انفجار «جسر القرم» يهز روسيا

أكثر من سنة فى الإتحاد

عواصم (وكالات)
استؤنفت حركة السير في جسر القرم الذي تعرض لانفجار ضخم بشاحنة مفخخة أدى إلى توقف الحركة مؤقتاً وسقوط ثلاثة قتلى، بينما أشارت الرئاسة الأوكرانية إلى «ضلوع روسي» بالانفجار، قائلةً: «هذه مجرد بداية»، جاءت هذه التطورات فيما أعلنت موسكو تعيين قائد جديد لقيادة «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا.وأظهرت لقطات تم تداولها أمس، انفجاراً قوياً مع مرور عدة عربات عبر جسر القرم من بينها شاحنة تشتبه السلطات الروسية بأنها كانت مصدر الانفجار.وأظهرت لقطات أخرى قافلة عربات صهاريج مشتعلة في الجزء الذي يضم السكة الحديد من الجسر، وانهيار عدة أقسام من أحد مساري الطريق.وقالت وزارة النقل الروسية أمس، إن السير في الوقت الحالي على جسر القرم سيقتصر على العبور بالتناوب في الاتجاهين بين شبه جزيرة القرم وشبه جزيرة تامان الروسية. وأوضح سيرجي أكسيونوف، الحاكم الذي عينته روسيا لشبه جزيرة القرم، إنه سيتعين على مركبات البضائع الثقيلة الانتظار للعبور بواسطة عبّار.وأعلنت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب أن حريقاً اندلع في 7 قاطرات صهاريج على السكك الحديد كانت متوجهة إلى القرم.ويمثل الجسر طريق إمداد مهما للقوات الروسية التي سيطرت على معظم منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا، كما يمثل أهمية لميناء سيفاستوبول.وأعلن الكرملين، أن الرئيس فلاديمير بوتين أوعز بتشكيل لجنة للتحقيق بملابسات حادث الانفجار.وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: «أصدر الرئيس بوتين تعليمات لرئيس الوزراء بتشكيل لجنة لمعرفة أسباب ما حدث وإزالة آثاره في أسرع وقت ممكن»، بحسب ما نقلت وسائل إعلام روسية.وأوضح أن اللجنة ستشمل أيضا رئيسي إقليمي كراسنودار والقرم، وممثلي الحرس الوطني وجهاز الأمن الفدرالي ووزارة الداخلية.وفي وقت لاحق أمس، أفادت لجنة التحقيق عن مقتل 3 أشخاص، رُجّحت بأن يكونوا ركاب سيارات كانت قرب الشاحنة المنفجرة.وأدانت الخارجية الروسية تصريحات أوكرانيا بشأن الانفجار، قائلةً إن «هذا يدل على الطبيعة الإرهابية لكييف».وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: إن «ردة فعل نظام كييف على تدمير بنية تحتية مدنية إنما تدل على طبيعته الإرهابية».كما اعتبر أوليغ موروزوف، نائب رئيس مجلس الدوما الروسي، الانفجار بمثابة «إعلان حرب».ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن موروزوف، قوله: «يجري تنفيذ حرب إرهابية غير مقنعة ضدنا، والهجوم الإرهابي على جسر القرم، لم يعد مجرد تحد، بل هو إعلان حرب بلا قواعد».وشدد البرلماني، على أن عدم الرد بالشكل المطلوب والمناسب على هذا العمل، سيجعل مثل هذه الحوادث تتكرر في الكثير من الأحيان.وفي السياق، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، إن القوات الروسية التي تقاتل في مناطق ميكولايف وكريفي ريه وزابوريجيا بجنوب أوكرانيا يمكن أن تتلقى جميع الإمدادات التي تحتاجها عبر الممرات البرية والبحرية القائمة، بعد تضرر جسر يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم بشدة جراء الانفجار.في المقابل، أشارت الرئاسة الاوكرانية إلى أن «الانفجار هو نتيجة نضال داخلي في أوساط الحكم في موسكو»، لافتة الى «ضلوع روسي» في ما حصل.وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تعليق نشرته الرئاسة «من الملائم أن نلاحظ أن الشاحنة التي انفجرت، وفق كل المؤشرات، دخلت الجسر من الجانب الروسي. إذن، ينبغي البحث عن الأجوبة في روسيا، كل ذلك يشير بوضوح إلى ضلوع روسي».كما نشر تغريدة على تويتر قال فيها إن هذا الحادث «مجرد بداية»، لكنه لم يقل إن القوات الأوكرانية مسؤولة عن الانفجار.وأضاف: «يجب تدمير كل شيء غير قانوني، ويجب إعادة كل ما سُرق إلى أوكرانيا، ويجب طرد الروس من كل منطقة سيطروا عليها».بدوره، نشر أوليكسي دانيلوف رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني مقطع فيديو للجسر المحترق على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب مقطع فيديو لمارلين مونرو وهي تغني «عيد ميلاد سعيد، سيدي الرئيس».وفي تطور لافت، أعلن الجيش الروسي تعيين قائد جديد لقيادة «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا بعد سلسلة من «الانتكاسات» على الأرض ومؤشرات استياء متزايدة في أوساط النخب بشأن إدارة الأزمة.وأعلنت وزارة الدفاع تعيين الجنرال سيرجي سوروفيكين قائداً للمجموعة المشتركة من القوات في منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.ويأتي هذا القرار الذي أعلنته موسكو في واقعة نادرة، بعد «سلسلة إخفاقات» للجيش الروسي في أوكرانيا، حيث «طردت» القوات الروسية بداية سبتمبر من القسم الأكبر من منطقة خاركيف إثر هجوم أوكراني مضاد أتاح لكييف استعادة السيطرة على آلاف الكيلومترات المربعة من أراضيها.
«جسر الإمداد».. وقود وغذاءتضرر جسر القرم الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، ويضم طريقاً برياً ومساراً للقطارات، في انفجار قوي أمس، مما أضر بطريق إمداد مهم للقوات الروسية في أوكرانيا.الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا فوق مضيق كيرتش هو الرابط المباشر الوحيد بين شبكة النقل في روسيا وشبه جزيرة القرم.ويتألف الجسر من طريقين منفصلين، أحدهما بري والآخر للسكك الحديدية، والجسر فوق نقطة تمر منها السفن بين البحر الأسود وبحر آزوف الأصغر.وتم بناء الجسر بتكلفة بلغت 3.6 مليار دولار، وشيدته شركة يملكها أركادي روتنبرج، وهو حليف مقرب لبوتين وكان يلعب معه الجودو.أهمية الجسر تنبع من كونه أساسي لإمداد شبه جزيرة القرم بالوقود والمواد الغذائية وغيرها من المنتجات، ويقع في شبه الجزيرة ميناء سيفاستوبول الذي يُعد تاريخيا قاعدة لأسطول البحر الأسود الروسي.كما أصبح الجسر طريق إمداد رئيسيا للقوات الروسية في أوكرانيا.
لافروف: صبر موسكو «له حدود»حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، من أن صبر موسكو في وجه أعمال العدوان الاقتصادي «له حدود»، مؤكداً أن بلاده «ستستخدم كل الإمكانيات لحماية مصالحها الوطنية إذا لزم الأمر».وقال لافروف : «لدينا كل الإمكانيات لحماية مصالحنا الوطنية. وإذا لزم الأمر، سنستخدمها إلى أقصى حد».وأضاف: «يجب على أولئك الذين يتحدثون بلغة العقوبات مع روسيا، أن يتذكروا أنه بينما نتحلى بضبط النفس إلى حد كبير في الرد على أعمال العدوان الاقتصادي، صبرنا لن يكون بلا حدود».وتابع أن «تمزيق الاقتصاد الروسي، كما حلم به (الرئيس الأمريكي الأسبق) باراك أوباما، لم يتحقق ولن يتحقق».ومضى الوزير الروسي قائلا: «كل ما أرادوا إثارته في بلدنا يبدأ في الظهور في عقر دارهم. يشهد عدد من البلدان الأوروبية ارتفاعا حادا في الأسعار، وانخفاضا في المداخيل، ونقصا في موارد الطاقة».ومؤخرا، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على فرض الحزمة الـ8 من العقوبات ضد روسيا، «كرد قوي» على ضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعض مناطق أوكرانيا.

شارك الخبر على