«زوجات الدواعش» في مخيم للنازحين.. ١٦ امرأة يحلمن بالعودة لأوطانهن

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

تعيش اللبنانية نور الهدى، البالغة من العمر عشرين عامًا، مع أبنائها الأربعة، وفي انتظار الخامس، ودجاجة صغيرة مربوطة في أحد أركان الغرفة البسيطة التي تعيش بها في أحد مخيمات النازحين في سوريا.

ووضحت سبب وجود الدجاجة في غرفتها، "سأغادر للمنزل خلال يومين، من الممكن أن نحتفظ بالدجاجة لنحتفل بها عند عودتنا إلى المنزل".

وأشارت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إلى أن نور تبدو صغيرة للغاية عن كونها فتاة في العشرين من عمرها، على الرغم من أنه متوقع أن تتصرف فتاة تزوجت وهي في الرابعة عشرة من عمرها، وعاشت لثلاث سنوات في كنف "داعش"، أكبر من عمرها الحقيقي.

وأضافت، أن مرحها لا يتماشى مع التعاسة التي تخيم على مخيم النازحين حيث تعيش، أو مع خبرتها التي شكلتها في حياتها حتى الآن، من الممكن أن يكون هذا بسبب الأخبار السعيدة التي تلقتها.

حيث أبلغتها "جيلاد" قائدة المخيم، أن والد نور تمكن من تدبير عودة ابنته وأحفاده الأربعة إلى منزلهم بالجانب الآخر من الحدود في لبنان.

تلك الأخبار التي جعلت من نور الهدى الأكثر حظًا بين "زوجات الدواعش" الخمسة عشرة، كما يطلق عليهم المقيمون بمخيم النازحين في عين عيسى، 72 كيلومترا شمال مدينة الرقة.

ومع تقدم القوات العربية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، بدأت مدينة "الرقة"، والتي كانت قلب عاصمة الدولة الإسلامية في سوريا والعراق في التداعي.

ومع انسحاب مقاتلي داعش من المدينة تحت وطأة غارات التحالف الدولي، تاركين خلفهم الأكمنة المتفجرة، والقناصة، وكذلك ترك الكثير منهم زوجاته وأبناءه.

وقامت السلطات المسؤولة عن مخيم النازحين في عين عيسى بالفصل بين المقيمين العاديين، وزوجات الدواعش، دون معرفة ماذا سيحل بهم.

وتعيش الست عشرة امرأة من "زوجات الدواعش" وأطفالهن الاثنين وثلاثين في ثلاث غرف فقط، بالإضافة إلى فناء بسيط، ملىء بالقمامة وحار.

وأشارت الصحيفة إلى أن من بينهن عديد من السيدات الأجانب، إحداهن تركية ذات شعر أحمر، وأخرى قادمة من هولندا، وثالثة ذات أعين زرقاء تطبب ابنها الإندونيسي الأب.

معظمهن لديه نفس القصة، لم تكن دولة الخلافة كما كن يعتقدن، حيث أكدن أن أزواجهن خدعوا ليسافروا إلى سوريا، حيث ضُللوا للمشاركة في هذا الوهم.

ومن جانبها قالت نور: "لقد كنت في السابعة عشر فقط عندما جئت هنا، ماذا كنت أعلم حينها؟"، مؤكدة أن القدوم إلى سوريا كانت فكرة زوجها، والذي قتل في المعارك في 2015.

وتحت ضغط من قادة التنظيم الذي كان يرفض أن تعيش المرأة بمفردها، اضطرت نور للزواج من آخر تونسي، لقي حتفه هو الآخر خلال المعارك.

"نور" ليست على علم كيف تمكن والدها من تدبير خروجها من المخيم وعودتها لمنزلها في طرابلس بلبنان، عبر الأراضي التي تسيطر عليها قوات النظام السوري أو عبر الأراضي الكردية شمال سوريا إلى الحدود العراقية، موضحة أنها تشتاق لمشاهدة التلفاز، وكذا تشتاق أكثر لرؤية أبيها وأخوتها.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على