«أشوفك».. رؤية جمالية تستلهم التاريخ

أكثر من سنة فى الإتحاد

ساسي جبيل (تونس)
استضافت أيام قرطاج المسرحية في دورتها الـ23 مسرح أم القيوين الوطني الذي يسجل حضوراً متميزاً في المشهد المسرحي المحلي والعربي. ومسرح أم القيوين الوطني الذي تأسس عام 1978، ويلقى كل الدعم من القيادة الرشيدة، افتتح مؤخراً أيام الشارقة المسرحية قبل المشاركة في أيام قرطاج بمسرحية «أشوفك»، وهي عمل من تأليف الكاتب المسرحي الكبير إسماعيل عبدالله، وإخراج حسن رجب، وبطولة سعيد سالم، وموسى البقيشي، وإبراهيم أستادي، وأمل محمد، ومشاركة مجموعة من المبدعين المسرحيين الإماراتيين.و«أشوفك» مزيج بين الدراما الوطنية والتراجيديا التاريخية والكوميديا الاجتماعية، وتتعرض لفترة الوجود الغربي في الخليج والوطن العربي، وما تبعها من تأثيرات ثقافية في ظل الحرص الاستعماري على محو ذاكرة الشعوب ليؤسس لثقافة جديدة تنبع من رؤيته الخاصة. وتدور قصة المسرحية حول «جرناس»، وهو حارس برج مجموعة من المجانين المعزولين عن العالم الخارجي، ويتهم الحارس بالجنون هو الآخر، ولكنه كان يستنهض همم أهله ليوقظهم من سباتهم العميق، لكي يقاوموا الاحتلال ويؤكدوا ذواتهم، حيث كان الحارس يحاول بث الوعي فيهم بشكل مختلف عما تروجه الآلة الإعلامية الاستعمارية.العمل المسرحي الإماراتي الذي تابعه جمهور غفير في المسرح البلدي بقلب العاصمة تونس، كان متكاملاً وغرائبياً وتراجيدياً، محاولاً مساءلة التاريخ والذود عن الهوية التي لم ينجح الاستعمار في محوها.ووجد العمل إشادة واسعة من قبل المسرحيين والنقاد الذين وصفوا النص بالرائع، والأداء بالمتميز، وهو ما لمسناه من خلال الحديث مع عدد من المتابعين للعرض.«الاتحاد» تحدثت مع عدد من مبدعي هذا العمل المسرحي، حيث أكد بطل المسرحية الممثل سعيد سالم، رئيس مجلس إدارة مسرح أم القيوين الوطني، أن مشاركة مسرحية «أشوفك» في «أيام قرطاج المسرحية» تمثل إضافة نوعية مهمة لمسرح أم القيوين الوطني الذي يستعيد تألقه من جديد، ويساهم في الحركة المسرحية الإماراتية والعربية بفضل الجهود الجبارة التي بذلناها من أجل استعادة البريق، وتأكيد الحضور في الداخل والخارج، وها نحن اليوم نعرض في تونس لنؤكد الإشعاع الذي تمثله الثقافة الإماراتية في محيطها العربي والدولي، ونحن نعتز بهذه المشاركة المشرفة التي ستليها مشاركات أخرى في الإمارات وخارجها.وبدوره، قال المخرج حسن رجب، إن هذه المشاركة في مهرجان «أيام قرطاج المسرحية»، شرف كبير لفرقة مسرح أم القيوين الوطني، بعد أن حققت مسرحية «أشوفك» النجاح تلو الآخر، سواء من خلال عرضها في أيام الشارقة المسرحية في دورتها السابقة أو غير ذلك من مناسبات، فهي عمل فني ينضح بالوطنية والتمسك بالوطن والدفاع عنه بشتى الوسائل والطرق، وكذلك من خلال تعرضها لقضايا إنسانية تهم كثيراً من الشعوب، وقد جاء التناول المسرحي بأسلوب كوميدي شد اهتمام الجمهور، وهو ما تجلى في كل العروض التي قدمناها إلى حد الآن.وأكد الممثل إبراهيم أستادي في سياق حديثه عن العرض، أن المشاركة في «أيام قرطاج المسرحية» كانت مشرفة بكل المقاييس، باعتبارها تؤكد الحضور المتميز للمسرح الإماراتي بالخصوص والثقافة الإماراتية عموماً، حيث قدمنا صورة مشرفة في هذه المناسبة المسرحية الدولية المهمة، حيث لقيت «أشوفك» تفاعلاً متميزاً ومتابعة جماهيرية معتبرة، وهذا ما يشكل دافعاً لمسرح أم القيوين الوطني لتقديم الأفضل دائماً، وهو ما نسعى إليه جميعاً في ظل ما وجدناه من دعم متواصل.

شارك الخبر على