من بين جميع رؤساء لبنان، في رئيس واحد دخل بعبدا محاطاً بالشعب، ليخرج منو بدعم شعبي اكبر...

أكثر من سنة فى تيار

بتاريخ الجمهورية اللبنانية، من إيام الانتداب لليوم، 19 رئيس توالو على رأس الدولة اللبنانية.
وإذا كان الرئيس ال13 من تاريخ إعلان الدستور والجمهورية ب23 ايار 1926 هوي بشير الجميل، فالرئيس ال13 من تاريخ اعلان الاستقلال هوي العماد ميشال عون.
رئيس الاستقلال بشاره الخوري، مُنع من إكمال ولايتو التانية بعد التجديد، بفعل ثورة 1952، واضطر يغادر الحكم ويسلم السلطة لحكومة انتقالية برئاسة قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب.
الرئيس كميل شمعون، فتى العروبة الأغر، يللي ارتبطت بإسمو معالم إزدهار لبنانية كتيرة، إنمائياً وفنياً ورياضياً، أكمل ولايتو حتى اليوم الأخير، لكنو سلم الحكم للخلف على وقع ثورة 1958، يللي اعتُبرت ميني حرب، ونوع من بروفا أو مقدمة لحرب ال1975.
الرئيس فؤاد شهاب، الرمز الإصلاحي الكبير، يللي وضع أسس دولة المؤسسات، غادر السلطة تحت وطأة اتهامات بقمع الحريات العامة من خلال ما عرف بالمكتب الثاني. اما امتدادو السياسي، أي الرئيس شارل حلو، فأنهى ولايتو تحت ازيز رصاص ودوي قنابل الاعتداءات الاسرائيلية يللي كان ابرزها حرق الطائرات اللبنانية بالمطار، والانتهاكات الفلسطينية لسيادة لبنان، يللي كرسها وشرعها اتفاق القاهرة ب3 تشرين الثاني 1969.
أما الرئيس سليمان فرنجية، رئيس ال”وطني دائماً على حق”، يللي ارسل الطائرات الحربية لدرك المسلحين بالمخيمات الفلسطينية، فانتهى عهدو ببداية حرب 13 نيسان 1975، وانتخاب رئيس جديد قبل أشهر من نهاية الولاية بفعل مشروع الحل السوري يللي أعد بوقتها للبنان.
وإذا كان الرئيس الياس سركيس بدأ عهدو على وقع الاجتياح السوري، فنهايتو اتت بظل اجتياح اسرائيلي واغتيال الرئيس بشير الجميل، وانتخاب شقيقو امين، يللي انطلق من 17 أيار، لينتقل للخيار السوري، ويغادر لبنان بعد اجتياح ميليشيا القوات اللبنانية لمعاقل الميليشيا التابعة إلو بالمتن الشمالي، وتسليم حكومة انتقالية برئاسة قائد الجيش العماد ميشال عون.
أما بعد اغتيال الرئيس رينيه معوض، فاختارت الوصاية السورية الياس الهراوي، يللي ترك قصر بعبدا بعد تمديد ولايتو تلات سنوات، على وقع دولة فاقدة للحرية والسيادة والاستقلال، ليسلم الرئيس اميل لحود، يللي تحقق تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي على عهدو، لكنو ترك قصر بعبدا بعد التمديد، تحت صدمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما تلاها من ازمة سياسية بالبلاد، تاركاً قصر بعبدا للفراغ، ثم للرئيس ميشال سليمان، يللي اختير اثر اتفاق الدوحة، لكنو غادر فيما لبنان مهدد بالارهاب، والنزوح السوري يهدد ديموغرافيا البلد واقتصادو الضعيف، يللي بدأت علامات انهيارو بالظهور.
لكن، من بين جميع رؤساء لبنان، في رئيس واحد دخل بعبدا محاطاً بالشعب، ليخرج منو بدعم شعبي اكبر. أما السبب فبسيط، وما بيقتصر على الانجازات الخمسة الاساسية يللي حققها بعهدو: بدءاً بتحرير الجرود والعسكريين من قبضة الارهاب، مروراً بتصحيح التمثيل الميثاقي حكومياً وادارياً، وعبر قانون انتخاب نسبي منح المنتشرين للمرة الاولى بتاريخ لبنان حق الاقتراع، ووصولاً الى اقرار اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وخلخلة منظومة الفساد وتطويقها بالتحقيقات القضائية والتدقيق الجنائي، فضلاً عن رفض صفقة القرن والتوطين ودمج النازحين.
فالعماد ميشال عون خرج من بعبدا اليوم بفخر، وعاد للرابية بفرح بعد نهاية مهمة، ومش مسيرة. أما الدعم الشعبي يللي ما تغير، لا بل زاد، فتفسيرو الوحيد انو اللبنانيين بيعرفو انو ميشال عون صادق، وانو محاولة رمي المسؤوليات بكل الكوارث يللي ضربتنا عليه، امر ظالم ومجافي للحقيقة، وما بيمر.
وبالنهاية، اثبت ميشال عون اليوم مجدداً، ومتل كل يوم من مسيرتو الطويلة، بدءاً بالجيش، مروراً برئاسة الحكومة والمنفى والنضال السياسي والنيابي وليس انتهاء برئاسة الجمهورية، انو رصيدو الاول والاخير هوي محبة الناس، وانو الحالة اللبنانية يللي بمثلها، كانت وبعدها ورح تبقى موجودة وفاعلة، فنحن اقوياء، ونحن من سيكتب التاريخ.

شارك الخبر على