خليفة بن مترف شاعر البادية في ثالثة أمسيات المويجعي

أكثر من سنة فى الإتحاد

سعد عبد الراضي (العين)
احتفت الأمسية الثالثة في قصر المويجعي بقصائد الشاعر الإماراتي الراحل خليفة بن مترف، من خلال أهم قصائده المغناة وهي: «آه يا من ون»، وذلك ضمن برنامج «الكلمة المغناة»، أحد البرامج المهمة في مهرجان العين للكتاب 2022، الذي يسلط الضوء على رموز الشعر النبطي وإرثهم، ويعرّف الجمهور أكثر بهم، من خلال قصائدهم المغناة الخالدة.
 
شارك في الأمسية عن الشاعر خليفة بن مترف كل من خبير التراث الإماراتي، محمد سعيد الرميثي، وأحمد خليفة بن مترف، ابن الشاعر الراحل، والإعلاميان الشاعر عبدالله الشامسي، وحسين العامري الذي أدار الأمسية، التي بدأت بغناء الفنان الإماراتي خالد محمد بمرافقة العزف على آلة العود لمجموعة من قصائد الشاعر الراحل خليفة بن مترف. وحظيت الأمسية بحضور جماهيري كبير من الفئات العمرية كافة. واستهل الإعلامي حسين العامري الجلسة بالترحيب بالضيوف والمشاركين المهتمين بالشأن الثقافي والفني التراثي، ليبدأ خبير التراث الإماراتي محمد سعيد الرميثي بسرد سيرة الشاعر الراحل، وهو أحد الشعراء الذين اكتسبوا شهرة واسعة بسبب كلمات قصائده العذبة التي تغنى بها نجوم الفن المحلي الإماراتي مثل ميحد حمد وعلي بن روغة، لجماليتها الراقية التي وصف بها كل تفاصيل الإنسان في حياته الاجتماعية والبادية التي تعلق بها وساهمت في بناء إبداعه الشعري. ولد ابن مترف في مدينة العين في قرية هيلي العام 1945، وعاش في البيئة البدوية الجميلة بكل معانيها فكان فارس الشعر والميدان، وأسهم عشقه للصحراء في إثراء فصاحة كلماته التي خاطبت جميع متذوقي الكلمات الراقية، كما حفزت قصائده موهبة الشعراء آنذاك ليتبادلوا معه قصائد المشاكاة والردود الجزلة ذات المعاني المليئة بالدلالات والمفردات الأدبية الرصينة. 
شاعر المشاكاةوتابع الرميثي: قصائد ابن مترف وصلت إلى أسماع وقلوب الشعراء الكبار في تلك الفترة، فأثار شغفهم للتعرف على ابن مترف، إذ التقى بمجموعة كبيرة منهم مثل: راشد الخضر، الجمري، ابن سوقات، وتبادلوا قصائد المشاكاة فيما بينهم في أجواء حماسية حظيت بإعجاب عشاق الشعر النبطي. كما تغنى بقصائده علي بن روغة وميحد حمد الذي أبدع في غناء قصيدة «أحب البر والمزيون» التي كانت ولا زالت خالدة وقد عاصرتها كل الأجيال، وتغنى بها مطرب الأمسية خالد محمد وسط تفاعل الجمهور. وتحدث أحمد خليفة بن مترف ابن الشاعر الراحل عن مسيرة والده في الشعر التي بدأها في العاشرة من عمره، موضحاً أن كلمات قصائد والده الراحل قريبة للقلب نظراً لانسيابها وطريقة كتابتها السلسة التي تصل بكل حب لجمهوره، ولهذا بقيت نابضة بالحياة لا يهزمها النسيان لقيمتها التراثية المستمدة من طبيعة التراث المحلي.

شارك الخبر على