قمة الإنسانية غاب عنها الكبار

ما يقرب من ٨ سنوات فى أخبار اليوم

< هل نقتل المدمنين وتجار المخدرات بعد دعوة رئيس الفلبين التخلص منهم ومن شرورهم؟ <

الرقم الذي اعلنته الأمم المتحدة منذ أيام يدعو إلي الفزع.. نحو ٦٥ مليونا من البشر تركوا الوطن والذكريات، وكل ما يملكون من أرض ومال هربا من التدمير الوحشي والقتل والتخريب بسبب الصراعات والانقسامات الداخلية التي من صنع الساسة الكبار.. وكل يوم تنقل الأقمار الصناعية مشاهد الأطفال القتلي فوق الشواطيء! والآباء والأمهات وهم يحملون أكياسا بها كل ما خرجوا به من الدنيا!! ملابس قليلة تستر أجسادهم، ودمي تحتضنها أطفالهم!
انها حقا صور باكية للإنسانية تجعلك تذرف الدموع، لكنها للأسف لأنها أصبحت مكررة جفت الدموع، واصبحت أمرا طبيعيا وتخرج الأصوات لمجرد المواساة، وبدلا من التحرك في اتجاه اتخاذ حلول سياسية للمشاكل لوقف تدفق المهاجرين اعلنت الدول الكبري عن اجراءات صارمة لاغلاق حدودها، وتحرك طائراتها في دوريات لمدة ٢٤ ساعة للكشف عن أي قوارب حاملة للمأساة.. ومن هنا كانت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة من واقع مسئولياته لعقد «قمة الإنسانية» في اسطنبول بتركيا في آخر مايو الماضي.. وبعد مشاورات مكثفة مع قادة ١٥٣ دولة و٢٣ ألف شخصية افترض الأمين العام ان قلوبهم ستتحرك لسد احتياجات هؤلاء النازحين والعالقين والفارين، ويحدوه الأمل في الدول الخمس الكبري «أعضاء مجلس الأمن» حتي يضطلعوا بمسئولياتهم، ويقدموا ما هو أفضل للبشرية، وان يتحلوا بالقيادة السياسية ونبذ الصراعات التي طال أمدها.. وبلغت قسوتها لدي السوريين الذين لم يعد لديهم حتي القدرة علي الفرار، ولا إسقاط المعونات الغذائية بالطائرات، وانتشرت بينهم الأمراض خاصة الأطفال.
والمتابع لخريطة الحروب الداخلية والصراعات تجدها في تصاعد بعد ان كانت قد شهدت انخفاضا في أواخر تسعينيات القرن العشرين وأوائل القرن الحالي، لترتفع من ٤ نزاعات كبري عام ٢٠٠٧ إلي ١١ نزاعا عام ٢٠١٤، ويتكبد العالم خسائر اقتصادية تقترب من ١٤٫٣ تريليون دولار، تمثل ١٣٫٤٪ من الاقتصاد العالمي. ويسجل المشهد أن ثلث هذه الحروب الأهلية اشتركت فيها جهات خارجية لدعم طرف أو أكثر في النزاع.. وقد ارتفعت دعوات الأمم المتحدة لجميع دول العالم بالعمل لايقاف هذه الصراعات والتوصل إلي حلول سياسية لانقاذ المدنيين خاصة بعد ان استهدفت بعض الاطراف سيارات الاسعاف والمتطوعين من هيئة الاغاثة.
وفي القمة التي غاب عنها الزعماء والقادة كشفت المناقشات عن ان الصراعات امتدت لانتهاك حرمة النساء والفتيات وبيعهن كرقيق للجنس، وتعرضت المدارس والمستشفيات ودور العبادة لقصف بالقنابل، والآثار التي صمدت أمام الزمن لآلاف السنين تحولت إلي رماد.
وأمام غياب القادة ذهبت كل أهداف القمة أدراج الرياح.. وكان أهم ما اعلنت عنه الولايات المتحدة الأمريكية قبولها عشرة آلاف مهاجر سوري. وفي الوقت نفسه غابت الالتزامات لعلاج الظاهرة من جذورها خاصة في سوريا واليمن وليبيا والصومال والعراق ونيجيريا ليشهد العالم نزوحا للمزيد خارج الأوطان.
وعلي طريق الأمل يجري الاعداد لقمة جديدة في نيويورك لوضع خطة تمتد حتي عام ٢٠٣٠ تستهدف ادماج الفارين والمشردين في المجتمعات ومنحهم القدرة علي العودة لديارهم، أو توطينهم في أماكن أفضل تصون كرامتهم وتمنحهم قدرة الاعتماد علي النفس، والاتفاق علي التزامات فردية وجماعية من الدول الكبري، وانشاء صندوق لتبني تعليم أطفال اللاجئين، وسد فجوة تمويل الاغاثة والتي تقدر بنحو  ٢ مليار دولار.
القتل للمدمنين!
الإثنين :
منذ أيام خرج علينا رئيس الفلبين رودريجو دوبترتي ليدعو لقتل مدمني وتجارة المخدرات .. بيان الرئيس الفلبيني بعد تنصيبه جاء حاسما إذ قال مخاطبا للشعب اذا كنتم تعرفون أي مدمن لا تترددوا في مواجهته وقتله.. الكلمات اصابت الرعب لدي تجار المخدرات وسارع عدد كبير منهم بتسليم نفسه للسلطات حتي لا يلقي حتفه وذلك بعد ان تم قتل العشرات من المشتبه فيهم.
والسؤال لو طبقنا مثل هذا القرار في مصر هل نقتل نحو ستة ملايين مدمن في مصر؟ ان الحكومة تتعامل مع هؤلاء كمرضي يحتاجون إلي العلاج وليس القتل، بل وخصصت لهم رقم تليفون مجاني للاتصال به سواء من الأسرة أو المريض الراغب في العلاج.. ان الدولة انشأت صندوقا لمكافحة الإدمان اعتمدت في خطته القومية نحو ربع مليار جنيه لعلاج الشباب وتوفير الوقاية لهم باعتبارهم القوة الإنتاجية للوطن، ومستقبله.. وقد حققت هذه الخطة الكثير من الانجازات واعادة المرضي للشفاء والحياة السوية خاصة بعد ان شارك كل من كتب الله لهم الشفاء المشاركة في الحملات التي استهدفت المدارس والتجمعات العمالية والأندية. كما يشارك فيها ابطال مصر الرياضيون.
إن الأمم المتحدة لم تغفل جريمة الاتجار فانشأت مكتبا دائما في فيينا له ٢٠ مكتبا اقليميا في مختلف دول العالم ومنها مصر بهدف التصدي لهذه الجريمة العابرة للحدود، وتوفير الحماية للاطفال، خاصة بعد ان بدأت العصابات استخدام هؤلاء الاطفال في جرائم الاتجار بالبشر والمخدرات.. واستحدثت الأمم المتحدة شبكة الشباب العالمية لجمع المعلومات واعادة بناء قدراتهم وتنفيذ مشاريع للوقاية.
وانشيء المكتب الإقليمي لمكافحة الجريمة والمخدرات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مصر عام ٩٧، وبالتعاون بينه وقوات حرس الحدود المصرية تلقي قواتنا القبض علي كثير من المهربين وكميات الهيروين والكوكايين والاقراص المخدرة.. وفي احدث تقارير الأمم المتحدة اشادت بجهود المكتب الاقليمي بتنبيه الحكومات للتوعية بالاثار المدوة للمخدرات علي الفرد والأسرة والمجتمع وايضا اطفال الشوارع في القاهرة الكبري.
العرس الحزين!
الثلاثاء :
هربا من كم الاعلانات الهائل خلال شهر رمضان، التي افسدت حق المشاهد في متابعة المسلسلات رغم ان الطابع الغالب عليها القتل وممارسة العنف والأمراض النفسية اتجهت لمتابعة بطولة أوروبا لكرة القدم، والتي اقيمت في باريس.
البداية كانت غير مبشرة.. اشتباكات في الطرق بين الجماهير الروسية والبريطانية المتعصبة، ويلقي الأمن القبض علي عدد كبير منهم ويقوم بترحيل البعض منهم خارج البلاد، ويصدر الاتحاد الاوروبي قرارا بفرض غرامة علي الاتحاد الروسي ١٥٠ ألف يورو.
والواقعة المؤسفة الثانية تمثلت في القاء الألعاب النارية علي أرض الاستاد خلال مباراة البانيا ورومانيا، ورصدت الكاميرات الفاعل وتم القاء القبض عليه.
والمشهد الثالث  كان نزول مشجع سويسري إلي أرض الملعب اثناء المباراة، واتجه إلي معشوقه رونالدو الذي افلت منه، ونزلت الشرطة وقبضت علي المشجع المختل. ويتكرر المشهد في النهائي خلال مباراة فرنسا وبرازيل أوروبا «البرتغال»، وتقوم الشرطة بواجبها. وهذه المشاهد تختلف عما حدث في مباراة المصري والمحلة عندما نزل حسام حسن عدوا وراء أحد المصورين!، والحمد لله المشكلة انتهت صلحا لكن الدرس الفرنسي عدم تدخل أحد في اختصاصات الشرطة.
وباستثناء هذه البقع السوداء كان العرس في مجمله رائعا.. الجماهير في المدرجات تشكل لوحة رائعة بعد ان اخذ كل مشاهد موقعه من خلال البوابات الالكترونية، والكاميرات تتابعه.. ولكل يزين رأسه بالقبعات والتيجان الزاهية الألوان ومختلفة الأشكال، وكأننا نشاهد عرضا للأزياء الأولتراس جميع أفراده ارتدي «تي شيرت» الفريق الذي يشجعه بلون واحد.. ويأتون بحركات مدروسة، ويواصلون التشجيع حتي في حالة إصابة فريقهم بهدف.
وخلال المباراة تشهد الأب والأم ومعهما طفل الببرونة في فمه.. وجلس إلي جوارهما طفل أكبر قليلا يتسلق صدر أمه ليقبلها لأن الفريق الذي تشجعه الأسرة أحرز هدفا في تابلوه رائع، وتشهد أم في مباراة اخري أحد أطرافها ايطاليا  وهي تلقي بطفلها علي اللاعب الذي تشجعه وهو يطوف الملعب عقب الفوز!!
وترصد العيون في بداية كل مباراة الجماهير  والمدربين وافراد الفريق وهم ينشدون السلام الوطني من القلب وبصوت حماسي، تعبيرا عن الانتماء للوطن.. وتتردد الهتافات في جميع ارجاء الملعب ونتابع تحكيما حاسما، يرفع شعار لا حوار معه وليس معني ذلك انه لا يخطيء، بل يخطيء أمام الملايين ولا يفتح أحد فاه.. وفي أحد المشاهد تسلق اللاعب جسد خصمه، بل وعند نزوله مزق فانلته ولا يحتسب خطأ.
اللاعبون من جميع الفرق قمة في الاخلاق والود منذ بداية المباراة إلي نهايتها والخروج من الملعب، وكلما سقط أحد أسرع إليه منافسه لينهضه. وما ان تنتهي المباراة يتقدم الخاسر للفائز بالتهنئة وتبادل الفانلات.
المباريات نقلتها الأقمار الصناعية علي الأوروبي من جميع ملاعب مدن عاصمة النور، ويستمتع المشاهد بالكاميرات وهي تتكلم وتكرر الألعاب الحلوة من كل الزوايا، وتركز كاميرات أخري علي تحركات النجوم وتسجل لحظات الفرح والحزن وكان اكثرها تأثيرا سقوط رونالدو في الملعب وصراعه من اجل استكمال المباراة وصنع النصر، لكن في النهاية استسلم لكن الحلم تحقق.
 البطولة بحق درس لتأمين المباريات بالقانون علي الجميع ولكن لم يمر سوي بضعة أيام علي اسدال الستار عن العرس الذي نجحت الشرطة الفرنسية في تأمين نحو عشرة ملايين من الفرنسيين والمشجعين والسائحين حتي انقلب العرس إلي مأتم نتيجة الإرهاب الأسود الذي ضرب منتجع نيس الفرنسية بعد قيام خائن أكل وشرب وتعلم في مدارس فرنسا، وهو من أصل تونسي داعشي ليقتل بسيارة مصفحة ويصيب اعدادا كبيرة، ويستيقظ العالم علي هزة  تدفعه إلي وقفة وتوحد من أجل المواجهة بفكر جديد.
النداء الأخير
الأربعاء :
ارسلت من قبل رسالتين للمهندس خالد عبدالعزيز طالبا الافادة عن اسباب التأخير في الموافقة علي انشاء الاتحاد المصري للطب الرياضي المؤسسون اساتذة كبار في الطب والعلاج الطبيعي وهم من هيئات الاتحاد الرياضي للجامعات والشركات والشرطة والاتحاد العسكري والهيئات التعليمية.. الجهات الرقابية العليا وافقت علي اسماء كل المؤسسين وقدم احدهم تبرعا بمقر الاتحاد المقترح في مدينة اكتوبر.
والسؤال للمهندس خالد عبدالعزيز وزير الرياضة والشباب هل لم يتم عرض الاوراق عليك وقد مر عليها من الوقت الكثير جدا؟ وهل لم تقم ادارة العلاقات العامة بعرض ما نشرته الصحف بعد التقاعس عن انشاء الاتحاد المصري بينما هو الذي انشأ اتحادات الدول الافريقية المؤسسون يرون في اقامة الاتحاد واجب وطني لذلك عقدوا ١٤ مؤتمرا سيكون آخرهم يوم ٢٩ يوليو الحالي عن الخشونة المبكرة عند ابطال الالعاب الفردية ومن بينها الاثقال والتجديف والدراجات وبالتالي تخسر الدولة من يرفعون علمها في المحافل الدولية.
الان اوجه نداء اخيرا للمهندس خالد عبدالعزيز باعلان حقيقة التراخي او التأخير في اصدار قرار انشاء الاتحاد.. ان الامر شديد الغرابة.
فقدان الحفيد
فكرت اكثر من مرة في الذهاب الي قرية الصحفيين بالساحل الشمالي لكني فكرت اكثر لماذا الذهاب مع غياب الاحباب الذين تعمدت امضي معهم الوقت واتناول الطعام والسهر.. الاول الحبيب علي شلبي الذي فقد حفيده الذي يحمل اسمه.. الحفيد كان معشوق الجد الذي تولي تربيته ورعايته بسبب كثرة اسفار الاب «وائل» حتي بلغ درجة السنة النهائية في الصيدلة بتفوق وسعدت الاسرة بنجاحه اي سعادة وفكرت في عروس له.. ومنذ ايام استعد زملاؤه للاحتفال بحصوله علي الحفيد البكالوريوس واتفقوا علي اللقاء في الجامعة وبينما كان الحفيد يستقل سيارته جاءت سيارة نقل من الاتجاه العكسي مسرعة لتصطدم به ليلقي مصرعه علي الفور وإمعانا في جريمة قائد السيارة اطفأ انوارها اثناء الهروب حتي لا يلتقط احد ارقامها.. ليترك الحسرة والحزن للاسرة جميعا الجد والجدة والاب والام.. واذا كان السائق القاتل قد ظن انه هرب من عدالة الارض فعليه ان يعلم ان عدالة السماء في انتظاره.. ولجأ الاب وائل الي تعزية السماء باصطحاب زوجته لاداء العمرة.
رحم الله الحفيد.. وألهم الاسرة خالص العزاء
علاء رزق
الزميل الذي افتقدته في مصيف هذا العام هو علاء رزق وهو احد مؤسسي قرية الصحفيين برفقة الراحلة ابتسام الهواري.. عملا سويا علي انجاز المصيف واحيائه من العدم الي ان اصبح مفخرة للساحل وذهب علاء الي المصيف مبكرا لإعداده لزيارات الاسرة وخلال تواجده عاوده مرض الجهاز التنفسي بشدة لذا اسرع الزملاء بالقرية من الفنيين والامن محمد عبده ومحمد عبدالمقصود وزكريا وابراهيم بنقله بسيارة اسعاف الي القاهرة حيث نفذ السر الالهي.. رحم الله العزيز علاء رزق المحرر القضائي السابق بالاخبار.
لحظة تأمل
ذنب طلاب الثانوية العامة في رقبة وزارة التربية والتعليم.

شارك الخبر على