وداد الكندي تبرز التراث بـ «فن الحرق»

أكثر من سنة فى الإتحاد

خولة علي (دبي) 
بعد توقف دام ثماني سنوات عن الرسم، تواصل الفنانة التشكيلية وداد سالم الكندي تألقها ومهارتها الفنية، بالعودة مجدداً إلى ساحة الفن، بعد تشجيع من المقربين لها، ودعمها وتحفيزها على اتخاذ خطوات فعلية لإبراز ما تتمتع به من مواهب، لتبدع في إنجاز لوحات لـ«النخيل»، مستخدمة بها «فن الحرق على الخشب»، حيث تعمقت في تفاصيل النخلة وخطوطها الدقيقة، مستغرقة أكثر من شهرين للانتهاء منها. تستعيد وداد الكندي حضورها وبصمتها الفنية بأدوات تحتاج إلى القوة والصبر والدقة، خلال ممارستها لفن الحرق على الخشب، الذي يمارسه عدد قليل من الفنانين مقارنة بتقنيات الرسم الأخرى، لتظهر براعتها واحترافها وموهبتها في فن الرسم على الخشب، القائم على استخدام الكاوية النحاسية أو ولاعة الفحم أي بالحرق المباشر، وتبرز جمالية هذا الفن بظهور تدرجات اللون البني على الخشب مع ظهور خطوط الخشب الطبيعية، ليظهر الفنان حرفته ومهارته وينتج أعمالاً فنية عبر فن الخط العربي أو الزخرفة أو النقش، كما أنها استخدمت مهارتها في استخدام القلم الرصاص في الرسم الواقعي، وطبقت هذه المهارة على الخشب باستخدام الكاوية النحاسية وكانت النتيجة باهرة. 
تقنية وعادة ما تستخدم الكندي طريقتين في الحرق، الأولى جهاز الحرق الكهربائي ذي الرأس النحاسي، والثانية الحرق المباشر بـ«ولاعة»، وفي كلتا الحالتين لا يمكن العمل على هذه اللوحات في مكان مفتوح، نتيجة التأثر بحركة الهواء والتقليل من شدة الحرق، وفي حالة استخدام «ولاعة» يتأثر مسار اللهب ويصبح العمل شبه مستحيل على اللوحة، موضحة أنها تستخدم الجهاز ذا الرأس النحاسي للتفاصيل الدقيقة والخطوط المباشرة في التحديد، أما الولاعة فهي أفضل للتدرجات وللمساحات الكبيرة وتأثيرها ساحر؛ لأنها تظهر خطوط الخشب الطبيعية، رغم أنها تحتاج إلى دقة وتركيز عالٍ. 
الرسم الواقعي تؤكد الكندي أنها تميل لإبراز الجمال في أي عمل تنجزه وتركز على الإضاءات بشكل خاص، لأنها تثير المشاعر وتجذب الانتباه، وتلامس مشاعر الإنسان وتؤثر فيه، وهي تستخدم هذا الفن في الرسم الواقعي، وتوظيفه لإبراز خطوطه وتدرجاته وجماله من دون إضافة ألوان، وتحاول إبراز جماليات النخلة في لوحاتها باعتبارها من التراث الإماراتي الأصيل، وقد تأثرت الكندي في مسيرتها بعدد من الفنانين الإماراتيين، منهم نوال العزيزي ود. محمد يوسف والتشكيلي موسى الحليان، والفنانة عزة القبيسي، وكذلك الفنان محمد الاستاد.
طموحشاركت وداد الكندي في عدد من المعارض والمسابقات خلال فترة الدراسة الجامعية، لكن بعد فترة توقف طويلة، تعود بمشاركتها هذه السنة في معرض الجامعة لوحدة الفنون ومعرض الصيد والفروسية، وحالياً تطمح لافتتاح معرضها الفني الخاص في المستقبل القريب. 
تغذية بصريةطورت الكندي مهاراتها بالتدريب ودراسة الخطوط والإضاءات، ولم يمنعها انشغالها بظروف الحياة اليومية، من أن يرافقها دفتر صغير في أي مكان تقصده لتدوين ملاحظاتها، كما تحرص على التغذية البصرية، بالنظر والتدقيق والبحث المكثف في تفاصيل أي مشروع فني تقدم عليه، ودراسة تفاصيله بصرياً.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على