أوروبا تتحضر للأسوأ.. كيف تدبر غاز الشتاء الجديد؟

أكثر من سنة فى الرأى

من فرنسا إلى السويد، يتم تخفيض منظمات الحرارة إلى 19 درجة مئوية فقط في فصل الشتاء.

الأسبوع الماضي، أوردت صحيفة نيويورك تايمز أن أسطولا من الناقلات التي تحمل الغاز الطبيعي المسال، توقف رغما عنه، بسبب ازدحام مروري بحري قبالة سواحل إسبانيا.

بينما في فنلندا، حيث تعتبر حمامات الساونا الشديدة الحرارة هواية وطنية في تلك البلاد الباردة، تحث الحكومة الأصدقاء والعائلات على أخذ حمامات الساونا معاً لتوفير الطاقة.

يمثل المثالان السابقان رمزا للإجراءات التي تتخذها أوروبا لزيادة إمدادات الطاقة والحفاظ على الوقود قبل فصل الشتاء بدون الغاز الروسي.التكتيك الروسي ولقد أدى التكتيك الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتسليح الطاقة ضد الدول التي تدعم أوكرانيا إلى تحول مذهل في كيفية بحث أوروبا عن الطاقة وحفظها استعدادا لشتاء بارد.

ظاهريا، تتحد دول الاتحاد الأوروبي مع بعضها بعضا في مواجهة أزمة إمدادات الطاقة، إلا أن هذا الاتحاد تفكك في رحلة البحث عن بدائل للغاز الروسي منذ مارس/آذار الماضي.

وتم تزويد مواقع التخزين تحت الأرض في جميع أنحاء القارة بالكامل تقريبا، بإمدادات الغاز الطارئة؛ فيما ستبقى محطات الطاقة النووية المقرر إغلاقها في ألمانيا مفتوحة.

ومن فرنسا إلى السويد، يتم تخفيض منظمات الحرارة إلى 19 درجة مئوية فقط في فصل الشتاء، حتى أن سلوفاكيا تحث الناس على قصر فترة الاستحمام على دقيقتين فقط.

ومع اقتراب ديسمبر/كانون أول المقبل، حيث بدء برودة الشتاء الحقيقية في القارة العجوز، بدأت دول أوروبا تتحضر إلى تقنين الطاقة أو انقطاع التيار الكهربائي، مع خطوات تسريع استقلالها في مجال الطاقة.

قال سيمون تاجليابيترا الزميل البارز في Bruegel، وهي مؤسسة فكرية مقرها بروكسل، لصحيفة نيويورك تايمز، إن الخطوات التي اتخذتها الدول الأوروبية رائعة، وستؤدي على الأرجح إلى تغيير مشهد الطاقة.. "ستنجح أوروبا في الانفصال تماما عن روسيا".تكلفة هجرة أوروبا للغاز الروسي ومع ذلك، فإن تكلفة التحول بعيدا عن روسيا في إمدادات الطاقة عالية جدا وتعجز عنها شرائح واسعة من المجتمعات المحلية في أوروبا، ويمكن تقويض أمن الطاقة في أوروبا في الأشهر المقبلة.

وبينما تكيفت أوروبا مع التخفيضات الروسية الشديدة في صادرات الغاز -توفر روسيا الآن أقل من 10% من الغاز الطبيعي في أوروبا من 45% من إمدادات أوروبا قبل الحرب- ظلت أسعار الغاز مرتفعة تاريخيا, مما أدى إلى إغلاق الشركات كثيفة الاستهلاك للطاقة.

الشركات في قطاعات المعادن والحديد والبلاستيك والألمنيوم هي في إجازة رغما عنها، لعدم قدرتها على الإنتاج والبيع وفق الأسعار الحالية، بينما تقوم الحكومات بإصدار المزيد من الديون لحماية الأسر والشركات من ألم فواتير الطاقة.

وقد يقرر بعض الأوروبيين أنهم ليسوا مستعدين بعد كل شيء، لتقديم تضحيات إضافية لأوكرانيا مع ارتفاع فواتير الطاقة المنزلية؛ فقد اندلعت احتجاجات في الشوارع ضد ارتفاع تكاليف المعيشة في باريس وبراغ وأماكن أخرى، مما أدى إلى تقويض الجبهة المتحدة لأوروبا لفرض عقوبات على روسيا.

وحسب مجموعة Rystad Energy الاستشارية، فإن أوروبا لديها مخزون كافٍ من الغاز للبقاء على قيد الحياة هذا الشتاء ما لم يكن الجو شديد البرودة، بينما انخفضت أسعار الغاز الطبيعي إلى أدنى مستوياتها منذ يونيو.

وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها السنوي الشهر الماضي، إن أوروبا قد تواجه شتاء أشد قسوة العام المقبل مع نفاد مخزونات الغاز الطبيعي وبسبب بطء وصول الإمدادات الجديدة لتحل محل الغاز الروسي، بما في ذلك زيادة الشحنات من الولايات المتحدة أو قطر.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على