«مهرجان العين للكتاب ١٣» ينطلق اليوم
ما يقرب من ٣ سنوات فى الإتحاد
سعد عبد الراضي (العين)
تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثّل الحاكم في منطقة العين، ينطلق اليوم مهرجان العين للكتاب الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وتعد النسخة الـ13 دورة نوعية وتحمل رؤى جديدة في تنظيم المهرجانات المرتبطة بالكتاب والفعاليات المصاحبة له، حيث تتوزع مناشطه على خمسة أماكن متفرقة، وهي استاد هزاع بن زايد، وجامعة الإمارات، وبيت محمد بن خليفة، ومكتبة زايد المركزية، وقصر المويجعي. وتعد مدينة العين التي تستضيف المهرجان تحت شعار «العين أوسع لك من الدار»، من أفضل المدن المتكاملة على مستوى العالم، لاحتوائها على المناظر الطبيعية والمشيدة، والفنون والثقافة والتراث، وبها أفضل الممارسات البيئية، وطراز الحياة فيها صحي وتخطيطها استراتيجي، فهي مدينة الحدائق والواحات وقلب الإمارة النابض بالتراث، وإحدى أقدم التجمعات البشرية الدائمة في العالم، حيث تضم مواقع مدرجة على قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، بالإضافة إلى الحصون والواحات والمباني التاريخية والأثرية التي تسلط الضوء على تراث وماضي الإمارة العريق. وتقع مدينة العين وسط الجبال والواحات الخضراء ومزارع النخيل، وتتوافر فيها العديد من الفنادق والمنتجعات ومرافق المؤتمرات والفعاليات ومتنزه الألعاب المائية. ولكل واحد من أماكن المهرجان الخمسة مزايا كبيرة وملهمة:
استاد هزاع بن زايد سيكون استاد هزاع بن زايد هو الموقع الرئيس للمهرجان، وسيقدم المهرجان فيه برامج للأطفال والناشئة تتضمن فعاليات وورش عمل فنية وتفاعلية للأطفال والجمهور، إلى جانب البرنامج الفني، الذي يتميّز بكونه برنامجاً حافلاً يضم ما يزيد على 200 نشاط. ويُعدّ استاد هزاع بن زايد، من أطول المباني في مدينة العين، وأحد أبرز المعالم السياحية فيها، حيث يضم 25 ألف مقعد، وبالتأمل في صنع المبنى نجد أنه استوحي تصميم واجهته الخارجية من جذع شجرة النخيل، التي تُشكّل جزءاً لا يتجزأ من تراث دولة الإمارات وثقافتها.
قصر المويجعيوسينطلق من قصر المويجعي برنامج «الكلمة المغنّاة»، الذي يعد احتفاء برموز الشعر النبطي وإرثهم من القصائد المغنّاة الخالدة التي اشتهرت محلياً وعربياً طوال العقود الماضية، فيما يخصّص المهرجان برنامجاً حافلاً طوال أيامه للاحتفاء بثلاثة عشر شاعراً من أبرز شعراء مدينة العين، ممن اشتُهرت قصائدهم المغنّاة بين الناس.
بيت محمد بن خليفةوسيكون «بيت محمد بن خليفة» مقراً لأكثر من 14 ندوة طوال فترة المهرجان، ستتطرق إلى عناوين مهمة منها: «الاستثمار في الشباب.. طريق العبور للمستقبل»، و«الإمارات مركزاً عالمياً رائداً للأمن الغذائي المبتكر.. مدينة العين نموذجاً»، إلى جانب «الحلول الإبداعية المستدامة لتعزيز نمو الأطفال.. المجلس الاستشاري للأطفال نموذجاً»، و«دعم الابتكار وتعزيز المواهب.. الطريق إلى التنمية المستدامة»، و«بطلات إماراتيات.. سفيرات الوطن في المحافل الرياضية»، وغيرها العديد من العناوين الأخرى المهمة. وبيت محمد بن خليفة يقع ضمن مواقع العين الثقافية المدرجة في قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، ويُعد البيت مركزاً مجتمعياً للمقيمين والزوار ويضم معرضاً دائماً يحتفي بالماضي الاجتماعي والمعماري في العين في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ويضم مركزاً لتعليم الفنون ومقهى، إلى جانب برامج وفعاليات متنوعة طوال السنة.
مكتبة زايد المركزيةستستقبل مكتبة زايد المركزية الفائزين بـ«جائزة كنز الجيل» في نسختها الأولى، وذلك في السادس عشر من نوفمبر الجاري، كما ستنظّم فيه ورش عمل متخصصة في الكتابة الإبداعية لقصص الأطفال، والأعمال السينمائية الموجّهة للأطفال. ومكتبة زايد المركزية تضم أكبر مجموعة من الكتب التي تتنوع بين روايات الأطفال والمنشورات العلمية في مختلف المجالات، وتعتبر المكتبة، التي تم افتتاحها عام 2016، أكبر مكتبة عامة في مدينة العين.
جامعة الإمارات وستستضيف جامعة الإمارات مجموعة من الفعاليات النوعية، وهي أول جامعة وطنية شاملة في الدولة. وقد حققت الجامعة، خلال عمرها القصير، إنجازات عظيمة ساعدت في رسم ملامح المجتمع والمنطقة، من خلال الأبحاث ونشر المعرفة، كما تسعى الجامعة للحفاظ على التراث الإماراتي وفي الوقت نفسه تبحث عن حلول مبتكرة وتعمل على تعزيز التميز الأكاديمي.
نسخة متجددةوكان الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية قد صرح بأن «مهرجان العين للكتاب 2022» يأتي امتداداً لمعرض العين للكتاب الذي نظمه المركز على مدار اثني عشر عاماً، ليُقدم نسخة متجددة من الحدث تحتفي بالآداب والفنون والكتاب، وبما يناسب التطورات التي شهدها العصر والمجتمع، كما يُسلط الضوء على خمسةٍ من أهم الصروح الثقافية التي تُميز مدينة العين وتُبرز هويتها الثقافية والتراثية. وأضاف: «اخترنا شعار المهرجان هذا العام ليعكس الطابع الترحيبي لمدينة العين وخصوصيتها، التي تحتضن زوّارها دائماً في أجواءٍ استثنائية، تستمدّها من هويتها المتفرّدة وسماتها التراثية والعمرانية، إذ حرصت قيادتنا الحكيمة منذ تأسيس الدولة على أن تبقى العين واحةً غنّاء تزهو بمعالمها الطبيعية ومواقعها الأثرية، لترحّب بالجميع من كل مكان، لذا جاء شعار الحدث: العين أوسع لك من الدار». وأوضح: «تستهدف دورة هذا العام من مهرجان العين للكتاب توفير منصّة فريدة لإشراك جميع شرائح المجتمع، وتقديم محتوى معرفي وفني وثقافي يعمّق القيم والموروث الإماراتي الأصيل، بما يُسهم في بناء مجتمع قارئ يحتفي بالكِتاب والكاتب، ويُعلي من قيمة القراءة عادةً دائمةً في حياة الناس، تُسهم في تأسيس مجتمع مُثقّف ومبدع وقادر على المضي قدماً في مسيرة التنمية المستدامة لدولتنا. كما يعكس المهرجان ما وُفقنا في تقديمه من مبادرات ومشاريع وجهود لتعزيز مكانة اللغة العربية بوصفها أبرز مقوّمات وركائز هوية المجتمع الإماراتي.