سياسيون وباحثون العمل الحزبي يمثل إحدى الأدوات التنظيمية للعمل السياسي

أكثر من سنة فى الرأى

اجمع سياسيون وباحثون وأكاديميون على أن العمل الحزبي عمل نخبوي لفئة محدودة من المجتمع،وليس بالضرورة أن يكون لكافة أفراد المجتمع.

وأشاروا في حديثهم إلى الرأي أن العمل الحزبي يمثل إحدى الأدوات التنظيمية للعمل السياسي ضمن أدوات كثيرة لممارسة العمل السياسي التي يمكن أن تحكم طبيعة عمل الناس واتجاهاتهم.

وقالوا: شرعية تمثيل الأحزاب لا تأتي بعدد المؤسسين، بل أنها تعتمد على برنامج الذي تطرحه تلك الاحزاب.

وأضافوا أن مخاوف البعض من العمل الحزبي والسياسي في الجامعات غير مبررة، لافتين إلى أن تاريخ الطلبة الأردنيين حافل في العمل السياسي والمشاركة في الحياة العامة.

المبيضين: فجوة كبيرة بين وعي الطلبة والنخب السياسية

الناطق الإعلامي باسم اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية الدكتور مهند المبيضين قال: لا مكان لمخاوف البعض من العمل الحزبي والسياسي في الأردن، لافتا إلى الجامعات الأردنية تمثل حراكا سياسيا، من خلال مشاركات طلبتها في الحياة السياسية والعمل السياسي والتحزب في جامعاتهم.

وتابع: من يتحدث عن مخاوف العمل الحزبي والسياسي في الجامعات،لا يعرف تاريخ الطلبة الحافل في العمل السياسي، مشيرا إلى نسبة الطلبة الممارسين للسياسية في الجامعات الأردنية مقبولة، مبينا أن الطلبة الجامعيين تحكمهم اتجاهات مختلفة ومتنوعة.

وقال المبيضين ان نسبة المشاركة في الأحزاب من المفترض أن تكون في أفضل حالاتها اذا وصلت إلى 12% إلى 13 %، وهي نسبة عقلانية بعيدا عن الآمال والتوقعات الكبيرة التي لا يمكن لها أن تحدث تطويرا سياسيا.

وتابع أن الطلبة المشاركين في الحياة الحزبية متقدمين في المجتمع، وهم أكثر وعيا في مجتمعاتهم، منوها إلى ان الكتل الطلابية الحرجة في الحياة السياسية حاليا تمثل قرابة 5% وان هذه النسبة في كل العالم قد لا تتجوز 14% من طلبة الجامعة.

وقال: هنالك فجوة كبيرة بين تعديل وعي الطلبة والنخب السياسية التي تعتقد أنها تتصدر المشهد السياسي، مشيرا الى ان الطلبة أكثر وعيا من توقعات البعض ممن يطلقون توقعاتهم عن غير علم.

اضاف: الأفضل أن يكون هناك طلبة غير منتمين إلا لهوياتهم الفرعية والمناطقية والجهوية والعشائرية بل لديهم حب للعمل السياسي.

ولاحظ ان المطلوب من الجامعات التعامل مع الطلبة بعدالة في التعامل مع الطلبة باختلاف انتمائهم الحزبية والسياسية، والسماح لهم بإقامة أنشطتهم ونشر التثقيف السياسي، مشددا على ضرورة الحياد التام في التعامل مع الطلبة.

بني عامر: العمل الحزبي متاح للجميع

بدوره أكد مدير مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني الدكتور عامر بني عامر على ان العمل الحزبي في كل دول العالم عمل نخبوي لفئة محدودة من المجتمع وليس شرطا أن يكون كافة افراد المجتمع حزبيين مهتمين في العمل الحزبي، مشيرا إلى أن العمل الحزبي هو إحدى الأدوات التنظيمية للعمل السياسي من نظم أدوات كثيرة لممارسة العمل السياسي التي يمكن أن تحكم بها على طبيعة الناس واتجاهاتهم.

وأضاف الوقت مازال مبكرا للحديث في موضوع الانتخابات القادمة وشكل الحكومة القادم، ملاحظا انه مازال هناك

فرصة كبيرة في ظل الحديث عن انتخابات برلمانية قادمة تبقى عنها أكثر من سنة ونصف.

وبين ان الانطباع عن الأحزاب القديمة الصغيرة المتناحرة التي لم تكن مؤثرة في العمل البرلماني، أصبح الآن لا وجود لها في العمل الحزبي وهذه فكرة ستتغير عندما نشاهد حزبيا أردنيا يقدم برنامجا اجتماعيا واقتصاديا متكاملا ويخوض الانتخابات على أساسه.

وتساءل لماذا نطالب الأردنيين ان يعبروا عن انطباعهم عن الأحزاب وهم لم يروا شيئا جديدا في هذا الإطار، خاصة ان الأحزاب الجديدة لازالت في طور وضع برامجها، مشيرا الى عدم الحكم عليها بسرعة فهي في طور استكمال الخطوات الإجرائية.

ولفت الى ان حجم التفاعل مع التيارات الحزبية الناشئة أسرع من المتوقع، لافتا الى ان الأمور تسير في السرعة المطلوبة وبشكل مرضي إلى حد ما.

وقال بني عامر ان الفرضيات التي قامت عليها لجان التحديث السياسي بنيت على فكرة ان يكون العمل الحزبي متاح للجميع وان وجود العديد من الأحزاب لا يعيب العملية السياسية.

وأضاف: السؤال الأكثر جدوى هو كم حزبا سيدخل البرلمان وكم كتلة في البرلمان ستشكل، وهو ما تم التركيز عليه في قانون الاحزاب والانتخاب حتى نصل من 6 الى 8 كتل فاعلة وبالتالي أحزاب مؤثرة وكتل برلمانية متماسكة ولها أداء تشريعي ورقابي والتفاعل مع الحكومة، مؤكدا ان شرعية الأحزاب لا تأتي من عدد المؤسسين بل تعتمد على برنامج هذه الأحزاب، الأحزاب المتعددة.

السواعير: الأحزاب هي المستقبل

رئيس لجنة الأحزاب في اللجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية عدنان السواعير قال انه وعلى ضوء تحديث المنظومة السياسية والقوانين التي خرجت من لجنة تطوير المنظومة السياسية، انتقلنا إلى مرحلة جديدة يكون بها العمل السياسي قائماً على إنشاء الأحزاب، مشيرا الى الأحزاب هي المستقبل من خلال دورها في تقديم البرامج على مختلفة في كافة الأصعدة والتي على أساسها يتم انتخابها.

ولفت إلى الحاجة لأداء أفضل لمجلس النواب ترضي المواطن، منوها إلى أهمية تغير المعادلة التي تخص قانون الأحزاب وقانون الانتخاب وهو ما حدث من خلال عمل لجنة التطوير لمنظومة التحديث السياسي وتطبيق القانون الجديد والتي يؤمل لها مستقبلا أن تكون مختلفة عما سبقها.

وأضاف: في النهاية لابد من الوصول إلى مرحلة ما تقوم بها الأحزاب بما هو مطلوب منها، مع بدء تطبيق القوانين والتعليمات الجديدة لدخول أبواب البرلمان من أوسع أبوابه.

وعن فرضية وجود أحزاب مؤثرة قادرة على تشكيل حكومات حزبية، بين السواعير ان الأحزاب الجديدة، او التي إعادت ترتيب أوضاعها، تسعى للقيام بدورها، مستبعدا ان تشهد الانتخابات القادمة حكومة برلمانية، مضيفا انه من المؤمل أن تشهد المجالس اللاحقة تشكيل حكومات حزبية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على