اللغة العربية.. بين عدم الإهتمام وقلة الممارسة

أكثر من سنة فى البلاد

يعاني طلبة الجامعات اليوم من تدنٍ واضح في مستوى اللغة العربية لغةً وصرفًا.ومع ظهور وسائل الاتصال الجديدة انتشرت مصطلحات ساعدت في الحد من استخدام اللغة العربية الفصيحة، في هذا التحقيق ناقشت أهم الأسباب والحلول الممكنة للحد من هذه المشكلة، فما هو رأي طلاب جامعة البحرين حول أسباب هذا التدني؟ وماذا قال اساتذة اللغة العربية في الجامعة؟

الحد من القراءة

أشارت زينب عبدعلي الصفاف-البكالوريوس في الإعلام أن"عدم القراءة والإطلاع على المحتوى المقدم باللغة العربية السليمة يؤدي إلى ضعف الرصيد اللغوي لدى الطالب" وعلى الصعيد ذاته أكد حسن يوسف الدرازي-البكالوريوس في الإعلام على أن السبب يعود إلى" انحسار القراءة لدى الكثير من الشباب والشابات في الآونة الأخيرة،كون أن مشاغل الحياة اصبحت أكثر من السابق،فالقراءة هي التي من خلالها نتعرف اكثر على لغتنا ونعمق ارتباطنا بها" وأضافت ولاء يوسف-البكالوريوس في اللغة الانجليزية وادابها أن"عدم التشجيع وتنمية الفرص للطلبة للتعرف على اكبر عدد من مفردات اللغة الفصيحة"أدى إلى تدني المستوى.

تأسيس ولهجات

ومن جانبه أشارت زهراء جعفر منصور-البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها"أن عدم التأسيس الصحيح والتهيئة الكافية للطلاب في المرحلة المدرسية بما يتناسب مع مستوى مناهج الجامعة،يسبب فجوةً لوجود فارق،ويصبح لدى الطلاب صعوبة في الإستيعاب والتكيف،بالإضافة إلى اعتماد الطلاب طريقة الحشو والإفراغ في التعامل مع قواعد اللغة العربية". وأضافت زينب"عدم ممارسة اللغة سبب اساسي،فنحن لا نتحدث باللغة العربية السليمة حتى في المحاضرات،بل أن الاساتذة انفسهم يتحدثون باللهجة الدارجة وبالتالي لا يعتاد اللسان على النطق الصحيح". كما أكدت ولاء على ذلك بقولها"انتشار اللهجة العامية ساهم في تدني مستوى اللغة العربية".

لغة انجليزية وثقافة غربية

تحدث حسين باسم علي-البكالوريوس في الإعلام"في اعتقادي أن السبب يعود إلى اعتماد مقررات اللغة الانجليزية أكثر من اللغة العربية في الجامعة.لهذا السبب يسعى الطلاب لتقوية مهاراتهم في اللغة الانجليزية وعدم ممارسة اللغة العربية.وذلك تسبب في تدني مستواهم في اللغة العربية". ووافقه حسن بقوله"من اسباب تدني مستوى اللغة العربية لدى طلاب الجامعة هو كثرة المقررات التي تتطلب اللغة الانجليزية من ناحية ،و كون اللغة الانجليزية هي اللغة الثانوية التي تستطيع من خلالها التعامل مع الجميع مواطنين أو اجانب". كما أشارت دلال حسن المقهوي-البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها"أن دخول اللغة الانجليزية  في المناهج الدراسية تسبب في أن اصبح هناك لغتان فأدى ذلك إلى أن الطالب لا يستطيع  أن يركز على لغة واحدة".

مختصين

ووضحت د.جنات علي محمد-أستاذ مساعد في اللغويات البراغماتية أن"التدني يكون حصيلة لمراحل سابقة فلا نستطيع ان نقول ان طلبة الجامعة مستواهم في اللغة العربية متدنٍ في هذه المرحلة فقط،بل هذه ثمرة مراحل متعددة وليست فقط مقصورة على مرحلة الجامعة".

وأشارت إلى أن”الانبهار بقوة الثقافة الغربية على كل المستويات الاجتماعية والثقافية يدفع باتجاه تعلم اللغة الأجنبية ويرى المرء انها اللغة الاقوى التي يجدر ان يتحدث بها".

"كما أن هناك سبب اساسي،العزوف عن القراءة.وسائل التواصل الاجتماعي حدت من القراءة فصارت هي المصدر الاساسي ولم يعد للكتاب مكان كما أصبح الانسان متلقيا من وسائل لا تزوده بمحصول ثقافي وعلمي يقوي لغته.والمشكلة ايضا هي مشكلة تربوية تتعلق بالتنشئة فالطالب يكون دائما محصورا في الكتاب الدراسي ولا يشجع على القراءة".

وعلى جانبه اشارت إلى أن”ليست كل الاسباب قابلة للحل.ويمكن اعداد برامج حاسوبية لتعليم اللغة العربية".

وقالت د.لولوة خليفة ال خليفة-أستاذ مساعد في البلاغة والنقد "أرى أن تفضيل الأغلبية للهجة العامية المحلية في الحديث اليومي غالب غلبة يُتناسى معها الأصل اللغوي الفصيح،وأرى أن التحدث بلغةٍ بين بين،أي عامية/فصيحة،تتداخل فيها المفردة الفصيحة والدارجة هو الحل،وتبقى المسألة مسألة انتخاب واختيار للجيد من الألفاظ،وتنسيقها،والموائمة بينها،فمسألة الاختيار هي الفيصل في الأمر."

وأضاف د.أحمد محمد ويس-أستاذ في النظرية الأدبية وعلم الأسلوب "يمكن لنا أن نعزو بعض أسباب تدني مستوى اللغة العربية لدى طلبة الجامعة إلى أسباب خارجية عن إرادتهم وأسباب أخرى ذات صلة بالطالب نفسه ومدى اهتمامه بلغته الأم.أما الأسباب الخارجية عنه فربما لها صلة أحيانًأ بنظم التعليم وما تعانيه من قصور في الرؤية وفي منح الأولوية لتعليم اللغة الأم،وعدم إعداد الكوادر التعليمية بالكفاءة اللازمة التي تمكِّنهم من خدمة العربية وتعزيز مكانتها في نفوس الناشئة.

ثم هناك أسباب لها صلة بالطالب نفسه ومنها على سبيل المثال أنه يصل إلى الجامعة وهو في بعض الأحيان غير مدرك أهمية لغته الأم فلا يُعطيها ما تستحقه من العناية والاهتمام ولا ينمّي ذخيرته منها بالمطالعة والقراءة،وهكذا فإنه بدل أن تزداد حصيلته اللغوية يَحدث العكسُ فيبدأ مستواه اللغوي يتراجع ويبدأ في نسيان ما تعلمه في المراحل السابقة،وقد تتفاقم المشكلة أكثر حين يدخل هذا الطالب فرعًا من فروع الاختصاصات العلمية التي تُدرّس علومَها باللغة الإنكليزية،وههنا يحصل نوع من الانسلاخ الخفيّ أو الظاهرعن لغته الأمّ ويستبدل بها لغة أجنبية أخرى بحجة أنها لغة العلم.

وفي الحقيقة فإنّ المسؤولية عن هذا الضعف مسؤولية مشتركة من الأسرة والمدرسة والمجتمع ونظم التعليم والسياسات اللغوية الضعيفة حتى الآن.وما لم يتنبّه المعنيون المخلصون لهذا الوضع فإن وضع اللغة العربية بوصفها جزءًا من الهوية مهدّد.وقد تأتي لا سمح الله أجيالٌ في المستقبل لايعرفون من لغتهم إلا بعض القشور وهذا ما لا يرجو حدوثَه أيُّ عربيٍّ غيور على عروبته محب لوطنه."

اتفقت غالبية الآراء بأن التدني والضعف يعود إلى عدم الممارسة أو القراءة باللغة العربية الفصيحة.كما أن الاهتمام الأكبر باللغة الانجليزية  أدى إلى الحد من الاهتمام باللغة العربية الأم.فيجب على الطلاب ممارسة القراءة والتحدث باللغة الفصيحة بشكل أكبر حتى يتجنبوا ضعف المستوى في اللغة العربية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على