«تكية الخير».. غذاء ودواء وتعليم

أكثر من سنة فى الإتحاد

أحمد عاطف (القاهرة)
«تكية الخير» مبادرة أطلقتها المصرية نهى عبيد قبل سنوات، مشروع خيري تطوّعي لتقديم الوجبات الغذائية لكل محتاج وتوصيلها للأسر الفقيرة، ودور المسنين، ودور الأيتام، والمرضى، وتقوم المبادرة على تأمين فرص عمل للنساء وانخراطهن في المجتمع.أعادت المبادرة إلى الأذهان ظاهرة الـ«تكايا» المصرية في الحقب المملوكية والعثمانية التي كانت مخصصة لمساعدة عابري السبيل والدراويش، وتطورت في العصور الحديثة وأصبحت «التكية» مأوى للفقراء أو المسافرين أو لرعاية المسنين. وقد تغير الوضع وأصبحت التكية «مودرن» وبدلاً من وجودها في ساحات مسقوفة أصبحت في شقق حديثة ومقننة وتتبع وزارة التضامن الاجتماعي، وتمويلها يكون عبر مساهمات وتبرعات من أهل الخير.نهى عبيد صاحبة المبادرة تسير على الحكمة الصينية «لا تُعطني سمكة، ولكن علمني كيف أصطادها»، وتقول لـ«الاتحاد» إن مبادرتها «تكية الخير» التي أطلقته قبل عامين توسعت في نشاطها وتحولت لجمعية تتمكن من سداد ديون الغارمات، وتقديم المساعدات للمحتاجين لتأسيس المشروعات الصغيرة توفر لهم النفقات التي تعينهم على الحياة، إلى جانب تقديم الدواء والمساعدات التعليمية وتجهيز العرائس.وتشير عبيد إلى أن اختيار اسم «تكية الخير» نسبة إلى الأماكن التي تعود لعهد المماليك والعثمانيين لتوفير المأكل والمشرب للمحتاجين والمساكين وعابري الطرق بشكل يليق بهم، لافتة إلى أنها بعد عودتها من إحدى الدول العربية هي وأسرتها عملت في العمل الخيري بتقديم الدعم المادي بشكل شهري ووجبات منزلية للمحتاجين. ومع مرور الوقت بدأت تتلقى طلبات مساعدة من نساء في إيجاد عمل لهن بدلاً من الإعانة، ففكرت في توظيفهن في «مطبخ التكية» للمساعدة في إعداد الوجبات لتقديمها لمستشفيات الأطفال ومرضى السرطان وعدد من دور رعاية الأيتام والمسنين.تشير مؤسسة المبادرة الخيرية إلى أن الموارد المالية في البداية كانت ذاتية من زوجها وبعض الأصدقاء، لكن فيما بعد ومع انتشار صداها بدأوا تلقي مساعدات وتبرعات شعبية وحكومية لتوسيع المبادرة وتحويلها لمشروع يصل للكثير من المحافظات المصرية. وتتميز المبادرة الخيرية المصرية، حسبما قالت عبيد، بأنها تقدم الوجبات والمواد الغذائية المفضلة للجهات أو الأسر حسب رغبتهم وما يطلبونه وليس أمراً واقعاً، كي لا يكونوا مجبرين على أي طعام يأتي لهم، وهذا الأمر زاد من صيت وانتشار فكرة «التكية» وأن طعامها «صنع بحب» من أجل الجميع. تاريخياً، برز واشتهر عدد من التكايا العثمانية في القاهرة مثل «التكية السليمانية» التي أنشأها الأمير العثماني سليمان باشا عام 950ه والرفاعية 1188ه ببولاق، وتكية الدراويش «المولوية».

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على