آل شرف جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي فتحت أبواب الشهرة العربية أمام “حكاية المنامة”

أكثر من سنة فى البلاد

أكد مؤسس متحف المنامة الرقمي، فاضل آل شرف أن مبادرة حكاية المنامة تعد تجربة فريدة من نوعها على مستوى المبادرات الأهلية في مملكة البحرين نظرًا لطول مدة تأسيسها مقارنة مع المشاريع المماثلة وهيكلة عمل المبادرة من حيث الاستدامة والتنوع والمواكبة ولمحتواها النوعي الذي استقطب الشباب وشجعهم على الانخراط في الأعمال التطوعية المبتكرة ومنحهم مساحة التفكير والإبداع والإضافة وإدماج الماضي بالحاضر وصناعة المستقبل.
وأشار إلى أن الفوز بجائزة سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة لأفضل مشروع تطوعي على مستوى مملكة البحرين يعتبر مفصلًا هامًّا في عمر المبادرة كونه فتح أمامها العديد من الفرص والأبواب ومنحها دفعة كبيرة لطرح وبدء العديد من المشاريع الكبيرة والتي مازالت مستمرة وأنها الجائزة الأهم في هذا المجال. وفيما ما يلي أبرز ما جاء عنه في لقاء “البلاد”.
 

حواجز كثيرة
البلاد: ما الذي يقف أمام مجال العمل التطوعي اليوم؟
آل شرف: على غير نسق المجالات التقليدية يواجه العمل التطوعي عمومًا وفي البحرين خصوصًا انحسار لمفاهيم أدواره في مجالات محددة ووظائف معينة للقائمين عليه مما يخلق حواجز كثيرة ويضيع فرصًا أكثر أمام مجالات العطاء الإنساني، ويحجّم الطاقات الفاعلة في المجتمع بل ويخلق هذا الانحسار فراغات كبيرة في المجتمع دون سدّها، وخصوصًا بالمجالات الإبداعية وتلك التي تتصدر ريادة مواضيعها وتعاصر الزمن وتواكب تحديات وتغيرات المجتمعات اليوم. 

صناعة المستقبل
وماذا عن دور متحف المنامة الرقمي في تعزيز قيمة التطوع؟
آل شرف: تمثّل مبادرة “حكاية المنامة” تجربة فريدة من نوعها على مستوى المبادرات الأهلية في مملكة البحرين نظرًا لطول مدة تأسيسها مقارنة مع المشاريع المماثلة وهيكلة عمل المبادرة من حيث الاستدامة والتنوع والمواكبة أولاً، وللمحتوى النوعي الذي تقدّمه والذي بدوره يستطيع أن يجذب ويستقطب الشباب ويشجعهم على الانخراط في الأعمال التطوعية المبتكرة والتي تعطيهم مساحة التفكير والإبداع والإضافة وإدماج الماضي بالحاضر وصناعة المستقبل ثانيًا.

مفصل هام
ما أثر فوزكم في المشاريع المتصلة بمجال العمل التطوعي؟
آل شرف: منذ أن تأسست المبادرة في العام 2008 لاقت تشجيعًا واحتضانًا كبيرًا من كافة فئات المجتمع ومؤسساته الرسمية والأهلية، إلى أن حصدت المبادرة وبعد عام واحد من تحولها الرقمي عام 2018 لجائزة سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة لأفضل مشروع تطوعي على مستوى مملكة البحرين كان مفصلًا هامًا في عمر المبادرة كونه فتح أمامها العديد من الفرص والأبواب ومنحها دفعة كبيرة لطرح وبدء العديد من المشاريع الكبيرة والتي مازالت مستمرة لكونها الجائزة الأهم في هذا المجال.
 وقد ساهمت الجائزة في التعريف بالمبادرة على مستوى الخليج والوطن العربي إضافة إلى ذلك لاقت العديد من التكريمات والجوائر الأخرى من المؤسسات الرسمية مثل المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وصندوق العمل تمكين، وهيئة البحرين للسياحة والمعارض وغيرها.

مكون أساسي
برأيك.. هل التطوع كفيل بصقل مهارات الشباب؟
آل شرف: أعتقد إن التطوع لا يصقل الشباب ومهاراتهم وحسب، بل يعد المكوّن الأساسي في شخصية الفرد الذي يكتشف منه مهاراته واهتماماته وأفكاره ويخط منه درب مستقبله وأهدافه؛ لأن العمل التطوعي يأتي على خلاف أي عمل مدفوع ماديًّا ولكون أن لا يحّده مقابل ويعتبر أسمى شعور يطمح إليه طامح للإنجاز، فبالتالي الدوافع تجاه العمل التطوعي ومن المفترض أن تكون أقوى وأكبر.

مفعول فوري
ما أهمية العمل التطوعي؟
آل شرف: أؤمن إيمانًا تامًّا بأن أصغر خطوة في طريق التطوع اليوم والعمل الإنساني وخصوصًا في عالم القرية الصغيرة من شأنه أن يصنع أثرًا يتخطى بمفعوله المدينة الصغيرة والبلد الواحد، بل بإمكان أن يصل بمفعوله العالم بأكمله سواء بصورة أو مقطع أو قصة تنشر على فضاء التواصل الاجتماعي وتصنع أثرًا مضاعفًا ومفعولًا فوريًّا، فما كان صعب قبل عقد أو عقدين اليوم أصبح سهلًا يسيرًا، لذا فإن “حكاية المنامة” تقوم على توثيق قصص النجاح عبر الزمن ونشرها ليس احتفاءً وحسب بل لكتابة الدروس ولتحفيز الأجيال للعطاء الإنساني والعمل التطوعي.

أرشيف رقمي
وماذا عن مبادراتكم وأنشطتكم الداعمة لذلك؟
آل شرف: تنطلق استراتيجية مشاريع مبادرة متحف المنامة الرقمي حكاية المنامة ضمن خطين متوازيين أولهما خط إنتاج البرامج الرقمية والإصدارات حيث يستقطب تطوع الكفاءات في مجالات الإعلام بشكل عام من مصورين ومعدّي برامج ومقدمين ومحررين وغيرهم.
أما الخط الآخر فيتلخص في تعزيز التعاون مع مختلف الجهات الرسمية والأهلية في شتى القطاعات المتعلقة بفكرة “حكاية المنامة” بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، من خلال تنظيم الفعاليات المشتركة والاحتفالات والمعارض والورش والجولات وغيرها، وبالتالي استقطاب وتدريب المتطوعين في تنظيم هذه الفعاليات والبرامج بشتى تخصصاتهم غير المحدودة.
كما أننا نسعى لتأكيد فكرة أن المبادرة عبارة عن أرشيف رقمي لمدينة المنامة، من خلال طرحنا لها كمبادرة فعّالة تسعى لدعم وإحياء العديد من الأفكار ودعم القطاعات التجارية المتمثلة في أسواق المنامة وتجّارها الذين كان لهم الدور الأبرز في بناء نهضة وتاريخ البحرين، وكذلك بهدف تنشيط الحركة الاجتماعية والثقافية في المدينة القديمة لما لها من دور تاريخي هام فعلى سبيل المثال نظّمت “حكاية المنامة” بالشراكة مع هيئة البحرين للسياحة والمعارض مهرجان ذهب المنامة هذا العام وحقق نجاحًا قياسيًّا بتنشيط سوق المنامة الكبير والجولات المشتركة مع هيئة البحرين للثقافة والآثار، وأيضًا الاحتفاء بأبرز وجوه العطاء في مملكة البحرين بالتعاون مع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، ومحافظة العاصمة، ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، والاحتفاء بالمعلمين والأطباء وتوثيق السيرة والمعارض الدائمة والإصدارات وغيرها من الفعاليات والأنشطة.

تبادل المنفعة
ما كلمتك بمناسبة اليوم العالمي للتطوع؟
آل شرف: لا شك أن تحديات كل واقع لمشكلة تختلف باختلاف الأزمنة كما الأمكنة، فعوامل التأثير في المجتمع سواء للاندفاع لشيء أو اجتنابه تلعب دورًا كبيرًا في ذلك، وفي العمل التطوعي تحديدًا تلعب عوامل الجذب للمتطوعين دورًا رئيسيًّا، وقبل ذلك تصحيح فكرة هامة في أذهان الكثير من الناس للتعريف بالعمل التطوعي على أنه تشريف وليس تكليفًا، والصحيح عكس ذلك، إذن الفطرة الإنسانية قائمة على تبادل المنفعة المعنوية والمادية بين البشر على حد سواء لا على المنفعة الشخصية وحسب، وأن إحساس الفرد بأن التطوع ومساعدة الآخرين ومنحهم شعور القيمة والتقدير هي أساس مساعدة لنفسه وكينونته ووجوده وتكامله النفسي وهي منبع حاجة ملحة حيث لا يكون المجتمع متعافيًا وصحيحًا إلا بسلامة جميع أفراده ليس فردًا دون آخر.

شارك الخبر على