الطلاب يكرهون اللغة لهذه الأسباب ولابد من مجمع لغوي في البحرين

أكثر من سنة فى البلاد

عشق مهنة التعليم فأعطى، وكان بمثابة الأب والصديق.. فمازال طلابه يقدرونه. وللغة العربية نصيب من اهتمامه فتخصص فيها منتسبًا إلى جامعة بيروت العربية.

التقينا السيدعبدالله العالي في هذا الحوار متذكرًا أبرز محطاته ومبينًا حال اللغة العربية اليوم.

حدثنا عن مرحلة الدراسة؟

- بدايةً أنا درست في المعهد العالي للمعلمين بعد أن عرض علي الالتحاق به، وكانت فترة دراسة طبيعية تخلو من الصعوبات. لاحقًا واجهت صعوبة أثناء دراسة اللغة العربية بجامعة بيروت العربية في لبنان بنظام الانتساب، لأنك تعتمد على ذاتك في المذاكرة، كان الامتحان فقط يقدم بالخارج. فتضطر إلى السفر لتقديم الامتحانات، وأحيانًا كان يصادف أن تكون هناك نزاعات أهلية فيتم تأخير فترة الامتحانات وربما تضطر أن تعود إلى بلدك ثم تعود لتقديم الامتحان.

هل كانت لك اهتمامات أخرى أثناء المرحلة الجامعية؟

- لكل شخص هواياته الخاصة، بالنسبة لي كان التصوير من ضمن هواياتي. في هذا المجال كانت هناك العديد من المواقف التي تستدعي التصوير وكانت تستدعي التعامل مع الأماكن والأشخاص المراد تصويرهم. ومن ناحية أخرى، أنا لم أقتصرعلى التصوير فقط، إنما أيضًا على تحميض الأفلام، فالتصوير لم يكن كما هو الحال اليوم.

هل التعليم مهنة صعبة وكيف كان التعامل مع سلوكيات بعض الطلاب؟

- في الواقع لا أعتقد أن مهنة التعليم صعبة، أنا عشقت التعليم لدرجة كبيرة جعلتني أحصل على الترقيات بسرعة في المجال التعليمي، فلم أعانِ من أي صعوبات. بل بالعكس شعرت بأني قادر على العمل في مهنة التعليم وفي مجالات التربية. والحمد لله لم أعانِ من سلوكيات الطلاب كثيرًا، بسبب حبي للتعليم استطعت أن أروِّض تلاميذي والكثير منهم كان يحب دروسي. فلم تحصل لي أي مشاكل، ربما كانت هناك مشاكل بسيطة جدًّا من بعض الطلاب ولم تكن تمثل ظاهرة.

هل كان هناك اختلاف في طريقة التعامل مع الطلاب من خلال التدرج في المراحل التعليمية؟

- بالطبع، بدايةً كنت أُعلِّم في المرحلة الابتدائية ثم انتقلت إلى الإعدادية ثم إلى الثانوية. ولكل مرحلة خصائصها، مرحلة الطفولة في الابتدائية لاشك في أنها تحتاج إلى أن تتعامل معهم وفق خصائصهم كأطفال. بينما في المرحلة الإعدادية تتعامل معهم كمراهقين، فبالتالي تكون العلاقة أقرب إلى الصداقة كما أنهم يحتاجون أيضاً إلى الإرشاد. وفي المرحلة الثانوية، تتعامل معهم كرجال وكأشخاص بالغين. فبالتالي اختلاف التعامل ينشأ من خلال التعامل مع خصائص الطلاب في كل مرحلة.

هل اختلفت طرق التدريس عن ما كانت عليه في السابق؟

- طبعاً اختلفت ولكن لا شك أن لكل زمان ولكل ظرف طرقه. في السنوات السابقة كنا نؤكد على عملية الحفظ وقد يسلتزم ذلك أيضًا شدة من المدرس، كذلك كنا نعتمد على كثرة الواجبات المنزلية، وهي كذلك كانت تعتمد على الحفظ وعلى تسجيل ما هو موجود في الكتاب.أما اليوم لا يعود الطالب على الحفظ بمقدار ما يعود على تحليل المادة ومناقشتها. كذلك لا يتم اللجوء إلى الضرب والشدة كما هو في السابق، بل يتم توفير وسائل ومعينات تعليمية تساعد الطالب على أن يتفاعل مع المادة.

كيف تصف مستوى اللغة العربية بين الطلاب اليوم؟

- مستوى اللغة العربية بين الطلاب أولًا يعتمد على مستوى الطلاب نفسهم.لكن حقيقةً الطلاب لم يكونوا يعشقون اللغة العربية إلا ما ندر منهم، فبالتالي قلة من الطلاب الذين يستطيعون أن يتأثروا باللغة العربية، ويجعلونها جزءًا من أحاسيسهم وحواراتهم، ويسعون للحفاظ عليها كما هي. لكن الكثير من الطلاب تغلبت لديهم اللهجة على اللغة العربية الأم. وبالرغم من أنها لهجات عربية لكنها تختلف عن اللغة الأم.

الجيل الحالي يخلط بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية في الحديث، ما مدى خطورة هذا الوضع؟

- اللغة العربية هي اللغة الأم، وبالتالي حينما يتحدث الطالب باللغة العربية ويخلط بينها وبين اللغة الإنجليزية في غير مناسبة لاشك أن هذا يؤثر على لغته وقد لا يستطيع أن يضبط اللغة العربية الضبط الصحيح نتيجة لتأثره باللغة الأخرى.

صعوبة النحو مشكلة أزلية في المدارس الحكومية والخاصة، ما السبب في وجهة نظرك؟

- لا شك أن النحو يعتمد على قواعد تحتاج إلى الحفظ بدايةً وتحتاج إلى التطبيق والممارسة. الكثير من الطلبة قد لا يحفظون قواعد اللغة العربية فتؤثر على مستواهم في التعامل مع المادة، كما أن الكثير من المعلمين يتساهلون في حل التطبيقات. فبالتالي تبقى اللغة العربية بقواعدها النحوية صعبة لدى الكثير من الطلاب إلا الذين يسعون سعيًا جادًّا لممارستها باللغة السليمة.

برأيك كيف يمكن أن يعالج ضعف اللغة العربية عند الطلاب؟

- المعالجة أولًا تعتمد على الحفظ، حفظ الكتب الأدبية والكتب اللغوية الراقية التي يسعى مؤلفوها إلى الجهد لأن تكون كتباً رصينة، ككتب نهج البلاغة وكتب الأدباء مثل طه حسين وغيره. والأهم من ذلك حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية. ومن الضروري ممارسة اللغة حتى يستطيع الطالب أن يحسن من لغته.

هل ترى أنه من الأهمية إنشاء مجمع للغة العربية في البحرين؟

- ضروري وجود مجمع للغة العربية في البحرين.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على