هجمة قذرة برعاية «المثلية الجنسية»

أكثر من سنة فى الرأى

علينا اليوم أن نحدد ما هي معايير القيّم الاجتماعية والأصول الثقافية والسياسية وشكل المجتمعات العالمية بعباءاتها الدينية أو الأخلاقية، خصوصا في غرب آسيا وشمال أفريقيا العربية، كي نفهم أو نحاول الفهم لسؤال يهبط علينا كل يوم منذ سنيات قليلة مفاده الحرية الجنسية، وما تقدمه دول العالم الغربي من إساءات للبلاد المحافظة في نصف الكرة الأرضية الشرقية، وكل ذلك لتمرير قوانين تؤطر إباحة المثلية الجنسية أو مسماها الأصلي وهو الشذوذ الجنسي، ومن هنا ننطلق الى ما تستغله مراكز إدارة العالم الخفي للنيل من قيم وأخلاق المجتمع ا?إسلامي والمسيحي في مهد الديانات.

مع اقتراب موعد إقامة كأس العالم لكرة القدم في قطر، تواجه الدوحة هجمة شرسة وتبليغات قانونية واتهامات فضفاضة ونعتاً بأوصاف لا تقيم وزنا لدولة محافظة كما يعرفها العالم، يزيد عليها طلبات غير قانونية بوقف استضافة الدوحة للمونديال العالمي، وبغض النظر عن الادعاءات السابقة بكيفية حصول قطر على حقوق إقامة المونديال، والتي لم تنل حظاً من التوفيق، فقد جهزت الدوحة أكبر وأحدث طرازات الملاعب، وباتت على مرمى كرة من افتتاح الفعالية الكبرى التي ينتظرها عشاق الكرة والمنتخبات الكروية العالمية، لتخرج اليوم مؤامرة جديدة عنوانها?رفض الدوحة لرفع علم المثلية الجنسية المقيتة.

القصة هنا لم تعد قصة دولة صغيرة المساحة وما استطاعت فعله على الساحة السياسية الدولية، وأبرزها مساعدة الولايات المتحدة في تقاربها مع حركة طالبان كمثال لم يستطع أحد فعله، ودعمها لحركات التحرر، وغيرها من الاختراقات العالمية في مشاريعها الاقتصادية، فضلاعن دعمها للفلسطينيين وتدفق الأموال على غزة كي تستمر الحياة هناك، ولكن القصة الأكبر هي دول ومراكز قرار وجمعيات إفساد الأخلاق ساءها ما يحمله المجتمع القطري من أخلاق رفيعة، بعيداً عما نحبه أو لا نحبه في السياسة، تريد تمرير قانون عالمي لإباحة الشذوذ ورفع أعلامها في?معقل الدين والأخلاق.

أكثر من ذلك يقول أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن بلاده تعرضت منذ أن نالت شرف استضافة كأس العالم لحملة غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مضيف، وإنها تعاملت مع الأمر في البداية بحسن نية، بل رأت "أن بعض النقد إيجابي ومفيد».

«ولكن ما لبث أن تبيّن لنا أن الحملة تتواصل وتتسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير حتى بلغت من الضراوة مبلغًا جعل العديد يتساءلون للأسف عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وراء هذه الحملة"، يضيف الشيخ تميم.

ومن ذلك تنبرّي صحيفة ايديعوت احرونوت، العبرية اليسارية، بتقرير ممل جدا يهاجم قطر لعدم السماح للمثليين حضور المونديال، كما لو أنها احتلت نصف القارة الأرضية وأبادتها، فيما خرجت منظمة هيومن رايتس ووتش بتقرير مماثل يدعي أن قطر التي تمنع قوانينها الشذوذ الجنسي، وتسجن المثليين من الجنسين، وتتباكى المنظمة على حقوق الشاذين المقهورين، وهي التي لم تبك على قتل أطفال وشباب وعجائز فلسطين وسوريا والعراق وليبيا واليمن والمسلمين على يد الهندوس وحكومة مينامار، أو حركة الاحتجاز للأطفال من بين يدي أهاليهم اللاجئين في النروي? والسويد بأكثر من عشرين ألف طفل، والمسيحيين الذين قتلوا أو هجروا قسرا على أيدي داعش وحزب الدعوة في العراق أو شرق سوريا.

فيما لا تزال الكثير من المحطات الغربية تتداول تلك التقارير بالتباكي على ما يسمونه مجتمع الميم، ذلك المجتمع الصغير الذي تم قمعه في هنغاريا بالعصي والمياه القذرة وفي روسيا التي تمنع تماما ظهور مثل تلك المظاهر الشاذة، وعديد من دول شرق أوروبا وشرق آسيا التي تتعاطى معهم كملوثين للبيئة الصالحة والمجتمعات المتآلفة، وكل ذلك يتم بدعم عالمي لتغيير سيكولوجية المجتمعات وإعادة بناء مجتمعات هجينة، وتنصيب العديد من اولئك الشاذين في مراكز حكم طاعة لولي أمرّ صاحب القرار العالمي.

على الأشقاء في قطر ألا يخضعوا لأي من تلك المطالبات الاملائية وغير القانونية ولا السماح لتدنيس فعاليات المونديال وأرض بلادهم إرضاء لحفنة من شواذ السياسة ومراكز السيطرة العالمية، فتلك سيادة وطنية، وكما أنفقت الدوحة مليارات الدولارات لاستضافة المونديال عليها أن تدافع عن قيمنا جميعا، ولسنا وحدنا، فتلك الجائحة الجنسية التي تريد إغراق العالم، ينبذها اليهود والمسيحيون والمسلمون وأصحاب المعتقدات معاً، ورغم أن الشذوذ موجود بيننا ولا أحد يستطيع كبح جماحه، فإن تنكيس راية المثلية هو انتصار أهم من انتصارات العالم غير ا?حرّ كما اكتشفناهم متأخرين.

ختاما: سأسرد ردودا لرئيس وزراء كينيا "أوهورو كينياتا" على سؤال لمذيعة سي ان ان "كريستيان أمانبور" فيما يمكن للحكومة أن تقمع مجتمع المثليين أم ستمنحهم حقوقهم الانسانية؟ فجاء رده التالي: تلك ليست قضية كبيرة لشعب كينيا، فنحن نصارع لانقاذ خمسة ملايين شاب عاطلين عن العمل، وأربعة ملايين إنسان جائع، فيما جاء رد رئيس غامبيا السابق يحيى جامح لسؤال عن المثليين، أن الأفارقة ليسوا مثليين، ولم نرّ ضفدعاً مثلية أبدا، ولا ماشية مثلية، والشذوذ مهدد لوجود الإنسان، وما يقوله الكتاب المقدس والقرآن إنه حرام فهو حرام، ولا يهمن? ما يشعرون به تجاهي، وأخيرا جاء دور رئيس أوغندا "يوري موسيفيني" ليصفع المذيع بقوله: احترموا المجتمعات الأفريقية وقيمها، نحن ندير مجتمعاتنا بالطريقة التي نراها أفضل، وعليكم أن لا تتدخلوا في تربيتنا الخاصة.

فهل هناك من يقول لأولئك الجماعة الممولين، عليكم أن تخرسوا خالص؟ لا أعتقد.Royal430@hotmail.com

شارك الخبر على