من الأشهر اليوم؟

القاهرة - 30 - 11 (كونا) -- دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الأربعاء الى وضع استراتيجية موحدة وشاملة لضمان الحقوق التاريخية في المياه العربية في مواجهة الاحتلال أو الاستغلال.وقال عباس في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء الفلسطيني زياد أبو عمرو أمام المؤتمر العربي الرابع للمياه والذي تنظمه دولة فلسطين إن "الأمن المائي العربي يشكل تحديا كبيرا لنحو 453 مليون مواطن وهو قضية تستحوذ على اهتمام دولنا العربية".واكد ضرورة الاستجابة للطلب المتزايد على المياه والغذاء اللذين يشكلان تحديا كبيرا في ظل محدودية المصادر في الوطن العربي وفي ظل الجفاف والتصحر وسوء الاستخدام وأيضا استخدام المياه كسلاح وتعاظم النزاعات لا سيما على المياه العابرة للحدود.واعرب عن "الرفض لأن تبقى المياه الفلسطينية رهن الاحتلال أو السيطرة أو الاستغلال غير القانوني" مضيفا "سنتوجه الى الجهات الدولية المختصة لوقف عدوان الاحتلال على مياهنا".واضاف إن "البحر الميت يشكل نموذجا آخر للاعتداء اذ إنه يتقلص عاما بعد عام بسبب تحويل مياه الأنهار أو حبسها وغياب الاتفاق حول التخصيص والادارة بما يتوافق مع مبادئ وأعراف القانون الدولي".ووصف مياه الوطن العربي العابرة للحدود بأنها "قضية عربية ومسألة أمن قومي عربي" مؤكدا الوقوف بجانب مصر والسودان في مطالبهما بكل ما يتعلق بموضوع (سد النهضة) وضمان عدم المساس بأمنهما المائي أو الزراعي أو ذلك المتعلق بالطاقة.واكد ان هذا الموقف ينطبق على مصادر المياه العربية كافة خاصة في فلسطين "حيث تقوم دولة الاحتلال بسرقة الأرض وبناء المستوطنات عليها وسرقة مياهنا وبيعها لنا ما خلق أزمة مياه خانقة لدينا".ودعا الى التعاون العربي المشترك لإيجاد المصادر البديلة للمياه في مشاريع كبرى يستفيد منها الجميع وذلك في ضوء النقص الحاد في المياه متطلعا الى الدعم العربي من أجل نيل الحقوق المائية في فلسطين.من جهته قال رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن غنيم في كلمته إن الأطماع الاسرائيلية في مقدرات الشعوب العربية ومياهها تعيق تحقيق الأمن المائي والذي يعتبر الركيزة الأساسية للأمن القومي العربي.واكد أن "الاحتلال الاسرائيلي يواصل نهب مصادر المياه الجوفية والسطحية في الجولان السوري المحتل وجنوب لبنان وتتزايد أطماعه في المياه العربية بشكل عام" مشيرا الى سيطرته على أكثر من 85 في المئة من مصادر المياه الفلسطينية.وأشار الى إصرار الاحتلال الاسرائيلي على استخدام المياه كأداة لتقويض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة من خلال مخططاته التوسعية والاستيطانية غير الشرعية على حساب المصادر المائية الفلسطينية وعرقلته لجميع الجهود الرامية الى تطوير القطاع المائي بمكوناته كافة.واضاف أن هذا الأمر يفاقم من معاناة المواطن الفلسطيني ويقيد من قدرته في الحصول على خدمات المياه والصرف الصحي بالشكل المناسب وهو ما يعتبر خرقا فاضحا للقانون والمعاهدات والمواثيق الدولية ذات العلاقة.وأكد أهمية تحقيق الأمن المائي العربي للأجيال القادمة حتى تكون قادرة على العيش في حياة كريمة بأمان وسلام واستقرار لا سيما مع تزايد الصراعات والنزاعات حول المياه في ظل محدودية الموارد المائية والتضخم والنمو السكاني وازدياد متطلبات التنمية.وأعرب عن تطلعه إلى أن يكون المؤتمر منصة دولية تجمع جميع الشركاء من أصحاب القرار والخبراء المؤثرين لوضع حلول استراتيجية لقضايا المياه العربية.ويشارك في المؤتمر الذي تستمر فعالياته يومين وزراء المياه والموارد المائية والري العرب ووفود من الدول العربية والمنظمات العربية والإقليمية المعنية.وتدور محاور المؤتمر حول الأمن المائي من أجل الحياة والأمن المائي بغية التنمية المستدامة والأمن المائي من أجل السلام وإدارة المستجدات والتغيرات الإقليمية والدولية المؤثرة في قطاع المياه.ويترأس وفد دولة الكويت في المؤتمر وكيل وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة بالتكليف المهندس مطلق العتيبي.(النهاية)

م ش / ا س م / م ج ز