إمارات الخير.. تُسعد قلوب المصريين

almost 3 years in الإتحاد

أحمد شعبان (القاهرة)
تأتي الأعمال والمشروعات الإنسانية والخيرية الإماراتية في مصر تتويجاً للعلاقات الأخوية بين البلدين على مر التاريخ، ويستند هذا الدعم إلى الجذور التاريخية وروابط المصير المشترك بين البلدين منذ تأسيس الدولة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وامتدت في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وما زالت مستمرة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.ونتيجة للعلاقات الأخوية والتاريخية بين الإمارات ومصر، قدمت الإمارات لشعب مصر الكثير من المشروعات الإنسانية والخيرية التي يعود نفعها على المواطن المصري، وأكد خبراء في العمل الإنساني والخيري في مصر لـ «الاتحاد» عمق العلاقات المتينة بين الإمارات ومصر، واعتبروا أن الأعمال الإنسانية والخيرية والمشروعات التنموية التي تقدمها الإمارات للشعب المصري الشقيق تأتي تتويجاً لهذه العلاقات الأخوية، وتعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
صلاح الدين الجعفراويثمَّن الدكتور صلاح الدين الجعفراوي، مستشار هيئة آل مكتوم الخيرية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مشوار التنموية، العلاقات الأخوية بين الإمارات ومصر، ووصفها بالمتميزة التي تمتد جذورها منذ تأسيس الدولة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيراً إلى أن المغفور له الشيخ زايد بدأ عهده مع مصر بعلاقة طيبة، وتطورت بشكل كبير في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأشار خلال حديثه لـ«الاتحاد» إلى أن العلاقة بين البلدين لها مجالات كثيرة، ومنها الجانب الإنساني والخيري والتنموي الذي تقوم به الدولة في مصر، مشيراً إلى أن الإمارات تعمل في أكثر من 170 دولة في العمل الخيري والتخفيف من آثار الكوارث، ولكن في مصر تخص هذا الأمر من خلال إنشاء المشاريع والمساعدات التنموية والبنية التحتية.وأضاف: «تهدف المبادرات الإماراتية في مصر إلى التخفيف من معاناة الناس والتعامل مع حالات ذوي الدخل المحدود والأسر المتعففة»، منوهاً إلى أن قادة وشعب الإمارات كانوا دائماً يقولون: إن العطاء الإماراتي لمصر ليس منة أو منحة؛ بل هو رد للجميل لهذا البلد التي كان له فضل كبير على الأمة العربية والإسلامية.
مشروعات كبرىوتولي هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في مصر مشروعات كبرى في القطاع الصحي، وتركيب وتشغيل أجهزة غسيل الكلى لعدد من المستشفيات في محافظات مصر، كما تقوم الهيئة كل عام بتوزيع كسوة العيد على آلاف من الأسر المتعففة والفقيرة، بمناسبة عيد الفطر المبارك، وتوزيع مساعدات على الأيتام المكفولين، وتوزيع مشروع المير الرمضاني على الآلاف من الأسر المتعففة والمستحقة انطلاقاً من العلاقات الأخوية بين البلدين.وتوزع الهيئة كل عام بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك التمور الإماراتية، وتشرف الهيئة على ذبح وتوزيع مشروع لحوم الأضاحي على الآلاف من الأسر الفقيرة والمتعففة في محافظات مصر، والجمعيات الخيرية، بهدف إدخال الفرحة على قلوب المصريين ومساعدة الأسر المحتاجة في عيد الأضحى المبارك.واعتبر «الجعفراوي» الدعم الذي تقدمه الإمارات للشعب المصري أخوياً بين الأشقاء، منوهاً إلى أن الشيخ زايد أوصى أبناءه بمصر وشعبها وورث فيهم حب مصر، مثمناً هذه العلاقة المتميزة بين البلدين والتي تزداد روابطها وتتوثق بين الشعبين الشقيقين كل يوم، مؤكداً أنها نموذج يجب أن تحتذى به العديد من الدول العربية والإسلامية.ووصف نموذج العلاقات الإماراتية المصرية بأنه يُضرب به المثل في التفاهم والتعايش والتسامح والحب الذي يربط بين الشعبين الشقيقين، لافتاً إلى مساهمته في الكثير من المشاريع التي قامت بها المؤسسات الخيرية والإنسانية الإماراتية في محافظات الصعيد والوجه البحري، والتي تسعى لتخفيف المعاناة عن الأشقاء المصريين.ونوَّه إلى أن المؤسسات الإماراتية قامت ببناء البيوت في القرى الفقيرة، وتوفير المياه الصالحة للشرب، ومشروعات الصرف الصحي، بالإضافة إلى المشاريع الموسمية لتوزيع المواد الغذائية، ولحوم الأضاحي وملابس العيد، وحملات التدفئة في الشتاء، وإقامة المشروعات الصغيرة للأسر المعيلة مثل قوارب الصيد ومشاغل الخياطة والمحلات الصغيرة، وتوزيع رؤوس الماشية، واستصلاح الأراضي الزراعية.

خدمات خيريةوحققت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية مبادرات رائدة لخدمة الإنسانية في مصر في مجالات الصحة والتعليم وتوفير المياه الآمنة، بالإضافة إلى تقديم خدمات خيرية مميزة وممتدة التأثير في واقع معيشة فئات غير القادرين. كما قدمت المؤسسة مشروعات تنموية صغيرة ومتناهية الصغر من رؤوس مواشٍ وأكشاك بقالة للأسر غير القادرة لمساعدتها على تأمين مصدر دخل ثابت بما يتوافق مع البيئة الاجتماعية التي يعيشون فيها، كذلك تم إعادة إعمار عشرات المنازل المتهالكة وتوصيل الكهرباء والماء النقية لها، فضلاً عن دعم احتياجات القرى الأكثر فقراً من الخدمات العامة.
يد الخيروفي إطار العلاقات الأخوية بين الإمارات ومصر، وبمناسبة مرور 50 عاماً على هذه العلاقات الوثيقة؛ فإن للإمارات يد خير في مصر من خلال المساعدات الاجتماعية المتنوعة، هذا ما أكده اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان المصرية.وأشار مدير الأورمان في تصريح لـ «الاتحاد» إلى تنوع هذه المساعدات الإنسانية مثل كفالة الأيتام في محافظات مصر، والتعاون في إعمار منازل الأسر الأولى بالرعاية، والمساعدات الإنسانية والخيرية الموسمية خلال شهر رمضان وعيد الأضحى المبارك أو في الشتاء، والتعاون في رفع المعاناة عن كاهل الشعب المصري فيما يخص الصحة ودعم المستشفيات المتنوعة بالأجهزة الطبية الحديثة.
تعاون وثيقوتهتم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية بالأسر الأشد احتياجاً في محافظات صعيد مصر، حيث ترعى المئات من المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر للوصول بالأسر إلى حد الكفاف، كما تقوم المؤسسة بالعديد من النشاطات الخيرية التي تبدأ مع بداية العام وتنتهي بنهايته وتعاقب فصوله بداية بالزي المدرسي والحقيبة المدرسية، مروراً بحملة التدفئة.وتوزع المؤسسة السلال الغذائية بحلول شهر رمضان المبارك، تليها حملة كسوة العيد، ثم حملة توزيع اللحوم، بالإضافة إلى المشروعات النوعية والتنموية للأسر غير القادرة لتخفيف المعاناة عن كاهل الأسر الفقيرة، كما أطلقت المؤسسة وهيئة الصحة بدبي، حملة نبضات الخيرية لعلاج قلوب الأطفال مجاناً.ولفت «شعبان» إلى التعاون الوثيق بين سفارة الإمارات في مصر مع المجتمع المصري المدني في الأنشطة كافة ومجالات الخدمات الاجتماعية، وذلك لصالح الشعب المصري، مؤكداً أن أواصر هذه الصداقة بين البلدين لها أثر كبير في تقوية روابط العلاقات والمودة بين الشعبين الشقيقين، مشيراً إلى تنظيم ماراثون زايد الخيري في الأقصر دعماً لمستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام مجاناً.ودعم الهلال الأحمر الإماراتي مستشفى شفاء الأورام لعلاج السرطان مجاناً بالأقصر، والتي نجحت في تقديم خدماتها الطبية مجاناً لمرضى السرطان من مواطني محافظات الأقصر وقنا وأسوان وسوهاج والبحر الأحمر والوادي الجديد الذين كانوا يجبرون على السفر مسافات بعيدة لتلقي العلاج، ويستقبل المستشفى من 50 إلى 60 مريضاً.وأشار مدير الأورمان إلى وجود مؤسسات إنسانية وخيرية إماراتية كثيرة تعمل في جميع محافظات مصر، وتتعاون مع جمعية الأورمان، ومنها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مشيراً إلى أن هذه المؤسسات عملت على رفع كاهل المعاناة عن الأسر المتعففة والفقيرة، وإقامة المشروعات الصغيرة والتنموية، ورفع مستوى المعيشة.

مواقف تاريخيةأشاد الدكتور عبدالراضي محمد عبدالمحسن، عميد كلية دار العلوم بالقاهرة، بالعلاقات القوية والتاريخية بين الإمارات ومصر منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لافتاً إلى مواقف الإمارات الخالدة تجاه مصر وشعبها، مؤكداً أنها مواقف تاريخية زادت من عمق العلاقة بين البلدين، وأدت إلى الوفاق والمحبة المتبادلة والاحترام والتقدير بين الشعبين الشقيقين، والذي تعكسه علاقات المودة والأخوة بين القيادتين السياسيتين في البلدين.ولفت عميد كلية دار العلوم خلال حديثه لـ «الاتحاد» إلى الدور الكبير الذي تقوم به دولة الإمارات في العناية باللغة العربية، وتأسيس اتحاد المجامع العربية، ودعم مشروع المعجم التاريخي الكبير لألفاظ اللغة العربية، لافتاً إلى أن الإمارات كانت من أوائل الدول العربية التي مدت يد العون والدعم والمساندة لمصر أدبياً وسياسياً ولوجستياً وإنسانياً من خلال المؤسسات الإنسانية والخيرية.
كفالة الأيتامأشاد الشيخ منصور الرفاعي عبيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أولاد عبيد بمحلة زياد، بالعلاقات الأخوية بين الإمارات ومصر، مؤكداً أن أيادي الإمارات الخيرية تسعى دائماً إلى مسح دمعة اليتيم ومساعدة الأسر المتعففة، وهو نهج تسير عليه الدولة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أوصى أبناءه بمصر وشعبها الطيب خيراً.وقال عبيد لـ«الاتحاد» إن المؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية، وعلى رأسها هيئة الهلال الأحمر، تكفل في مصر أيتاماً كثيرة، وتكفل في مؤسسة أولاد عبيد فقط ما يقارب من 12 ألف يتيم، وترسل إليهم مبالغ مالية كبيرة تعينهم وأسرهم في المواسم والأعياد، بهدف إدخال الفرحة والسرور عليهم، مؤكداً أن الإمارات تمد يدها بحنان للأيتام.وأكد «عبيد» أن المساعدات الإنسانية والخيرية التي تقوم بها الإمارات في مصر تمتد لقرى ونجوع نائية لم يصل إليها أحد من قبل بهدف الوصول إلى أكبر فئة من المستحقين، مؤكداً أن كل هذه الأعمال الخيرية تُرسل السعادة لقلوب الأيتام والمساكين والأرامل، وقلوب المحتاجين.
دار مارمينا للأيتاميعد افتتاح مشروع دار مارمينا للأيتام في الإسماعيلية بعد تطويره وتحديثه رسالة إنسانية راقية من الإمارات لأطفال مصر من الأيتام، لترسم البسمة على وجوههم، حيث قام المكتب التنسيقي الإماراتي في العام 2014 بإعادة بناء ورفع كفاءة الدار، وتأثيثها وتجهيزها وتزويدها بالمستلزمات والمواصفات كافة التي تضمن توفير الإقامة وتقديم صور الرعاية الاجتماعية والتعليمية للأيتام كافة حتى التخرج من الجامعة.وهذا المشروع له طابع إنساني، حيث تقدم الدار العون والدعم لمن فقدوا أهلهم وتمكينهم من بناء حياة سعيدة ومساعدتهم في بناء مستقبلهم ومواجهة تحديات الحياة ليكونوا أفراداً منتجين في وطنهم، وتوفر نقلة ملموسة في تقديم الرعاية المتكاملة لأبنائها، والأخذ بيدهم، ومساعدتهم على شق طريقهم في الحياة.

Share it on