من الأشهر اليوم؟

سيراً على النهج الذي يستشرف المستقبلَ ويتطلّع إلى الغد بعين فاحصة وطموح فيّاض، دأبت القيادة الإماراتية على وضع خطط استراتيجية توجه العمل على المدى القصير والمتوسط والطويل، تسترشد بها مختلف الدوائر الحكومية والقطاعات الاقتصادية في إعداد وتنفيذ أنشطتها التطويرية وأهدافها الإنمائية.
وفي هذا الصدد، يأتي إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن رؤية «نحن الإمارات 2031» لترسم معالم برنامج تنموي متكامل للسنوات الـ 10 المقبلة، يعزز المنظومة المجتمعية ويبني منظومة اقتصادية هي الأقوى والأكثر استدامة والأسرع نمواً والأكثر مرونة في المنطقة.
وتمثل هذه الرؤية الجديدة تتويجاً لرؤية 2021 التي أطلقتها القيادة الرشيدة قبل نحو عشرة أعوام، واستثماراً للإنجازات العظيمة التي تحققت في الخمسين عاماً الماضية في مختلف القطاعات، والتي اعتبرت الإنسان العنصر الأغلى والأهم في معادلات التنمية، وجعلته الغايةَ والوسيلةَ في الوقت ذاته. وتقوم هذه الرؤية الجديدة على عدد من المحاور التي تركز على الاقتصاد والمجتمع والعلاقات مع دول العالم.
ويُعنى محور الاقتصاد بوضع سياسات وخطط عمل تسهم في تحقيق معدلات نمو عالية في القطاعات كافة، وتسريع وتيرة التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتوفير الدعم اللازم لخلق بيئة ابتكارية متقدمة، ومضاعفة جهود البحث والتطوير عبر تعزيز الاستثمارات.
ويولي هذا المحور اهتماماً خاصّاً بتطوير رأس المال البشري، حيث يجعل من تطوير التعليم، واستقطاب المواهب، والحفاظ على أصحاب التخصّصات على رأس أولوياته.
بينما يُعنى محور المجتمع بتحقيق ازدهار المجتمع، وتوفير كل سبل الدعم للمواطنين عبر تطوير منظومة متكاملة لتمكينهم على المستوى الاجتماعي. كما يركّز على دعم الأسرة وتعزيز تماسكها لتكون بحقٍّ اللبنةَ الأولى في ترسيخ وحماية النسيج المجتمعي للدولة. ويُولي أيضاً بالغ الأهمية لتعزيز منظومة القيم الإماراتية الأصيلة القائمة على الوسطية والتسامح والاحترام المتبادل.
كما يشكل تعزيز علاقات الإمارات بدول العالم أحد المحاور الرئيسة لهذه الرؤية، ويشمل ذلك تعزيز حضورها في الأسرة الدولية، وبناء جسور التعاون والحوار الإيجابي القائمة على المواثيق والمعاهدات الدولية. ويولي هذا المحور أهميةً كبيرةً لتعزيز دور الدولة قوةً داعمةً لأجندة الاستدامة البيئية، بما يسهم في تحقيق الحياد المناخي، وترسيخ مكانتها مركزاً للابتكار في علوم وتكنولوجيا الاستدامة.
لا شك أن الخمسين عاماً الجديدة لن تقلَّ طموحاً ولا إنجازاً عن الخمسين الأولى التي حقّقت فيها الدولة مكتسبات حضارية لا مثيل لها. وستمهّد رؤية «نحن الإمارات 2031»، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الطريق لمئوية 2071، وتضع لها الأسس والمعالم الرئيسة الكفيلة بجعل الإمارات أفضل بلد في العالم.
*عن نشرة«أخبار الساعة»الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.