«حكاية إهمال».. الكهرباء تنهي حياة طالب بمركز شباب في الشرقية (صور)

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

 

كتب – إسلام عبدالخالق

مع دخولك قرية «بهجات» التابعة لمركز الزقازيق في الشرقية، لا تجد إلا الحزن رغم الاسم المُفرح للمكان؛ فالجميع موجوع ومتأثر بموت طالب صعقته الكهرباء أثناء لعبه كرة القدم بمركز شباب القرية، والذي يرفض المسئولون عنه إبراز أي مظاهر توحي بتأثرهم بوفاته أو حتى خوفهم على أرواح شباب البلدة.

«دي حكاية فساد بقاله أكتر من 30 سنة».. قالها محمد أحمد متولي لـ«التحرير» ناعيًا نجل عمه «محمد السيد متولي» والذي صعقته الكهرباء يوم وقفة عيد الأضحى المبارك، لافتًا إلى أن الأهالي أبلغوا «محمد.م.الـ.ع» رئيس المركز مرارًا وتكرارًا بأن هناك ماسا كهربائيا في أحد أعمدة مركز الشباب، إلا أن الأخير كان رده دائمًا: «لما حد يموت إبقوا بلغوني».

وأشار محمد، إلى أن رئيس مجلس إدارة المركز، لم يكن يهتم إلا بما يُدره الملعب الخماسي من أموال، إذ أن إيجار الملعب في الساعة بـ60 جنيهًا، رغم عدم تسليمه رسميًا حتى الآن، على حد قوله.

والتقط رضا أحمد، عم المتوفى طرف الحديث قائلًا: «لو كان مات بالصدفة كنا هنقول قضاء وقدر، دي مش أول مرة حد يشتكي ويتكهرب.. ياما بلغنا إدارة المركز إن العمدان بتكهرب وكان رئيس المجلس دايمًا يحسسنا إن أرواح ولادنا ملهاش قيمة».

وتابع: «أنا عندي 57 سنة، وأوعى على رئيس المجلس دا وهو في مكانه زي ما هو.. فيه ناس بتقول إنه مسنود ومحدش يعرف يكلمه، لكن الموضوع وصل إن واحد من ولادنا دفع حياته ثمن للإهمال دا كله».

وبوجه تملؤه نظرات اللوم والوجع، يقترب «السيد متولي» والد المتوفي، من مراسل «التحرير» قائلًا: «والله ما هسيب حق ابني لو آخر نفس فيا.. يا رب القانون ينصفنا ويرجع حقه».

ويواصل الأب المكلوم: «كان أصغر إخواته وأحنهم عليا.. محمد يا دوب كان تم الـ 18 سنة من كام يوم، وكان نفسه يقدم في القوات المُسلحة.. الله يرحمه كان غاوي كورة وحبه ليها فضل ملازمه للحظة موته».

من جانبه، قال أيمن السيد، خال المتوفى، إن تصرفات رئيس المركز هي ما دفعتهم لتحرير محضر بالواقعة واللجوء للقانون، مستتبعا: «لو كان جه خد بخاطر أبو محمد وعزاه فيه مكناش اشتكينا.. بس والله الإهمال دا ما يتسكت عليه وإحنا غلابة ومش ساندنا غير ربنا.. مش عاوزين غير حق محمد علشان غيره ما يموتش زيه».

«كانوا عاوزين يمشوها سكتة قلبية».. قالها إسلام حسني عبدالستار، مشرف رعاية طبية، وجار أسرة المتوفى، مشيرًا إلى أن ما حدث ليلة الحادث يؤكد سوء نوايا رئيس المجلس.

واستطرد: «يوم الحادثة بالليل بعتوا ناس من الصيانة يصلحوا العامود اللي محمد اتكهرب منه، وإحنا سجلنا اللي حصل فيديو.. المشكلة دي مش أول مرة تحصل، ومحمد مش أول حد يتكهرب.. ياما اشتكينا لكن محدش كان بيسمع لنا».

فيما شدد أحمد محمد، أحد أهالي القرية، والذي يعمل فني كهرباء، على أن أعمدة الإنارة الموجود بالملعب معروف عنها أنها تحمل ترانسات، والتي ترتفع حرارتها و«تسيح» لتلتصق بجسم العامود، ما يُسبب ماسًا كهربائيًا، مشيرًا إلى أن رئيس المجلس يعلم ذلك جيدًا، وأنهم حينما طالبوه بتركيب لمبات «ليد» بدلًا من الترانسات، رفض، وأمر بزيادة الكشافات الموجودة بكل عامود إلى 6 كشافات بدلًا من أربعة.

وتصادف وقوفنا بالمركز مع تواجد مدير المركز، ويُدعى «إبراهيم» والذي أكد صحة ما قاله عدد من الشباب بأنه أبلغوا المجلس مرارًا بأن الأعمدة الكهربائية بها ماس يُصيب الشباب، رافضًا الإفصاح عن أية تفاصيل إضافية؛ نظرًا لأن النيابة العامة لا تزال تُحقق في القضية.

كان اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بوصول «محمد السيد متولي أحمد» 18 عامًا، مُقيم بقرية «بهجات» التابعة لدائرة مركز الزقازيق، جثة هامدة إلى مستشفى «الأحرار».

بالانتقال وسؤال أسرة المتوفي، اتهموا إدارة المركز المُشار إليه بالإهمال والتسبب في وفاة نجلهم، بعدما تعرض لصعق كهربائي داخل ملعب «الخماسي» بالمركز، ولفظ أنفاسه الأخيرة على الفور، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 10309 إداري الزقازيق لسنة 2017.

وتمكنت الأجهزة الأمنية، من ضبط مدير المركز، وبالعرض على النيابة العامة، أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات؛ لتورطه بالإهمال، قبل صدور قرار من محكمة الزقازيق الجزئية، الثلاثاء الماضي بإخلاء سبيله بكفالة 5000 جنيه، على ذمة القضية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على