أمن الطاقة العالمي.. أولوية إماراتية

أكثر من سنة فى الإتحاد

اهتمّت دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ تأسيسها عام 1971، بتنمية قطاع الطاقة وتطويره، خصوصاً أن الله حباها بثروةٍ نفطية مكّنت المؤسسات والأفراد من التمتع بخيرها، لتبدأ الدولة من بعدها التفكير في توسيع الفائدة، وتخطّي حدودها الوطنية، فأقامت علاقات تجارية واستثمارية واقتصادية مع دول العالَم كافة في هذا الشأن، وزودتها بإمدادات نفطية عزّزت من أمن الطاقة فيها وسهّلت على مجموعة من القطاعات، وأبرزها الصناعة والنقل، مواصلة تَقدُّمها بتنافسية وتميّز.
ويؤكد قولُ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إن دولة الإمارات مستمرة في تعزيز مكانتها ودورها الرائد مسهماً رئيسيّاً في ضمان أمن الطاقة العالمي واستدامة إمداداتها، نوعيةَ الفكر الاستشرافي لدى قيادتنا الرشيدة في القطاعات كافة على وجه العموم، وفي قطاع الطاقة على وجه التحديد، فدولة الإمارات انتهجت مبكراً سياسةَ دعم جهود الانتقال في القطاع، بمواكبة المستقبل واستثمار فرص التحول نحو الطاقة النظيفة، تحقيقاً لمستهدفات الاستدامة، ولكل تطلّعات التطوير التي تعزز الأمن بمفهومه الشامل، وعلى رأسه أمن الطاقة.
لقد عملت دولة الإمارات، ومؤسساتها المعنية، على تعزيز مرحلة التحول من الطاقة التقليدية إلى المتجدّدة، انطلاقاً من التزاماتها الدولية في مجال مواجهة التغيّر المناخي والتحديات البيئية.
وفي هذا السياق، وخلال ترؤّس صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أخيراً، الاجتماعَ السنوي لمجلس إدارة شركة «أدنوك»، وجّه المجلسُ الشركةَ إلى تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، واعتمد استراتيجيتها الخاصة بتسريع نمو أعمالها، تلبيةً للطلب العالمي المتزايد على الطاقة، ودعماً لأمن الطاقة العالمي.
إن استراتيجيات الدولة ومؤسساتها العاملة في مجال الطاقة، حتى التقليدية منها، أَسّست لمجموعة أهداف تلبّي الرؤى الطموحة في مجال خفض انبعاثات الكربون، التي تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة، وتخلق مزيداً من الفرص الاقتصادية والصناعية الجديدة، وترتقي بالأداء وترفع الكفاءة وتعزز المرونة، وتسهم في ترسيخ مكانة الإمارات مورِّداً عالميّاً موثوقاً به للطاقة.
ولا يُعدّ العمل على ترسيخ استدامة قطاع الطاقة مسألة حديثةً أو طارئةً لدى دولة الإمارات، إذ أسهم إرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في إرساء ركائز الاستدامة وحماية البيئة، ورسْم مسارٍ واضحٍ نحو مستقبل مستدام يضمن للأجيال المقبلة العيشَ بأمن واستقرار، الأمر الذي حفّز قيادتنا الحكيمة على التوجيه بترسيخ هدف أمن الطاقة، يرافقه اللجوء إلى حلول تؤمّن احتياجات الطاقة بما يضمَن استدامة الإمدادات، ويعزّز مسيرة التحول إلى الطاقة النظيفة، ويسهم في الوقت نفسه في تعزيز القيمة ورفد خزينة الدولة بالمزيد من الإيرادات.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. 

شارك الخبر على