هل تكون قمة العشرين هي الأخيرة؟

أكثر من سنة فى الرأى

في قمة مجموعة العشرين (G20) التي ستعقد في الفترة من ١٥-١٦ نوفمبر الجاري في بالي بإندونيسيا، من المتوقع أن ينقسم التكتل الدولي إلى قسمين أو حلفين يضم كل منهما ١٠ دول منها الدول التي هي عضو في مجموعة (بريكس) وهي الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا والصين وروسيا ويضاف اليها ٥ دول أخرى عربية وغير عربية.
تأسست مجموعة العشرين في سبتمبر ١٩٩٩ بواشنطن على هامش قمة مجموعة الـ٨. وتأتي القمة في ظل أزمة اقتصادية عالمية تؤثر على الجميع: فالولايات المتحدة وأوروبا تشهدان معدلات تضخم غير مسبوقة وصلت الى ٨.٢ بالمائة و١٢ بالمائة على التوالي مع معاناة الأوروبيين من نقص في امدادات الطاقة.

إن قمة العشرين تكتسب أهميتها من كونها تضم اقتصادات دول تشكل ٨٠ بالمائة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي العالمي. فعلى سبيل المثال، فإن الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة الأميركية والصين واليابان والاتحاد الأوروبي وصل مع نهاية العام ٢٠٢١ إلى ٦٣ تريليون دولار، أي ٦٦ بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي البالغ ٩٨ تريليون مع نهاية ٢٠٢١.

من ناحية ثانية، فإن منظومة بريكس تعمل على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول المنضوية تحت هذا التحالف، إذ تبنى أول اجتماع للمنظمة عام ٢٠٠٩، تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية. لذا من المرجح أ ن تكون نتائج قمة بالي على غير ما تشتهي الدول الغربية. فعلى الرغم من أن القمة المنتظرة تأتي بعد أسبوع من انتخابات التجديد النصفي الأميركي، إلا أن الكثير من الدول تترقب مشاركتها في القمة لتغيير آلية التعامل مع القضايا العالمية وإعادة التموضع في نظام عالمي جديد تكون لها فيه كلمة.

ويرى بعض المراقبين أن قمة العشرين سوف تكون تحديا قاسيا لإندونيسيا لأنها تأتي في ظل ظروف وتداعيات عالمية سببها الصراع الحالي بين القوى الكبرى بعد بدء العملية الروسية في أوكرانيا، مع ترقب حضور الرئيسين الصيني شي جين بينج والروسي فلاديمير بوتين لقمة العشرين.

نرى أن القمة ستشكل ترسيما جديدا للنظام العالمي من أحادي القطبية الى متعدد الأقطاب. وهذه النتائج لن تعجب من قريب او بعيد الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة التي تريد إبقاء الوضع العالمي على ما هو عليه حتى اشعار آخر.

يبدو أنه يدور وراء الكواليس بين دول بريكس فكرة التبادل التجاري بالعملات المحلية لتلك الدول مما يجعل الدولار عملة ثانوية في تكتل يشكل ٤٠ بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي وعدد سكان ٤.٥ مليار نسمة.

وفي الختام، فإن هذه القمة قد تكون هي الأخيرة لدول العشرين لأننا سنشهد ولادة عالم جديد بأقطاب متعددة يكون في اللاعبون الاساسيون الأعضاء في المنظومات الدولية مثل بريكس التي قد تضطر الى تغيير اسمها من جديد لتوسيع مظلتها.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على