أمين الجامعة العربية يدعو لانتخاب رئيس للبنان يعبر عن جميع أطياف الشعب وانتماءاته

أكثر من سنة فى كونا

بيروت - 22 - 12 (كونا) -- دعا الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم الخميس الى الاسراع بإنهاء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية عبر انتخاب رئيس جديد يكون معبرا عن اللبنانيين بجميع أطيافهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية ويشكل "عنوانا على وحدة البلاد وعلامة على استعادة الثقة".جاء ذلك في كلمة ألقاها أبو الغيط في افتتاح فعاليات (منتدى الاقتصاد العربي) الذي عقد في العاصمة بيروت تحت عنوان (لبنان: الطريق الى النفط) بحضور رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وشخصيات سياسية واقتصادية لبنانية وعربية.وقال ان "الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان لا يتحمل شغورا رئاسيا يطول أمده ويزعزع الثقة ويؤثر سلبا على فرص التعافي الاقتصادي" معتبرا ان "الازمة الحالية ليست كسابقاتها".وشدد على اهمية إبقاء قنوات الحوار مفتوحة ومباشرة بين جميع القوى والتيارات السياسية معربا عن استعداد جامعة الدول العربية للقيام بما يطلب منها في هذا الصدد.وأضاف ان اتفاق ترسيم لبنان لحدوده البحرية الجنوبية يعد "فرصة تسمح له باستغلال ثرواته الطبيعية وزيادة دخله القومي بإضافة موارد جديدة" مؤكدا في الوقت ذاته أهمية حسن إدارة هذه الموارد لتلبية طموحات الشعب اللبناني.واشار ابو الغيط الى "ارتباط التدهور الاقتصادي في لبنان بالجمود السياسي فيه" مشددا على ان "تحقيق الانطلاق الاقتصادي مرهون بكسر الانسداد السياسي وان الاصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من الازمة لم تعد خيارا وإنما ضرورة ملحة لا تقبل التأجيل لا سيما في ظل ما يشهده الاقتصاد العالمي من انجراف متسارع نحو الركود التضخمي.وأوضح ان جوهر الاصلاحات المطلوبة يكمن في استعادة الثقة وهي "ثقة المستثمرين والداعمين من الاشقاء والاصدقاء في الاقليم وخارجه وثقة الشعب اللبناني ذاته في الحكومة والقيادات السياسية".
من جانبه قال ميقاتي في كلمة مماثلة انه "على الرغم من ضغوط الاقتصاد الكلي المستمرة والاختلالات المالية المتواصلة في ظل تشنج سياسي متعاظم الا انه عاد الاقتصاد ليسجل هذا العام نموا يقارب 2 في المئة بالقيم الفعلية بعد الانكماش الصافي الملحوظ الذي شهده منذ بداية الازمة" مشيرا الى نمو الاستيراد بنسبة 44 في المئة في العام الحالي بسبب ارتفاع الطلب الداخلي.واضاف "لا شك ان القطاع الخاص اللبناني ما زال يعمل دون قدرته الانتاجية بشكل ملحوظ ويتطلع الى استتباب الاوضاع السياسية العامة وتجاوز الاستحقاقات الدستورية الداهمة لاستعادة عامل الثقة والتوصل الى توافق حول برنامج الاصلاحات وابرام اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي لاعادة البلاد الى مسار النمو المرجو".وحول موضوع النفط لفت ميقاتي الى انجاز لبنان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والى اطلاق عملية الاستكشاف في البلوك رقم (9) الحدودي حيث ستقوم الشركات المكلفة بذلك بحفر بئر استكشافية في العام المقبل قائلا انه في حال اتت نتائج التنقيب ايجابية فان ذلك سيعزز عامل الثقة في الاسواق.بدوره أكد رئيس اتحاد الغرف العربية سمير ناس وقوف القطاع الخاص العربي والخليجي الى جانب القطاع الخاص اللبناني ليستعيد الاقتصاد اللبناني عافيته سريعا معربا عن ثقة مجتمع الاعمال العربي بلبنان وقدرته على تخطي الازمات.وقال ناس في كلمة مماثلة خلال المنتدى ان "لبنان بحاجة لكل مساعدة ممكنة من الدول العربية القادرة لا سيما بعد ان اخذت الازمة الاقتصادية والاجتماعية تطال الشريحة الكبرى من اللبنانيين".
وشدد على دعم العرب لمسار التعافي والاصلاح الاقتصادي في لبنان والمساهمة في الدفع نحو الاستقرار والنمو مؤكدا ضرورة العمل على تحفيز عودة الاستثمارات الى لبنان "الذي يزخر بالامكانات والموارد البشرية والطبيعية".واعتبر انجاز ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يشكل "رافعة للنهوض واستعادة الثقة العربية والدولية بالاقتصاد اللبناني" مشددا على اهمية المضي بمسيرة الاصلاحات التي لا بد للبنان تنفيذها بأسرع وقت وفقا لاتفاقه مع صندوق النقد الدولي.
من جهته أكد رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير أهمية الروابط العربية - العربية قائلا "لا نزال نؤمن بأن لكل دولة عربية مكانتها الخاصة لدى شقيقتها الاخرى انطلاقا مما يجمع بينها من تاريخ واخوة واصالة وحضارة" آملا من العرب "عدم الابتعاد عن لبنان وتركه وحيدا فهو بأمس الحاجة للحضن العربي المحب كي ينهض ويستعيد عافيته".وأشاد بالتطورات الهائلة الحاصلة في الدول الخليجية الشقيقة والتقدم القياسي المحقق في مختلف المجالات من تنويع الاقتصاد الى الطاقة النظيفة والعلم والتكنولوجيا والمشاريع المستقبلية الرائدة والذي جعلها لاعبا أساسيا في الاقتصاد العالمي وقاطرة للنمو في المنطقة.وأضاف شقير "من مسؤوليتنا كقطاع خاص ان نصب تركيزنا وجهودنا على الربط بين اقتصادات الدول العربية غير الخليجية واقتصادات الدول الخليجية لترسيخ وتوسيع النشاط الاقتصادي وزيادة النمو وتعميم الفائدة والازدهار".
وذكر ان "لبنان بدأ فعليا السير على الطريق الى النفط وان شركة (توتال) اعلنت انها ستبدأ عملية الحفر مطلع النصف الثاني من العام 2023" داعيا القطاع الخاص العربي للاطلاع على الفرص المتاحة في لبنان في مجال النفط والغاز والدخول في استثمارات مباشرة وبشراكة مع القطاع الخاص اللبناني.
واوضح ان "نجاح او فشل كل الامور يرتبط باستقامة الوضع السياسي في لبنان".الى ذلك اشار الرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والاعمال المنظمة للمنتدى رؤوف ابوزكي الى ما يعانيه لبنان بسبب عدم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة واستمرار تدهو النقد قائلا ان "العالم يدعونا الى الاصلاح ليمد يد المساعدة لنا".وأضاف ان "لبنان كان وسيبقى عربيا بانتمائه الجغرافي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي" مشيدا في الوقت ذاته بحركة النمو والاعمار والاصلاح في عدد من الدول العربية.وفي تصريح ادلى به لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش الافتتاح قال وزير الطاقة اللبناني وليد فياض ان "لبنان كان تاريخيا جزءا من معادلة النفط العربي لانه كان يحصل على النفط عبر شراكات مع السعودية والعراق وكان محطة لتكرير النفط والتجارة به الا انه توقف الامر بعد الحروب بالمنطقة".وأضاف انه "اليوم وبعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية وما اعطاه للمنطقة من نوع من الاستقرار اذا استمر الامر على هذا الحال فان ذلك سيمكن الشركات الاجنبية الحاصلة على الترخيص بالتنقيب".وحول دعوة الدول العربية للانخراط في هذا القطاع اعرب فياض عن امله في ذلك كاشفا ان (قطر انرجي) اعلنت عن نيتها بالمشاركة والدخول في تحالف الشركات التي ستقوم بالتنقيب بالبلوكين رقم (9) ورقم (4) متمنيا مشاركة دول الخليج في الانشطة المرتقبة لهذا القطاع بما يحقق مصلحة الجميع.
بدوره قال عضو مجلس الادارة في هيئة ادارة قطاع البترول في لبنان غابي دعبول في تصريح ل(كونا) ان اتفاق ترسيم الحدود البحرية "فتح آفاقا لقطاع النفط وهناك دورة ثانية لتراخيص التنقيب جرى تمديدها الى يونيو 2023" متوقعا مشاركة كبيرة من قبل الشركات في هذه الدورة وتخصيص مناقصات في عدد من البلوكات النفطية.واضاف ان "الانشطة من قبل شركة (توتال) المشغلة في البلوك (9) بدأت فعليا بإعداد مناقصات للحفر وللمسح البيئي والتحضير لجلب فرقهم العاملة في لبنان".وذكر "كلما كبرت الاعمال والانشطة البترولية سيزداد انخراط المكون المحلي اللبناني في هذه الاعمال خصوصا بعد الانتقال من مرحلة الاستكشاف الى الانتاج حيث سيستقطب اليد العاملة".
ويناقش المنتدى الذي يستمر يوما واحدا ثلاثة محاور منها محور بعنوان (الطريق الى النفط) والذي يعرض المراحل التي ستلي عمليات الاستكشاف والاستخراج والتسويق وسيتناول ايضا قواعد الحوكمة التي ستحكم هذا القطاع.كما سيبحث في في محوره الثاني بعنوان (تحديات النمو والاستثمار في البلدان العربية) في كيفية استقطاب الاستثمار الى الدول العربية لتعزيز النمو وخلق فرص العمل وامكانات خروج لبنان من الازمة الاقتصادية والمالية عبر تنفيذ الاصلاحات والتأهل الى برامج مع صندوق النقد الدولي لفتح أبواب التمويل الدولي والمساعدات.في حين سيتناول المحور الثالث والاخير موضوع (الاغتراب اللبناني ودوره في الاقتصاد الوطني). (النهاية)

ا ي ب / م ع ب

شارك الخبر على