«ندوة الثقافة» تناقش «كائن أزرق أو ربما»!

أكثر من سنة فى الإتحاد

دبي (الاتحاد)
عقدت ندوة الثقافة والعلوم وصالون المنتدى، جلسة نقاشية افتراضية للمجموعة القصصية «كائن أزرق أو ربما» للكاتب سلطان العميمي، بحضور رئيس اللجنة الثقافية في الندوة عائشة سلطان، والدكتورة نادية بوهناد، والدكتورة مريم الهاشمي والدكتورة أمل صقر، وشيخة المطيري، وزينة الشامي، وتيسير شويخ، ونخبة من المهتمين.أدارت الندوة الكاتبة عائشة سلطان، وأكدت أن القضية الأساسية في العمل الأدبي هي التلقي لدى القارئ، وما الذي يخلق ذلك التفاوت الواضح في التلقي، سواء كان موضوعياً أو منهجياً.وذكرت أن العميمي استطاع أن ينسج مشروعه الأدبي الخاص به في كتابته، وفي المجموعة القصصية «كائن أزرق أو ربما» لسلطان العميمي التي تضم 22 قصة قصيرة متفاوتة من حيث المدارس المعروفة في السرد، تتجه إلى الاتجاه التجريبي أحياناً والعبثي الساخر أحياناً أخرى، ويتعمد الكاتب في المجموعة أن يقدم نهايات تخالف القارئ في توقعاته، وفي قصص عديدة يعود إلى عناوين قصص ضمنها في كتابات أخرى له، والكاتب يقود قارئه لفخاخ مختلفة وكأنه يمارس معه لعبة هو الوحيد الممسك بخيوطها. ويتضح في المجموعة تأثر الكاتب بالفنون البصرية.وأكد سلطان العميمي أنه يمارس في كتابته أسلوب الربط المستمر بين أعماله وشخصياتها، فغالباً شخصياته لا تغادره ويراها عصية على الموت والغياب، وهذا جزء من مشروعه التجريبي في الكتابة القصصية والروائية.وأشار العميمي إلى أنه يعتبر من نهاية الجيل الوسط في الكتابة وبداية الجيل الشاب، فقد بدأ الكتابة ونشر عدداً محدوداً من القصص، ولا يعنيه إلى أي جيل ينتمي، ولكنه يهتم بالبحث عن صوت مختلف، ويعمل على مشروعه القصصي الذي يرى أنه ما زال في بداياته.
رواد القصةوأكد العميمي أن المرحلة المبكرة لرواد القصة في الإمارات، والظروف المعيشية والمحصلة المعرفية اللتين تأثرت بهما كتابتهم القصصية مختلفة عن الجيل الذي تلاهم، والذي حصل على الكثير من الرفاهية وتعدد مناهل ومصادر المعرفة، فالجيل الأول أكثر عناءً معرفياً من الأجيال التي تلته، وهذا يتضح في المجموعة القصصية «الخشبة» لعبدالله صقر، وسلمى مطر سيف، وأحمد أمين المدني وعبدالحميد أحمد، ومريم مطر جمعة، وغيرهم الكثير، ومنهم من نهل من القصة العالمية، وكانت القدحة الأولى لقصصهم هي من أشعل الوهج للأجيال التالية، والتي تأثرت بعض الشيء بمتغيرات الحياة، فلكل مرحلة تحدياتها، وكل قصة تتأثر بالبيئة المحيطة إلا أنه في كل المراحل على القاص أن يعمل على نفسه ومشروعه الخاص.ورأى العميمي أنه إذا كان هناك مشروع أدبي نجح في تأسيس تجربة ناضجة في كتابة القصة الإماراتية، فهي تجربة الأديب محمد المر، لأنها مكتملة الأركان، سواء من ناحية الكم أو الرؤية أو الأفكار والأسلوب الخاص، وكانت قصصه تشكل حالة استنفار لدى الجيل السابق في الإمارات، وكانت لغتها سهلة القراءة للجميع تمثل الوجه الحقيقي لمجتمع الإمارات.وأشارت الدكتورة مريم الهاشمي إلى حضور القصة القصيرة باعتبار أن بذور القصة القصيرة موجودة منذ القدم، وأن أبرز رواد القصة محمود تيمور ومحمد تيمور ومحمود طاهر لاشين، وفي الإمارات كانت مجموعة الخشبة لعبدالله صقر ثم كتابات شيخة الناخي وعبدالحميد أحمد وناصر جبران وإبراهيم مبارك وغيرهم، ومن أهم السمات الفنية في كتاباتهم بروز الاتجاه الواقعي في محاولة لتمثل المناهج الغربية لكتابة القصة، والميل للتحليل النفسي وتصوير أثر البيئة على الأنماط الإنسانية، والتركيز على معالجة المشاكل الاجتماعية، وفي المقابل كانت هناك اتجاهات أخرى كالرومانسي الاجتماعي والتاريخي والواقعي.وأكد الحضور أن المجموعة القصصية اتسمت بالتنوع والطرح العميق للكثير من التساؤلات والتناول الساخر للكثير من الأزمات، وركزت المجموعة على اللغة واللهجة الإماراتية، وأجمعوا على استحسان المجموعة. 

شارك الخبر على