العلاقات الإماراتية البحرينية.. روابط متينة وعلاقات مثمرة

over 2 years in الإتحاد

آمنة الكتبي (دبي)
تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة شقيقتها مملكة البحرين، اليوم، احتفالاتها باليوم الوطني الخمسين للمملكة الذي يوافق 16 ديسمبر من كل عام، والذكرى الـ23 لتسلّم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، مقاليد الحكم في المملكة، وانطلاق مسيرة البناء والتنمية الحضارية في البحرين لتشمل جميع مناحي الحياة. وتجمع دولة الإمارات ومملكة البحرين روابط أخوية عميقة وعلاقات وثيقة أصيلة، تستند إلى مقومات راسخة أساسها الإرث الثقافي والاجتماعي المشترك والتاريخ الواحد، والتطلعات والرؤى التنموية الواحدة الهادفة إلى توفير كل سبل الاستقرار والرخاء، والتأسيس لمستقبل مشرق للأجيال القادمة من أبناء البلدين الشقيقين. وتتسم العلاقات والروابط بين دولة الإمارات ومملكة البحرين بالتعاضد التاريخي، وتعد نموذجاً راسخاً وقوياً للعلاقات بين الدول الشقيقة.وحققت العلاقات التاريخية الإيجابية بين البلدين الشقيقين واقعاً مزدهراً للتعاون بين الإمارات والبحرين في شتى القطاعات، بما في ذلك مجالات التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والاستثمار المشترك، والتنسيق والتشاور السياسي، حيث تحرص قيادتا البلدين الشقيقين على تنمية هذه العلاقات الوطيدة في شتى المجالات. وشكلت العلاقات الإماراتية البحرينية أحد أهم مرتكزات الوحدة الخليجية من حيث التفاهم الكبير بين القيادة الإماراتية والبحرينية حول مختلف القضايا الإقليمية والعالمية، والحرص الكبير من القيادتين على تنمية العلاقات في القطاعات كافة: الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لما فيه مصلحة الشعبين، عبر التكامل بين البلدين في ظل ما يمتلكانه من ثقل سياسي ودور ريادي يعزز الاستقرار الإقليمي.وتتشارك دولة الإمارات ومملكة البحرين، الرؤى نفسها في مختلف القضايا والملفات العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، انطلاقاً من ثوابت راسخة تدعم سيادة الأمن والسلم بالمنطقة، وفي مختلف أنحاء العالم، كما قاما بلعب دور دبلوماسي نشط لتعزيز مفاهيم السلام في المنطقة، وترسيخ مبادئ التعايش والتسامح والإخاء الإنساني، كما يسهم التنسيق والتعاون الدائمان بين الجانبين في دعم جهود التنمية لصالح الشعبين الشقيقين، وتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي، كما تنعكس العلاقات المتميزة على مؤشرات التبادل التجاري والتفاعل الثقافي والاجتماعي بين البلدين. وأرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، دعائم العلاقات بين البلدين الشقيقين، حيث آمن القائدان بأهمية العمل على ترسيخ التلاحم والتكاتف بينهما، من خلال العديد من الزيارات المتبادلة والتي جمعتهما في سبيل تعزيز أواصر العلاقات الثنائية، وترسيخ المكتسبات التي تحققت خلال السنوات الماضية.  وتواصلت العلاقات التاريخية برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حيث تضمنت اللقاءات المتبادلة، تأكيداً على أوجه العلاقات الأخوية المتميزة القائمة بين البلدين الشقيقين، وما يشهده التعاون والتنسيق المشترك من تطور وتقدم في المجالات كافة، بما يعود بالخير على شعبيهما الشقيقين، في إطار مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.  وعكست الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لمملكة البحرين، ولقاء سموه جلالة الملك حمد بن عيسى، في أبريل الماضي، خصوصية العلاقات، حيث أكدا خلالها دعم تعزيز قيادة البلدين مسارات التعاون المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتوسيع آفاق التعاون المشترك، ودعم العمل الخليجي المشترك، ووحدة الصف العربي. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، خلال اللقاءات السابقة مع أخيه جلالة ملك البحرين، وقوف دولة الإمارات إلى جانب مملكة البحرين الشقيقة، بما يسهم في تنميتها وتعزيز استقرارها، معرباً سموه عن أمله في أن تشهد البحرين المزيد من التقدم والازدهار والرخاء.من ناحيته، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، توافق الرؤى بين الإمارات والبحرين حول القضايا كافة محل الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، كذلك اتفاق وجهات النظر حول أهمية تعزيز العمل الخليجي المشترك وتضافر الجهود والأفكار، بما يكفل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي، ويضمن المستقبل الزاهر المرجو لشعوب المنطقة على الصعيدين الخليجي والعربي.وتعكس مقولة سموه، مدى التوافق في وجهات النظر بين البلدين الشقيقين، وعملهما الدائم لإرساء القيم الإيجابية في المنطقة، ووجود القناعة المشتركة لدى قيادتي البلدين بأهمية المضي قدماً في مسار العلاقات التاريخية؛ بهدف التمكن من الوصول إلى آفاق جديدة من الشراكة والتعاون، وتحقيق مصلحة الشعبين الشقيقين. وتجسيداً لحجم الترابط التاريخي بين البلدين، وانطلاقاً من وحدة المصير وترابط أمن دول مجلس التعاون، شاركت دولة الإمارات ضمن قوات درع الجزيرة في البحرين عام 2011، للمساهمة في حفظ الأمن العام والوقوف بكل قوة وراء ما يحقق الأمن والاستقرار في مملكة البحرين، ولمواجهة الأحداث التخريبية التي شهدتها البحرين ومحاولات التدخلات الخارجية في شؤونها. 
مجلس التعاونتشكل العلاقات الإماراتية البحرينية أحد أهم مرتكزات وحدة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتتشارك القيادتان الرؤى نفسها في مختلف القضايا والملفات العربية والإقليمية والدولية، وبلغ حجم التبادلات التجارية الثنائية غير النفطية خلال النصف الأول من عام 2022 بين البلدين 12.1 مليار درهم، وبنسبة نمو 16% مقارنة بعام 2021، كما بلغت واردات الإمارات من البحرين خلال النصف الأول من عام 2022 (5 مليارات) بنمو وصل إلى 11%، كما بلغ حجم الصادرات الوطنية الإماراتية إلى البحرين خلال النصف الأول من عام 2022 (2.74) مليار درهم بنمو وصل إلى 29% فيما بلغ حجم إعادة التصدير للفترة نفسها 4.3 مليار درهم بنمو 13%.وتتشارك الدولتان تاريخاً عريقاً وحراكاً ثقافياً مميزاً، حيث شهدت اللجنة العليا المشتركة الثامنة التي عقدت بين البلدين في المنامة 30 أكتوبر 2018م، توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون الثقافي بين حكومة مملكة البحرين وحكومة الإمارات.وكذلك توقيع مذكرة التفاهم بين مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بمملكة البحرين ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات، للاحتفاء بمئوية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومدينة المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية؛ بهدف دعم إعادة ترميم وتأهيل عدد من البيوت التراثية بمملكة البحرين، ما يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وحرصهما المشترك على الحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري.
اللجنة المشتركة بدأت العلاقات الإماراتية البحرينية في عام 2000 تتخذ أبعاداً جديدة وآفاقاً رحبة على المستويات كافة، وذلك مع تشكيل اللجنة العليا المشتركة بينهما، حيث تولت هذه اللجنة تنفيذ الرؤى الاستراتيجية لقيادتي البلدين بهدف مواجهة التحديات في المنطقة، ودعم وتعزيز العلاقات السياسية والعسكرية والتجارية والثقافية في إطار كيان قوي متماسك يعود بالخير على الشعبين الشقيقين، ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك. وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات ومملكة البحرين تداخلاً وعمقاً بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتقارب الجغرافي، كما شكلت العلاقات الإماراتية البحرينية أحد أهم مرتكزات الوحدة الخليجية من حيث التفاهم الكبير بين القيادة الإماراتية والبحرينية حول مختلف القضايا الإقليمية والعالمية، والحرص الكبير من القيادتين على تنمية العلاقات في القطاعات كافة: الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لما فيه مصلحة الشعبين والتكامل بين البلدين، في ظل ما يمتلكانه من ثقل سياسي ودور ريادي يعزز الاستقرار الإقليمي. وشهدت زيارة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للإمارات في سبتمبر الماضي  التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، والتي تشكل دفعة كبيرة في العلاقات الإماراتية البحرينية.
التعاون الفضائييعد «ضوء 1» ثمرة للتعاون البناء بين وكالة الإمارات للفضاء والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين، ويترجم هذا المشروع الفضائي المشترك عمق العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، ومستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة، وعلى رأسها قطاع الفضاء.ويعتبر «ضوء 1» من الأقمار الصناعية متناهية الصغر «النانو مترية»، ولكنه لا يختلف من ناحية التكنولوجيا المستخدمة في تصميمه عن غيره من الأقمار الصناعية الأكبر حجماً، وهو من الأقمار المكعبة «كيبوسات»، ويتكون من 3 وحدات أو ما يسمى 3U CubeSat. وتم استلهام اسم القمر الصناعي «ضوء 1» من عنوان كتاب «الضوء الأول»، وهو من تأليف ملك مملكة البحرين الشقيقة حمد بن عيسى آل خليفة، ويحكي الكتاب جوانب مهمة من تاريخ المملكة.وجرى تصميم وبناء القمر الصناعي «ضوء 1» بأيدٍ وكفاءات بحرينية وإماراتية من مختلف التخصصات الهندسية، وعمل الفريق المشترك على إنجاز المشروع في مختبرات الفضاء بدولة الإمارات، ويتكون الفريق الذي عمل على إنجاز تصميم وبناء «ضوء 1» من 23 طالباً جامعياً، من بينهم 9 طلاب بحرينيين، و14 طالباً إماراتياً من جامعة خليفة وجامعة نيويورك أبوظبي.

Share it on