الفايز يرعى حفل إشهار كتاب مواقف ومبادرات ريادية بالسلط

أكثر من سنة فى الرأى

رعى رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز في ديوان عشيرة العطيات بالسلط اليوم الأحد، حفل إشهار كتاب "مواقف ومبادرات ريادية في مدينة السلط" لمؤلفه الدكتور محمد عطيات.

وعبر الفايز في كلمة له خلال الحفل عن سعادته في المشاركة في إشهار كتاب " مواقف ومبادرات ريادية في مدينة السلط " معبرا عن تقديره لأهالي مدينة السلط حاضرة البلقاء، هذه المحافظة الشامخة كشموخ جبالها، التي لم تبخل يوما على الوطن، بالعطاء والتضحية لأجل عزته ورفعته، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني.

وأضاف الفايز ان الكتاب يشكل قراءة موضوعية لقيمنا وأعرافنا وتقاليدنا التي نعتز ونفتخر بها، هذه القيم النبيلة التي تحلى بها أهلنا في السلط منذ 250 عاما، والتي للأسف بتنا اليوم في الأردن نفتقد الكثير منها، بعد ان غزت القيم المادية وسائل التواصل الاجتماعي بيوتنا، واصبحنا نشهد ممارسات لا صلة لها بمجتمعنا وقيمنا.

وأشار إلى أن هذا الكتاب النوعي، يؤشر على اكثر من مبادرة إيجابية، قام بها أهلنا في مدينة السلط، منذ عقود خلت وما زالت مستمرة، عنوانها المحبة والتكافل والتأخي ووحدة الدم، والنهوض في هذه المدينة العريقة، التي تستمد عراقتها من عراقة الأردن وتاريخه وحضارته، ومن هذه المبادرات الإيجابية قيام أهل السلط مسلمين ومسيحيين، بالتعاون من اجل تأمين راتب الخوري كل اخر شهر، تأكيدا منهم على الأخوة الصادقة التي تجمعهما، واحترامهم للأديان السماوية واتباعها.

وقال ان الكتاب يؤشر على احدى المبادرات، التي تعبر عن إيمان أهل السلط، بضرورة بناء الدولة الأردنية القوية، وتوحيد إمارة شرق الأردن، رافضين تقسيمات الاستعمار، حيث كانوا من أوائل الداعين الى توحيد الحكومات الأربع في الأردن " حكومات عجلون والسلط والكرك و معان " في حكومة واحدة، تسمى حكومة شرق الأردن رغم رفض الانجليز، وقام حينها المرحوم أديب وهبه بالذهاب الى عمان، لدعوة الأمير عبد الله طيب الله ثراه،بالقدوم الى السلط حاكما لإمارة شرق الأردن لا زائرا، في تحدي للمندوب البريطاني.

ويستعرض الكتاب، كيف بادر أهل السلط وتعاونوا لجمع التبرعات، من جميع مكونات مدينة السلط فقيرها وغنيها، لبناء مدرسة السلط الثانوية، فهذه المبادرة تشكل أول مبادرة تعاونية، من اجل بناء مدرسة في الأردن، وهي تؤكد على روح التعاون السائدة، والحرص على نشر التعليم والعلم في الوطن.

وأضاف الفايز أن الدكتور العطيات يتحدث في كتابه، عن مبادرة تتعلق بممارساتنا الاجتماعية قدمها الأهل في مدينة السلط قبل أربعين عاما، تدعو الى نبذ الممارسات الخاطئة في مناسباتنا الاجتماعية، هذه الممارسات التي ترهق المواطنين ماديا، ولا تراعي ظروفهم الاجتماعية، وتستخدم من قبل البعض للاستعراض، بالإضافة الى ان الكتاب يستعرض العديد من المبادرات الإيجابية، التي تنم عن روح التعاون والعطاء، وعن وحدة نسيجنا الاجتماعي وقوته.

وأشار الفايز الى انه في ظل ما يدور حولنا من صراعات، وانتشار العديد من الممارسات السلبية، وتراجع منظومة قيمنا، بتنا اليوم اكثر حاجة الى العودة، لتقاليدنا الراسخة التي نعتز بها ونفتخر، واصبح من اللزوم، إعادة ترتيب بعض العادات والتقاليد والأعراف، وفق مفاهيم وممارسات جديده تحافظ على دورها، باعتبارها أرث اجتماعي نعتز ونفتخر به.

وقال " اننا اليوم بحاجة الى كل مبادرة خيرة، لإعادة روح المحبة والتماسك بين أبناء مجتمعنا، مبادرات تعزز تضامننا وتكافلنا الاجتماعي،وتغرس قيم الخير والعطاء في المجتمع، ومبادرات لديها القدرة، للتصدي لانتشار المخدرات وخطاب الكراهية، وتأخذ بيد شبابنا للعودة الى قيمنا الأصلية، قيم المحبة والعطاء والتسامح، وقبول الاخر.

وقدم الفايز الشكر للمؤلف الدكتور محمد العطيات على هذا الكتاب، الذي يشكل إضافة نوعية للمكتبة الوطنية، وإلى الباحثين الراغبين بالاطلاع، على حقيقة قيمنا واعرافنا وتقاليدنا وتاريخنا المشرف، وعلى روح المحبة والتأخي السائدة في مجتمعنا، والتي تعود لعقود مضت.

ورحب مؤلف الكتاب الدكتور محمد العطيات خلال كلمة له بالحضور، لافتا إلى أنه لا ثروة إلا ثروة المعرفة وان اهم اختراع لدى الإنسان هو الكتابة.

وقال العطيات ان الهدف من إقامة الحفل في ديوان ال العطيات هو أن تكون الدواوين منابر علم وحوار وان لا تقتصر على إقامة بيوت العزاء والمناسبات العائلية فقط.

وبين الدكتور العطيات ان كتاب "مواقف ومبادرات" يحاول جمع المبادرات الإيجابية التي أسهمت في دعم نهضة الأردن ومنها قيام أهل السلط بجمع الأردنيين في أول مؤتمر لتوحيد الإمارة وقيام اهل السلط ببناء أول مدرسة ثانوية لكل أبناء الأردن.

وتحدث خلال حفل إشهار الكتاب كل من العين عبد الاله الخطيب والوزير الأسبق منذر حدادين وهاشم القضاة والدكتور محمد خريسات مشيرين إلى أن السلط مدينة وحدوية ذات مبادرات إيجابية بامتياز ومبادراتها تتسم بالوعي الوطني والتسامح الديني واحترام الرأي والرأي الاخر.

وأشاروا الى ان قراءة هذا الكتاب يجعل المرء ينظر باعتبار الى ما قام به الإباء والأجداد من جهود ومبادرات أبرزت مساهمة هذه المدينة في بناء الدولة الاردنية.

شارك الخبر على