صناعة - لهذه الدول تمثلها في العالم.
وأخيرا أكد الذوادي أهمية المهرجانات السينمائية، فمن خلالها نستطيع أن نستقطب الصناع والمنتجين، والأهم التعريف بأن لدينا ثقافة سينمائية.

شارك الخبر على