(أنف ليلى مراد) في غاليري القاهرة عمّان

أكثر من سنة فى الرأى

يفتتح عند السادسة من مساء اليوم الاثنين، في غاليري القاهرة عمان، معرض للفنانة الفلسطينية رانيا عامودي بمشاركة الكاتب زياد خداش، الذي يوقع كتابه «أنف ليلي مراد»، وهو مشروع مشترك مع عامودي.

يضم المعرض أعمالا أنجزتها الفنانة خلال المشروع الذي دعمته بلدية رام الله، انطلاقا من نصوص قصصية لخداش.

وجاء في كلمة الغاليري حول المعرض إنّ خدّاش يستعين بالصورة من خلال عامودي؛ ليؤكد ارتباط النص السّردي بصورة الرسّام للحكاية نفسها، وأن «أنف ليلى مراد» مجموعة جديرة بالقراءة والمشاهدة والاحتفاء، لما في النص السردي من طرب، ولأن الكتاب يعيد كتابة المنسيّ بالخط واللون بمشاركة عامودي التي ختزلت بألوانها مجموعة العناصر التشكيلية وقدمتها في اللوحة كرموز قابلة للقراءة بالعين والقلب معاً.

ونقرأ في كلمة خداش حول المشروع: «نشكرُ الفراغ الكبير الذي يسكن مكتبنا في وزارة التربية والتعليم، إذ لولاه لما خرج هذا المشروع، نؤمن بأنّ الضجر أحياناً يكون أساساً لإبداع الأفكار وتأمّل المسيرة الفنية، ولأنّ الفنون تضجرُ أيضاً مثل موظفي مكاتب الوزارات الحكومية؛ فقد جلس فن الكتابة مع فن الرسم، وقررا أن يتشاركا الفكرة، ويستفيدا من خبرات وتقنيات بعضهما بعضا».

وأضاف خداش: «قال فن الكتابة لفن الرسم: سأحوّل المشهد إلى قصص. وأنا سأحوّل المشهد إلى لوحات، قال فن الرسم. والمشهد لم يكن سوى إعلانات جريدة فلسطين اليافوية التي تأسست على يد عيسى العيسى عام 1911. غرقنا الفنانة رانية عامودي وأنا في إعلانات الأعداد الممتدة من عام 1911 إلى عام 1948.. إعلانات عن كل شيء، عن الأفلام والأماكن والمقاهي والشركات والمصانع والحفلات الموسيقية والمحاضرات الأدبية والمكتبات وزيارات الضيوف العرب من شعراء وفنانين، وموسيقيين. وكان أهم ما في الإعلانات هو إعلانات الفقد، لاحظنا تزايد إعلانات فق? الأغراض الشخصية، والأشخاص في فترة الأربعينيات في المدن الفلسطينية التي كانت تغلي بالصراع المسلّح مع الصهاينة الذين يحاولون بقوة احتلال فلسطين، قرأنا هذه الإعلانات قراءة فجائعية مؤلمة، إنّها إشارات لفقد كبير مخيف ربما سيأتي لاحقاً، وهذا ما حدث، فالأغراض الشخصية التي كانت تسقط من أيادي وجيوب وأكياس الإنسان الفلسطيني قادت إلى ضياع مهول، هو ضياع البلاد كلها».

وتابع خداش بقوله: «حوّلنا إعلانات الفقد وغيرها من الإعلانات إلى نصوص ولوحات فيها من الواقع الكثير، وفيها من المخيّلة الأكثر، وكان مؤرخ حيفا الشهير جوني منصور يزوّدنا بالمادة التاريخية للقصص، وهذا ما أعطى اللوحات والقصص طابعاً توثيقياً جماليّاً، يضمن حماية الحقيقة من الضياع، ويضمن للفنّ شروطه وأفقه، وشطحه».

شارك الخبر على