سبكتيتور الغزو الصيني لتايوان...على الأبواب

أكثر من سنة فى الرأى

في تشرين الأول انتخب شي جين بينغ لولاية ثالثة على رأس الحزب الشيوعي في الصين، "ماو الجديد!"، هكذا كانوا يهتفون له في المؤتمر الوطني العشرين للحزب.

قطع الرئيس جيمي كارتر العلاقات مع تايوان لصالح الصين. على واشنطن الالتزام بالدفاع عن الحلفاء، لكن واشنطن غير ملزمة بالدفاع عن تايوان.إنه تقييم دقيق حسب جيسون مورغان، أستاذ مشارك في جامعة ريتاكو في كاشيوا باليابان، في مقال بـ "سبكتيتور" البريطانية، مضيفاً "كان خليفة ماو، دنغ شياو بينغ، هو الذي قصر الرئاسة على فترتين في 1982 وهي القاعدة التي كسرها شي الآن".

وتابع أن "الهدف من قاعدة الولايتين كان الحد من الفوضى التي تنجم عن عبادة المسؤولين، التي كرسها ماو ورفاقه خلال حكمه مدى الحياة على رأس الصين. أراد دنغ أن يجعل الصين غنية بما يكفي حتى لا يهتم مواطنوها بأنهم ليسوا أحراراً. ولذلك كان في حاجة إلى القانون والنظام، وليس الحرس الأحمر الذي يضرب معلمي المدارس الإعدادية. ولتكريس القانون والنظام، كان دنغ يعلم أنه في حاجة إلى الحفاظ على سير التحول السياسي في بكين بخطى جيدة. لا مزيد من المهووسين الذين يحكمون مدى الحياة مثل ماو حتى تتحول البلاد إلى خيمة شيوعية عملاقة. فترتان في الحكم تكفيان".

سرت القاعدة بنجاح لبرهة من الوقت، يقول الكاتب، حتى صعود شي للسلطة بالطريقة المعتادة، اغتيال القضاء، والخطف، والاحتيال. وعلى غرار آخرين، يدرك شي أن فقدان السلطة، أو حتى الظهور وكأنه يتركها تفلت من قبضته لحظات، دعوة لاغتيال انتقامي فوري. وسيحتفظ بالصولجان حتى تظهر قسوة الموت. تماماً كما فعل ماو".

رومانسية الثورة يشبه شي ماو بطريقة أخرى أيضاً. كان السياسيون الصينيون بعد ماو في الأساس نمطيين داخل الحزب المركزي، بيروقراطيين غير مؤثرين يمكن استبدالهم، باستثناء جيانغ زيمين المجنون" على حد وصف الكاتب. كان "المصير التاريخي للحسابات المصرفية في سويسرا" العامل المحرك لنخبة الصين بعد ماو ودنغ، لا شي، رغم ذلك. شي شخص رومانسي، على حد تعبير الكاتب، يؤمن بالاشتراكية الصينية. إنه "يؤمن بها كثيراً لدرجة أنه على استعداد للمخاطرة بحرب عالمية لرؤيتها منتشرة على الأرض بلسماً مهدئاً".

وأضاف "شي، مثل ماو، يريد أن تستمر الثورة. يريد رمي النرد الهيفلي بيده. ماركس ولينين، قوما من قبوركم وانطلقا!" من هنا، تمشيا مع نسخة المدرسة القديمة للحزب الشيوعي الصيني من "التاريخ"، والتي تدعي أن الصين مقدر لها محو كل "الإهانات" السابقة والعودة إلى مركز الجغرافيا السياسية، فقد أنزل شي العلم الأخضر في المعركة الكبرى الأخيرة التي ستجعل الصين عظيمة مرة أخرى، ونقصد بذلك، غزو تايوان.

سخرية تايوان و يبدو أن مواجهة الحزب الشيوعي الصيني مع "التاريخ"، وبقية المواجهة العالمية مع الحزب الشيوعي الصيني، تتجسد على جزيرة صغيرة في قوس أرخبيل كبير يضم أيضاً الفلبين واليابان.

في خطاب ألقاه في 2021 في بكين بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، حذر شي كل من يحاول معارضة الصين، في إشارة إلى تايوان، سيجد نفسه مضرجاً بفي الدماء". يبدو الرجل جاداً جداً.

وقال الكاتب: "نعم، لا شك أن شي يريد استعادة تايوان. المفارقة هي أن تايوان لم تكن أبداً جزءاً من الصين، فالتبت، وتركستان الشرقية، ومنغوليا، ومنشوريا ،ليست بأي معنى تاريخي "أراض صينية". ينطبق الشيء نفسه على تايوان، حيث لم يُظهر تشينغ إلا اهتماماً متقطعاً بها حتى 1854، عندما لفتت انتباه العميد البحري الأمريكي ماثيو سي بيري، وكان حديث عهد برحلته بالزوارق الحربية إلى اليابان. خلص مسؤولو تشينغ إلى أنه لا يستحق على الإطلاق خوض حرب مع البرابرة الغربيين على جزيرة تضم قبائل برابرة".

تبرأت أسرة تشينغ من تايوان، ولذلك أبرم بيري معاهدة مع زعيم السكان الأصليين التايوانيين بدل بكين. لكن إعادة صياغة "التاريخ" على غرار الحزب الشيوعي الصيني وصلت الآن إلى ذروتها، وبالتاريخ الموثق لتايوان رمي جانباً، بحسب الكاتب.

في 20 أكتوبر(تشرين الأول)، أثناء مؤتمر الحزب الشيوعي، تحدثت إلى سيكي هي، وهو ياباني مجنس غادر الصين بعد مذبحة المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في ميدان تيان أن مين. ويحلل سيكي الآن السياسة الصينية لصحيفة Sankei Shimbun اليابانية.

أوضح سيكي أن تايوان كانت جوهر الصفقة للسماح لشي بولاية ثالثة أميناً عاماً للحزب الشيوعي الصيني ورئيساً للجمهورية.

قال سيكي: "فاز شي بالأصوات المعارضة غير القليلة وحصل على الدعم لولايته الثالثة بعد وعد بحل مشكلة تايوان. كان التوحيد مع تايوان هو التبرير الأساسي الذي قدمه شي لتمديد حكمه لولاية أخرى حتى لو استخدم القوة للاستيلاء على تايوان، إذا لزم الأمر".

العامل الأمريكي ونقل الكاتب عن سيكي قوله: "يريد شي جين بينغ تجنب الحرب مع الولايات المتحدة، إذا عزت الصين الجزيرة".

وأوضح أن "لبكين أسلحة نووية...ستهدد الجيش الأمريكي وستحاول منع الجانب الأمريكي من التحرك" رداً على خطوة من جانب الصين.

قال سيكي: "لا يمكن للصين أن تكسب في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة لكن شي يراهن على أنه، بتصعيد الحرب الشاملة، سيتراجع الأمريكيون".

قال سيكي: " تايوان ليست جزءاً من الأمم المتحدة". واشنطن لا تعترف حتى بتايوان دولة. في 1979، قطع الرئيس جيمي كارتر العلاقات مع تايوان لصالح الصين. على واشنطن الالتزام بالدفاع عن الحلفاء، لكن واشنطن غير ملزمة بالدفاع عن تايوان. إن واشنطن تزود تايوان بالأسلحة فقط.

"هذه هي النقطة التي يركز شي انتباهه عليها، هل ستخوض واشنطن حرباً من أجل جزيرة ليس لها علاقات دبلوماسية رسمية معها؟".

شارك الخبر على