مسؤولون دوليون في تصريحات لـ«» الإمارات رسخت مكانتها مركزاً عالمياً وإقليمياً لخدمات الفضاء

أكثر من سنة فى الإتحاد

هالة الخياط، رشا طبيلة (أبوظبي)
أكد مسؤولون وخبراء في قطاع الفضاء الدولي، أن الإمارات أصبحت لاعباً رئيسياً ومحورياً في تطوير قطاع الفضاء في المنطقة، واستطاعت تحقيق إنجازات كثيرة ومبادرات عززت من استدامة القطاع وتطوره عبر رؤية رشيدة وشراكات دولية متينة وخطط واستراتيجيات مبتكرة، والاستثمار في الكوادر الشابة، ما ينبئ بمستقبل مشرق ومستدام للقطاع.وأشاروا في تصريحات لـ«الاتحاد»، على هامش أعمال «حوار أبوظبي للفضاء» الذي انطلق أمس في العاصمة أبوظبي، إلى أهمية الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في هذا القطاع الحيوي، وفي صياغة توافق دولي من شأنه تسريع وتيرة التعاون بين مختلف الأطراف الفاعلة في هذا القطاع الحيوي، لاسيما في ظل التحديات والمتغيرات غير المسبوقة التي تشهدها المرحلة الحالية.

وقال الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء من مملكة البحرين: إن «حوار أبوظبي للفضاء» يوفر منصة لتسليط الضوء على تحديات قطاع الفضاء العالمي، بمشاركة رؤساء الدول والحكومات وصنّاع القرار، ويناقش الاحتياجات العالمية من القدرات الاستراتيجية والخدمات والبنى التحتية والقوانين والموارد الأساسية.وتوجه بالشكر لدولة الإمارات لتبنيها وإطلاقها هذا «الحوار» الذي سيؤسس لمستقبل فضائي جديد، مشيراً إلى أن «الحوار» يناقش مواضيع مهمة تحتاج إلى الكثير من الجدية، والاهتمام من صناع القرار.وقال العسيري: إن بيئة الفضاء تحتاج للعناية وإعادة النظر في بعض المواثيق الدولية التي تنظم قطاع الفضاء، وتم طرح مجموعة من المحاور في «حوار أبوظبي للفضاء» التي بدأت تناقش بعض المشاكل، وتضع الحلول والتصورات لهذا القطاع الحيوي، الذي يشكل ركيزة أساسية في قطاع اقتصادي وقطاع متعلق بالتقدم التقني والتكنولوجي والعلمي.وأوضح العسيري أن المناقشات التي تمت خلال اليوم الأول لها دور كبير في بناء وتشكيل مستقبل القطاع خلال الأعوام العشرة إلى العشرين المقبلة.ولفت إلى أن «الحوار» سيخرج بمجموعة من التوصيات، متأملاً أن تلقى اهتمام صناع القرار على المستوى الدولي، وتبينها بعد ذلك على المستوى الأممي.

وتحدث جيفري مانبر رئيس المحطات الدولية والفضائية في شركة فواياجير المعنية بإنشاء النظام البيئي التكنولوجي الذي يدعم استكشاف الفضاء، عن أهمية «حوار أبوظبي للفضاء» في تحفيز دعم برامج الفضاء في القطاعين العام والخاص، ومناقشة دور القطاع الخاص في استكشاف الفضاء، وتسليط الضوء على دور الحكومات في تعزيز مشاركة القطاع الخاص، وكيف يمكنها دفع عجلة الابتكار من خلال التخفيف من التحديات التي يواجهها القطاع الخاص.

وقال سالم بطي القبيسي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: إن حوار أبوظبي للفضاء منصة نطمح أن تتفاعل مع الأحداث العالمية، ونركز على التحديات التي يشهدها قطاع الفضاء والأحداث الجيوسياسية، وأثرها على الفضاء.وبين أن جلسات المؤتمر، خلال اليوم الأول، شهدت العزيمة والإصرار لعدم الوقوع بالأخطاء التي وقعت في السابق، وأن يكون الفضاء فضاءً جديداً يضم كل العالم، بما يحقق الازدهار والتطور لدول العالم جميعها.

وقال إبراهيم القاسم، نائب مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: إن حوار أبوظبي للفضاء يعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم كمنصة تجمع قادة الدول ووزراء الخارجية، ووزراء العلوم والتكنولوجيا والدفاع ورؤساء وكالات الفضاء والشركات الخاصة، وكل هذه الجهات شركاء في صياغة السياسة الدولية التي تحكم وتحوكم قطاع الفضاء.وأكد القاسم أن صناعة الفضاء الدولية واستدامة الفضاء الخارجي تشكل تحدياً كبيراً في وقتنا هذا الذي تعتمد فيه الدول على قطاع الفضاء في اقتصاداتها المبنية على المعرفة والقطاعات الحيوية، مشيراً إلى أهمية وجود هذا «الحوار» في الوقت الحالي، وجمع هذا الكم الهائل من صناع القرار على مستوى العالم، والخروج بتوصيات ستطرح على منصات عالمية كلجنة الأمم المتحدة لاستكشاف سِلم الفضاء الخارجي، وسيكون لها تأثير مباشر على وضع السياسات والتشريعات الدولية الخاصة بقطاع الفضاء.

من جانبه، أكد سليمان آل علي، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في «الياه سات» أهمية حوار أبوظبي للفضاء في دعم الشراكات المتخصصة في قطاع الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ولمستقبل الفضاء والشركات العاملة في هذا المجال ولصالح الكرة الأرضية.وقال آل علي: إن استدامة الفضاء يُعد أحد الحوارات المهمة التي يتضمنها «حوار أبوظبي للفضاء» ومخرجاتها ستصل لدول العالم كافة.وأشار إلى أن «الحوار» يتيح فرصة للقطاعات كافة العاملة في مجال الفضاء للاجتماع تبادل الخبرات، ومنها الشركات العاملة في مجال الاتصال عبر الأقمار الصناعية، بما يوفر منصة لتطوير العلاقات والأعمال، وبحث مخرجات للمستقبل بأنظمة وسبل جديدة لتقديم الخدمات لدولة الإمارات والعالم أجمع. 

سنغافورة: شراكة تزداد قوةأكد جوناثون هونغ الرئيس التنفيذي لمؤسسة سنغافورة للعلوم والتكنولوجيا، متانة العلاقة والشراكة بين سنغافورة والإمارات في قطاع الفضاء والتي تزداد قوة عاماً بعد عام، حيث بدأنا برامج ومبادرات مشتركة بين البلدين منذ أكثر من عقدٍ من الزمن في مجال زيادة الطاقة الاستيعابية للفضاء والابتكار والتقنيات وتطوير الصناعة بين البلدين.وقال: في الوقت الراهن، تتركز الشراكة في قطاعات تكنولوجيا الأقمار الصناعية والاستشعارات عن بُعد والاتصالات الفضائية، ودعم الشركات الناشئة، وأهميتها في دعم الاقتصاد، والتعاون في مجالات الابتكار والتطوير وبرامج لتعزيز الشباب.ووصف هونغ الشراكة مع الإمارات بأنها مميزة وستزداد عمقاً وقوة عاماً بعد عام.وحول «حوار أبوظبي للفضاء»، قال هونغ: يُعد الحدث منصة مهمة ومبتكرة تجمع الكثير من الخبراء وأصحاب الشركات لمناقشة أهم القضايا المتعلقة بالقطاع وبناء العلاقات والشراكات، ما يدعم الاقتصادات والمجتمعات، حيث لا توجد حدود للتعاون والشراكة. وحول دور الإمارات إقليمياً ودولياً في مجال الفضاء، أشاد هونغ بنجاح إطلاق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» الذي يُعد أملاً ونوراً للمنطقة، حيث استطاعت الإمارات تحقيق الكثير في قطاع الفضاء من خلال رؤيتها والشراكات التي تقوم بها والاستدامة والاستثمار في الشباب.وقال: «ما فعلته الإمارات في تطوير الفضاء يُعد طريقاً مهماً للكثير من الاقتصادات الناشئة، وستستمر الإمارات في تطوير القطاع وبناء الشراكات للسنوات المقبلة».

قرارات ومبادراتقال الدكتور رولف دنسينغ مدير العمليات في وكالة الفضاء الأوروبية: «إن الإمارات أصبحت في وقت قصير لاعباً رئيسياً في المنطقة في قطاع الفضاء، حيث اتخذت قرارات ومبادرات مهمة في مجال الفضاء، على رأسها نجاح إطلاق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، حيث إن كثيراً من المهمات فشل في ذلك، لكن الإمارات استطاعت تحقيق ذلك في وقت قصير، بينما دول أخرى حققت ذلك بعد عقود كثيرة من العمل».وأشار دنسينغ لأهمية «حوار أبوظبي للفضاء» الذي يجمع أهم الشخصيات في هذا القطاع الحيوي لمناقشة أهم المواضيع والقضايا التي تهم القطاع.

وفي السياق نفسه، أكد ليونيل ساشيت الرئيس التنفيذي للعمليات في وكالة الفضاء الفرنسية، أن «الإمارات تلعب دوراً محورياً في عمليات تطوير قطاع الفضاء بالمنطقة، فهي أنجزت الكثير ولا تزال تنجز في الوقت الراهن». وشدد ساشيت على أهمية انطلاق «حوار أبوظبي للفضاء» مع التطور السريع الذي يشهده القطاع في جميع أنحاء العالم، سيما أن قطاع الفضاء لا يدعم فقط العلماء والخبراء فحسب، بل إنه يسهم في دعم المجتمعات من نواحٍ اقتصادية وسياسية.وأضاف ساشيت: «إن تنظيم هذا الحدث أمر في غاية الأهمية لجمع الخبراء في هذا القطاع الحيوي تحت سقف واحد لمناقشة مستقبل قطاع الفضاء والتحديات التي تواجهه وتأثيره الإيجابي، حيث إن مستقبل الفضاء مرتبط بشكل وثيق بمستقبل المجتمعات».ولفت ساشيت إلى التعاون والشراكة الوثيقة بين الإمارات وفرنسا في مجالات مختلفة في قطاع الفضاء، منها مجال الأقمار الصناعية، ومهمة رواد الفضاء الإماراتيين، مؤكداً استمرارية التعاون بين البلدين وتبادل الأفكار للتعاون المستقبلي.
 

شارك الخبر على