حكيم العرب أوصى أبناءه بمصر وشعبها

أكثر من سنة فى الإتحاد

أحمد شعبان (القاهرة)
كانت الإمارات ولا تزال تحرص على مصر واستقرارها، فهذه وصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رأى في مصر امتداداً للعروبة وسنداً لها، حيث قال: «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر». وكانت وقفة المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مع مصر وشعبها على الصعد كافة، فكان حكيم العرب سنداً قوياً لمصر، وانتقلت هذه المحبة إلى أبنائه، وأصبحت مصر في قلب كل إماراتي، كما كان زايد في قلوب وعقول المصريين.ترك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أثراً طيباً في مصر من خلال مواقفه العظيمة التي ترجمت إلى مشاريع كثيرة على أرض مصر، وبناء عدد من المدن السكنية والمدارس، واستصلاح عشرات الآلاف من الأراضي الزراعية، وإنشاء المستشفيات التي تحمل اسمه، ولذلك عندما يذكر اسم دولة الإمارات يكون مصحوباً بحب كبير وصادق تجاه الشيخ زايد صاحب الأيادي البيضاء التي خدمت مختلف القضايا الإنسانية والاجتماعية وقدمت المساعدات للفقراء والمحتاجين.وأكد دبلوماسيون ومفكرون وعلماء دين لـ «الاتحاد» أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أسس للعلاقة الطيبة والأخوية بين الإمارات ومصر، وأنه، طيب الله ثراه، يحتل مكانة كبيرة في قلوب وعقول المصريين نتيجة لأعماله الخيرية والإنسانية وأياديه البيضاء التي جابت ربوع مصر من مدن ومستشفيات ومدارس، سميت باسمه تكريماً وتقديراً له.
سياسات زايدوأكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، أن العلاقات الإماراتية المصرية تعد من أفضل العلاقات العربية العربية، مشيراً إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو الذي أسس هذه العلاقة الطيبة والأخوية، مؤكداً أن الإمارات تسير على هذا النهج، مضيفاً: «نحن أمام زعيم عروبي له مواقف تاريخية جعلت العلاقات بين البلدين تنمو يومياً في كل الاتجاهات والمحافل والمجالات».
حكيم العربكان المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، واحداً من أهم القادة العرب الذين آمنوا بفكرة القومية والوحدة العربية، هذا ما أكده عماد الدين حسين عضو مجلس الشيوخ المصري، رئيس تحرير صحيفة الشروق، مشيراً إلى أن مصر كانت لها مكانة خاصة في قلب وعقل الشيخ زايد، وكانت له بصمات واضحة في ملف التنمية والتعمير، وهناك العديد من المدن التي تحمل اسم الشيخ زايد في الإسماعيلية والقاهرة، وكان يحرص من خلال مشروعات مختلفة على دعم مصر بكل السبل حتى تستطيع استئناف تحقيق إنجازاتها.
ثابتة وقويةأوضح عماد الدين حسين لـ «الاتحاد»، أن العلاقات بين مصر والإمارات طيبة ولم تتأثر طوال عهد الشيخ زايد وكانت ثابتة وقوية، وهناك تفاهم بين البلدين في المجالات كافة تقريباً، لافتاً إلى أن العمالة المصرية في الإمارات تحظى بمعاملة طيبة من قبل المسؤولين والشعب الإماراتي، مثمناً العلاقات الاقتصادية بين البلدين والتي وصفها بالقوية جداً، مشيراً إلى أن الإمارات من أوائل الدول في الاستثمارات بمصر. 

وصية بمصروقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر: «إن المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان محباً لمصر وشعبها، ويعد نموذجاً للعربي في شهامته وللمسلم في تدينه وفصاحته»، مؤكداً أن هذا القائد أجرى الله على يديه الخير، فانتقلت بلاده إلى نقلة حضارية غير مسبوقة، وكان من مكارم أخلاقه أنه لم يستأثر نعم الله عليه على شعبه فقط، ولكن أياديه البيضاء امتدت إلى الإنسانية بصفة عامة، وإلى مصر بصفة خاصة من مشروعات خيرية وإنسانية ودعمه للأزهر، ومركز زايد للغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة الأزهر شاهد على ذلك.مركز اللغة العربية  ويُسجل تاريخ اللغة العربية بأحرف من نور لحكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تأسيس مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة الأزهر، والذي تم تأسيسه من خلال مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، وهو مكون من مكتبة وقاعة محاضرات ومبنى الإدارة، وبلغت كلفته 3 ملايين و400 ألف دولار. ولفت «كريمة» إلى أن الشيخ زايد كان دائم المشورة مع حكام مصر الذين عاصرهم، سواء حضر إلى مصر أو دعاهم إلى الإمارات، منوهاً إلى أن من جوانب الإنسانية في هذا القائد الفذ أنه أسس الإخاء الإنساني في كل الجنسيات بغض النظر عن الدين أو المذهب أو العرق.  وأضاف قائلاً: «ولا عجب أن يتسلم اللواء من بعد حكيم العرب المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، ثم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يسير على خطى أبيه الراحل، وهو محب لمصر ومقدر لجيشها ومُكرّم لأزهرها، بالإضافة إلى العلاقة المتميزة بينه وبين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي»، موجهاً رسالة لشعبي مصر والإمارات قائلاً: «معاً نلتقي لنرتقي».
مواقف عظيمةوأكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أسس العلاقات الإماراتية المصرية التي تتسم دائماً بالتعاون المشترك، خاصة في وقت الشدة وزمن الأزمات، وهذه سمة تميز العلاقات بين مصر والإمارات، وعلاقات الإخاء بين دولتين شقيقتين، بالإضافة إلى الاحترام المتبادل. ولفت السفير رخا خلال حديثه لـ «الاتحاد» إلى التشاور بين قيادات البلدين منذ تأسيس الاتحاد على يد المغفور له الشيخ زايد بشأن القضايا التي تمس العلاقات الثنائية بين البلدين، والتشاور أيضاً في القضايا العربية، والتحديات التي تواجه الأمة العربية، والأزمات الدولية التي تؤثر على الدولتين وعلى الدول العربية والمصالح المشتركة بينهما.وعن مواقف الشيخ زايد تجاه مصر وشعبها، قال السفير رخا: إن مواقفه، رحمه الله، تجاه مصر عظيمة، خاصة أثناء حرب أكتوبر عندما قال مقولته المشهورة «النفط ليس أغلى من دماء المصريين»، كما ساهم بعد حرب أكتوبر في عملية إعادة الإعمار، لافتاً إلى أن مصر بها أكثر من مدينة تحمل اسم الشيخ زايد، تكريماً له ولمساهمته ودعمه الكبير لمصر، بالإضافة إلى الأعمال الإنسانية والخيرية الكبيرة له في مصر، والمستشفيات التي أسسها في مصر والتي تقدم العلاج المجاني لغير القادرين.
مستشفى السرطانساهمت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية في تمويل مشروع مستشفى أورام الأطفال 57357 بتكلفة 7 ملايين و342 ألف درهم، وهناك قسم متكامل للأشعة بالدور الأول يضم أحدث أجهزة التشخيص على مستوى العالم يتشرف بأنه يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وأقام مستشفى 57357 نصباً تذكارياً للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عبارة عن أسراب متحركة من الحمام الطائر ترسم وجه الشيخ زايد، تعبيراً على أعماله الخيرية والإنسانية التي جابت ربوع الكرة الأرضية ومنها مصر، كما يهدف إلى تكريم الشيخ زايد لكل الخير والتبرعات التي قدمها لهذه المستشفى وصادف تنفيذ هذا النصب التذكاري عام زايد الخير 2018.
زايد العطاءمن المبادرات الإنسانية التي تحمل اسم الشيخ زايد مبادرة «زايد العطاء»، وتهدف إلى المساهمة بالتخفيف من معاناة الأطفال والمسنين وإعادة نبض الحياة للقلوب العليلة، وقدمت خلال السنوات الماضية خدمات علاجية مجانية للمرضى المعوزين.واستطاعت مبادرة «زايد العطاء» من خلال حملة من القلب للقلب علاج أكثر من نصف مليون طفل ومسن في مختلف القرى المصرية، في إطار حملة عالمية إنسانية استطاعت الوصول إلى أكثر من 3 ملايين طفل وإجراء ما يزيد على 7 آلاف عملية قلب.
قناة الشيخ زايدمن المشروعات الخيرية التي ساهم فيها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مصر وتركت أثراً طيباً في نفوس الشعب المصري؛ مشروع قناة الشيخ زايد في محافظة أسوان، لاستصلاح عشرات الآلاف من الأراضي الزراعية، وتمتد عدة كيلو مترات لتحمل مياه النيل إلى الأرض الجديدة في مشروع توشكى العملاق.ويخدم مشروع قناة الشيخ زايد ري زراعات على مساحة 540 ألف فدان بمشروع توشكى جنوب مصر بعد أن تم ضخ نحو 100 مليون دولار لتنفيذ هذا المشروع، ويهدف إلى نقل مياه النيل إلى الأراضي الصحراوية في منطقة توشكى لتحويلها إلى أراضٍ زراعية عامرة بالسكان وعمل مشروعات للإنتاج الحيواني.

شارك الخبر على