الوثائقي The Neighbourhood Storyteller ونظرة أمل للمستقبل

أكثر من سنة فى البلاد

جميعا نعرف مما شاهدناه في الأفلام ما يمر به اللاجئون من مأسٍ وصعوبات وأمراض وتشرد، وعلى الرغم من أن المأساة حقيقة واقعة لا مفر منها، إلا أن قدرتهم البشرية على التغلب عليها هي مصدر إلهام العديد من الناس حول العالم، وهذا ما وجدناه بصورة دقيقة وإيجابية مع الفيلم الوثائقي البديع “حكاية الحي” أو The Neighbourhood Storyteller للمخرجة المكسيكية أليخاندرا الكالا والذي عرض مؤخرا في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل والشباب بحضور المخرجة وفريقها الداعم.
تضفي أليخاندرا الضوء في الفيلم الذي سيعرض مع العام المقبل في عدد من الدور والمنصات طابعا إنسانيا على قضية اللاجئين في الفيلم، ويروي الفيلم قصة لاجئة سورية تفتقر إلى الكثير من التعليم الرسمي تشرع في مشروع للقراءة بصوت عال في الأردن؛ لتمكين الفتيات الصغيرات من السفر بمخيلاتهن إلى أبعد مكان.

يروي الفيلم، الذي يقام بالتعاون مع مؤسسة القلب الكبير غير الربحية والتي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقرا لها، قصة أسماء، وهي لاجئة سورية لم تحصل على الكثير من التعليم الرسمي، والتي تشرع في مشروع للقراءة بصوت عال في مخيم الزعتري في الأردن لتمكين الفتيات الصغيرات من إعادة بناء حياتهن.
تبدأ الأم لأربعة أطفال رحلتها التحويلية بعد تلقيها تدريبا من قبل المنظمة الأردنية غير الربحية “نحن نحب القراءة”، ويروي الفيلم الوثائقي رحلة أسماء من متدربة متطوعة إلى أن تصبح رائدة أعمال اجتماعية من خلال إنشاء مشروعها الخاص للقراءة بصوت عال، ويوثق الفيلم ليس التدريب الذي تتلقاه أسماء، ولكن السحر الذي يحدث بعد أن تمنح الناس مجموعات المهارات والثقة والتشجيع للإيمان بقوتهم الداخلية ويصبحوا أبطالا لقصصهم الخاصة بصور كلها إيجابية للمشاهدين الذين سينظرون إلى هذه المخيمات بنظرة أفضل، حيث تساعد مثل هذه الأفلام على كسر الحواجز والمفاهيم الخاطئة حولها وحول اللاجئين، برسالة تقول إنه ليس عليك أن تكون لاجئا للتواصل مع إنسان آخر وهذه هي أفضل طريقة للحديث عن قضية ما، من خلال إضفاء الطابع الإنساني عليها، وقدمت لنا المخرجة التحديات التي تواجه الفتيات اللاجئات بسبب الثقافات الاجتماعية السائدة في المجتمعات المضيفة وظروف اللجوء على حد سواء، وكيفية التغلب عليها بالمعرفة والتعلم.
ويحكي الفيلم بطريقة قصصية مشكلات تحديات الزواج المبكر للفتيات، والانقطاع عن التعليم، وتأثير هذه الحالة على مستقبل الأسر اللاجئة والمجتمعات المحتاجة من خلال عيون الصغار وأيضا الكبار والجدات، حيث ركز على حقيقة أن تغيير واقع اللجوء والعبور به نحو شراكة اللاجئين في العمل والإبداع والإنتاج مرتبط بشكل وثيق بالتعليم والمعرفة والتنمية الفكرية للجميع عموما، وللفتيات خصوصا، حيث تحكي لنا بطلة الفيلم وهي ليست ممثلة وليست ممن مر على تجارب أداء في الأساس بحسب المخرجة قصة لجوئها من سوريا إلى مخيم الزعتري في الأردن، حيث تبدأ بعد وصولها إلى المخيم في البحث عن وسائل لخدمة اللاجئين، لتجد أن خير وسيلة لذلك هي تأسيس إطار مجتمعي تنتسب إليه الفتيات اللاجئات من أجل تشجيعهن على القراءة ومواصلة الدراسة.

ومن خلال روايتها الخاصة، تقدم “أسماء” نموذجاً ملهماً لغيرها من الفتيات والنساء، حيث يبين الفيلم اهتمامها بتعليم وتثقيف الفتيات عبر زيارة الأهالي في البيوت وإقناعهم بتسجيل بناتهم في مشاريع التعليم والتثقيف المجتمعي بالرغم من انشغالها بواجباتها تجاه أطفالها وبيتها وزوجها.
الفيلم الوثائقي الأول الذي أنتجته مؤسسة “القلب الكبير” فاز بالعديد من الجوائز مثل جائزة مهرجان “ماونتن فيلم للأفلام الوثائقية – كولورادو” وغيرها.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على