علي يوسف السعد يكتب سافر معي إلى لشبونة

أكثر من سنة فى الإتحاد

رائحة الأندلس تعبق بالأجواء، يمكن أن تراها في الأبنية التاريخية والطرز المعمارية النابضة بالمسحة العربية الإسلامية، كما يمكن أن تلحظها تماماً في وجوه كثير من الناس القادمة أعراقهم من عمق التاريخ، كذلك هي ملحوظة بشدة في كثير من الكلمات العربية المتناثرة في اللغة البرتغالية، لذلك هنا لن تشعر بكثير غربة.. مرحباً بك في لشبونة، عاصمة البرتغال.درجات الحرارة هنا مثالية طوال فترات العام، فهي ليست أوروبا الصقيع والثلج، بل أوروبا المعتدلة، فالشمس هنا تشرق 290 يوماً على مدار العام، كما أن وقوع المدينة على نهر تاجه والمحيط الأطلسي يضفي عليها مزيداً من سحر المدن الساحلية.إذا كنت تحب المشي والتجوال بين الأزقة والأحياء، فلابد أن تعرف جيداً أن لشبونة ليست أرضاً مستوية، وإنما هي متفرقة بين منخفضات ومرتفعات، لذلك قد تلاقي بعض المشقة في التجول سيراً على الأقدام، ينصح خلال هذه الجولات اختيار أحذية رياضية مناسبة، والابتعاد عن أشهر الصيف القائظة، لأنها ستهون عليك كثيراً وستمنحك فرصة تجوال أقل مشقة وأكثر استمتاعاً.أنت بين أراضٍ زاخرة بالتاريخ والحكايا، ستلفت انتباهك قلعة «ساو جورج» التي بُنيت في القرن الأول الميلادي من قِبل الفينيقيين، ثم تعاقبت عليها كل الدول التي حكمت لشبونة فكانت قصراً ملكياً ثم ثكنة عسكرية، ثم أخيراً نصباً تذكارياً ومتحفاً وطنياً، بالإضافة إلى ما تحتويه من مقتنيات.ستحملك قدماك إلى ساحة الميدان التجاري المعروف باسم (Praça do Comércio)، وهو وجهة مميزة في لشبونة، حيث تتحلق حوله المباني الملونة في شكل زاهٍ، وتزينه بوابات عملاقة ذات تصاميم مبهرة مرصعة بالفسيفساء، ومضفية على أجواء الساحة مسحة تاريخية مميزة.ليست هذه نهاية المزارات التي يمكن أن تقصدها في لشبونة، فهناك المزيد من الأمكنة والوجهات المتميزة، مثل برج بيليم والمتحف المائي، وحديقة الأمم، وكثير من القصور والمتاحف الوطنية التي تخلد تاريخ هذه البلاد وتمنح الزائر مزيداً من معايشة الماضي وما حفل به من أحداث وشخصيات.لا يمكن أن تمر على لشبونة دون أن تلتقي مع مطبخها العريق، فهو مزيج رائع من الثقافات التي اجتمعت هنا على مدار قرون، لتنتج لنا هذا القدر الساحر من الأطباق والمذاقات المتنوعة، خاصة البحري منها، «سمك القد المملح»، وهو الطبق الشعبي الأكثر خصوصية في البرتغال، وتجربة مغايرة لما يمكن أن يعتاده المرء هنا في بلادنا الشرق أوسطية، يتداخل سمك القد كذلك مع كثير من الأطباق الأخرى الشهية، مثل «باستيس دي باكالهو» و«باكالهو لاجاريرو»، وغير ذلك. مدينة لشبونة صغيرة نسبياً وثلاثة أيام هناك ستكون كافية لمعايشة أجوائها والاستمتاع بوجهاتها المختلفة، وتوسط المدينة لعموم البرتغال يمنحك فرصة إضافية للاستمتاع بمزيد من المدن والمناطق البرتغالية الأخرى مثل مدينة بورتو وسينترا الساحرة المليئة بالقصور والغابات والأجواء الطبيعية الرائعة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على