مملكة البحرين ودولة الفاتيكان.. سمات وقواسم مشتركة لخدمة الإنسانية

أكثر من سنة فى البلاد

سمات وقواسم مشتركة تستند إلى المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة، جعلت من العلاقات بين مملكة البحرين ودولة الفاتيكان، نموذجاً متميزا في التعاون من أجل خدمة الإنسانية عبر نشر التعايش السلمي بين الأديان والثقافات ونبذ التطرف وترسيخ قيم الحوار والسلام والاستقرار في مختلف أنحاء العالم.

فمنذ القدم آمنت مملكة البحرين، بأن مفتاح تقدم ورقي المجتمعات يكمن في إرساء وترسيخ قيم التعايش السلمي والتسامح والتعددية والوسطية والاعتدال، وهو ما جعل منها مهدا للسلام والمحبة، وملتقى للتنوع الديني والثقافي والحضاري، وهو النهج الذي تعزز بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه،  وبدعم ومآزرة كبيرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله وضع المملكة في مكانة عالمية رفيعة كنموذج يحتذى به في التعايش السلمي والحريات.

وتأتي الزيارة التاريخية الأولى التي يقوم بها قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان  لمملكة البحرين خلال الفترة من الثالث إلى السادس من نوفمبر الجاري، تلبية لدعوة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، لتضيف بعدا جديدا إلى هذه العلاقات، عبر ما تحمله من رسائل تؤكد على أهمية التعاون الإنساني المشترك واحترام الأديان وتقبل الآخر لتحقيق السلام والوئام بين مختلف الشعوب والمجتمعات، باعتبارها السبيل الوحيد أمام تحقيق تطلعات شعوب العالم في السلام والرخاء والتنمية، وهو ما أكده الكاردينال بيترو بارولين وزير خارجية الفاتيكان من أن زيارة قداسة البابا لمملكة البحرين تشكل علامة على الوحدة والحوار في لحظة تاريخية مهمة.

كما أنها تؤكد على ريادة مملكة البحرين وحجم التقدير والاحترام العالمي لجهودها في نشر قيم التعايش والتعددية وحرية المعتقد وقبول الآخر في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله، من خلال الجهود والمبادرات العالمية الرائدة التي أطلقها جلالته، والتي نالت إشادة وتقدير المجتمع الدولي.

ويجسد "ملتقى البحرين للحوار- الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، والذي يُعقد تزامنًا مع هذه الزيارة التاريخية، بمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، مبادرة جديدة تقودها مملكة البحرين لتحقيق التقارب بين الشرق والغرب، وتعزيز التعايش بين الأديان والثقافات ونبذ الفرقة والتعصب والكراهية.

وبالرغم من حداثة تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين ودولة الفاتيكان والذي يعود رسميا إلى 12 يناير 2000م، إلا أن السمات والقواسم المشتركة التي تجمع البلدين، والسعي المشترك نحو تحقيق الأهداف والغايات النبيلة لخدمة الإنسانية، قد شكلت عاملا جوهريا في الارتقاء بهذه العلاقات ووصولها إلى مستويات متقدمة للغاية، بدءا من الزيارة الملكية السامية لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه لدولة الفاتيكان في نوفمبر 1999 وهو العام الأول من تولي جلالته مقاليد الحكم، حيث التقى جلالته مع بابا الفاتيكان الراحل البابا يوحنا بولس، لتعكس رؤية جلالته السامية في مد جسور التواصل والتعاون بين الشرق والغرب، ويد مملكة البحرين الممدودة بالسلام والمحبة للجميع.

وقد أعقبها زيارة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، إلى الفاتيكان للمرة الثانية في مايو 2014 بدعوة من البابا فرانسيس، والتي أرست دعائم التفاهم والتقارب والتعاون المثمر بين البلدين.

ومواصلة لهذه العلاقات المتميزة بين مملكة البحرين والفاتيكان  قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله  في شهر فبراير من عام 2020 بزيارة إلى الفاتيكان حيث التقى سموه بقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان مثمنا سموه  الجهود الحثيثة التي يبذلها قداسة البابا فرنسيس ودولة حاضرة الفاتيكان في مد جسور التفاهم والتسامح وتأكيد القيم الإنسانية المشتركة التي تلتقي حولها مختلف الأديان والحضارات ونشر قيم التسامح والاعتدال.

وتبعتها زيارة سعادة وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إلى مملكة البحرين في 19 مايو 2014، ثم زيارة سعادة السفير المطران فرانسيسكو مونتيسيليو باديليا، سفير الكرسي الرسولي لدى الفاتيكان، المعتمد لمملكة البحرين والمقيم في دولة الكويت مع الوفد المرافق له إلى مملكة البحرين، في ديسمبر 2016، لتؤكد جميعها على حجم ومستوى التقارب والتفاهم الذي يجمع بين البلدين، ومساعيهما الحميدة نحو إرساء القيم الإنسانية النبيلة لترسيخ السلام والتعايش والمحبة بين الشعوب، من أجل نماء وازدهار حاضرها ومستقبلها.

شارك الخبر على