خبراء ومحللون لـ«الاتحاد» «مؤتمر بغداد» فرصة لدعم العراق سياسياً واقتصادياً

أكثر من سنة فى الإتحاد

شعبان بلال، عبدالله أبوضيف (عمّان، القاهرة) 
أكد خبراء ومحللون سياسيون أن مؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة» الذي عقد أمس في الأردن، فرصة لإيجاد طرق وآليات لدعم استقرار العراق وسيادته، متوقعين أن تعطي دفعة قوية ومساندة للحكومة العراقية الجديدة وتجعلها قادرة على العمل بشكل أفضل، مؤكدين أن المؤتمر ليس سياسياً فقط وإنما يتضمن عدة جوانب في مقدمتها الاقتصادية.
حكومة جديدةوقال وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح معايطة: إن العراق اليوم تديره حكومة جديدة بعد انسداد سياسي لمدة عام، وأمامه مشكلات في قطاعات اقتصادية وخدماتية بخلاف مشكلات الإرهاب ووجود بقايا نشاط لـ«داعش»، مشيراً إلى أن القادة المشاركين في القمة جادون في مساعدة العراق، ويمكن لفرنسا أن تحقق له دعماً أوروبياً ودولياً.  وأوضح معايطة لـ«الاتحاد» أن القمة محاولة لإيجاد طرق وآليات لدعم استقرار العراق وسيادته في مواجهة التحديات التي تواجهه من إرهاب ومشكلات اقتصادية وسياسية، وأيضاً تعزيز التعاون بين الدول المشاركة. 
حلول للتحدياتمن جانبه، توقع مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي أن تدعم القمة إيجاد حلول للتحديات التي يواجهها العراق ودعم صمود وصلابة وحدته الوطنية، وخلق فرص حقيقية للتعاون على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خاصة في ظل الحضور الإيراني. وذكر بيومي لـ«الاتحاد» أن اجتماع الدول العربية في قمة «بغداد 2» يعيد العراق إلى محيطه العربي ويدعمه في هذه الفترة الحرجة التي يعاني فيها من تحديات داخلية وأزمات خارجية لدعم سيادته وأمنه واستقراره. إجراءات صارمةوذكر المحلل السياسي العراقي الدكتور محمد عاصم أن قمة بغداد فرصة لتحقيق الأمن كما كان سابقاً، وضرورة اتخاذ إجراءات قوية وصارمة بحق الأوضاع الحالية وإخراجه من هذه المحنة. وأعرب عاصم لـ«الاتحاد» عن توقعه أن تخرج القمة بنتائج ترضي الشعب العراقي والحكومة بقيادة محمد شياع السوداني الذي تلقى دعماً من جميع الدول العربية للقضاء على الكثير من الحالات المؤلمة التي تسيطر على البلاد، وعودتها للوضع الطبيعي والذي لن يأتي إلا بتفاعل عربي. 
تعاون وشراكةفيما أوضح أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد مصالحة أن انعقاد قمة بغداد للتعاون والشراكة يأتي استكمالاً للقمة الأولى من أجل التخطيط وترجمة التعاون بين الدول العربية والعراق لخطط ومشاريع على الأرض، خاصة أن النظام الدولي يعاني الآن تحديات وتحولاً كبيراً من الأزمة الأوكرانية والتغير المناخي وتداعيات جائحة كورونا. وشدد مصالحة في تصريحاته لـ«الاتحاد» على أن انعقاد القمة يؤكد أن التعاون والشراكة يجب أن تكون على الأرض وتترجم لمشاريع بحاجة لتنفيذ فوري كقطاعات الزراعة والطاقة والصناعة لمواجهة تحديات الطاقة والغذاء والمياه في المنطقة، مشيراً إلى أن وجود فرص مشتركة للتعاون بين الدول العربية، خاصة مصر والعراق والأردن في مجالات الزراعة والطاقة والمياه لتحقيق التكامل الاقتصادي، بالإضافة إلى خلق شراكات مع دول الجوار. 
إعادة بناء العلاقات وأكد المحلل الاستراتيجي الأردني الدكتور عامر السبايلة أن قمة «بغداد 2» إعادة لبناء العلاقات مع العراق وتأكيد مركزية العلاقة العربية معه في ظل ما يمر به من قلاقل سياسية ووضع غير مستقر، وهناك رغبة في الإبقاء على عراق ما بعد الكاظمي بنفس وتيرة التعاون والشراكة في مختلف المجالات. 
الجانب الأمنيأكد الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عبد الكريم الوزان أن القمة تبحث في أهم جانب وهو «الأمني»، تزامناً مع تصاعد الأحداث العالمية لحماية العراق وعدم سلخه من إقليمه العربي، كما تسعى القمة لتحقيق مطالبه الاقتصادية وسيادته والحفاظ على موارد العراق المائية التي تتعرض للحجب والقطع وتؤثر على الجانب الاقتصادي. ولفت الوزان في حديثه لـ«الاتحاد» إلى أن القمة فرصة لتلبية دعوة العراق للقادة المشاركين بألا يسمحوا بأن يكون مسرحاً لضرب دول الجوار وعدم اعتباره قاعدة للحرب. 
تحديـات كبيـرةقال الدكتور محمد الشيخلي مدير المركز العربي للعدالة بالمملكة المتحدة لـ«الاتحاد»: إن انعقاد مؤتمر بغداد في حد ذاته يأتي في ظل تحديات كبيرة تواجه العراق ومنطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه رغم النوايا الحسنة لبعض الدول في إيجاد حلول جذرية لأزمات المنطقة، إلا أن التحدي الرئيس الذي تواجهه المنطقة العربية هو التدخل الخارجي في شؤون العراق وبعض الدول العربية، لأنه سبق وأن عقدت مؤتمرات لمعالجة الوضع الأمني في العراق والمنطقة.من جهته، قال رائد عزاوي رئيس «مركز الأمصار» والمحلل السياسي العراقي: إن هناك تأثيراً لقمة بغداد الأولى، متمنياً أن يتم تنفيذ توصياتها في القمة الثانية.وأضاف عزاوي لـ«الاتحاد» أن فتح ملف إعادة مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي يتطلب استراتيجية مواجهة بإعادة تخطيط في المنطقة، مع تجديد التأكيد عليها، خاصة مع بزوغ واضح لأنشطة التنظيمات الإرهابية خلال هذه الفترة.وأشار إلى أن موضوعات مثل الأمن الغذائي والمائي في غاية الأهمية للتأكيد عليها، سواء في العراق أو في الدول التي تعاني الفقر المائي في منطقتنا العربية، وإيجاد بدائل سريعة لهذا الأمر البالغ الأهمية والمرتبط أيضاً بالتغيرات المناخية وخطرها على بلادنا العربية، ولا ينفصل ذلك عن توصيات مؤتمر المناخ الأخير الذي تم عقده في شرم الشيخ.

شارك الخبر على