موقع بريطاني بعض مواد «بناء الكنائس» صيغت بطريقة غامضة

almost 9 years in التحرير

قال موقع "كاثوليك هيرالد" بريطاني المختص بأخبار المسيحيين الكاثوليك حول العالم، في تقريرٍ جديدٍ له اليوم الثلاثاء، إنّ الكنيسة القبطية الكاثوليكية قد رحّبت بالقانون المصري الجديد؛ لتسهيل بناء الكنائس ودور العبادة.

وتابع الموقع: "كانت مصر قد مرّرت قانونًا جديدًا في 30 أغسطس الماضي؛ لتقنين حقوق المسيحيين في بناء وترميم الكنائس في الدولة ذات الأغلبية المسلمة، وتحت هذا القانون ذي العشر مواد، والذي تم الموافقة عليه من مجلس الشعب المصري، يجب على المحافظين في المناطق المختلفة أن يقرروا في خلال مدة أربعة أشهر الموافقة على طلبات بناء الكنائس أو ترميمها، وتوفير أسباب لهذا القرار، ومن الممكن الطعن عليه إذا كان يرفض البناء أو الترميم".

ويحذر النقاد من أن بعض مواد القانون قد تمّت صياغتها بطريقة غامضة، ويقولون إن بنود القانون تتضمن أن يكون "حجم الكنيسة متناسبًا مع عدد أعضاء مجتمع المسيحيين في المنطقة"، مع الأخذ في الاعتبار أنّ "الزيادة السكانية المحتملة" قد يستخدمها المسؤولون المحليون لمنع تصريحات البناء.

وقال الأب رفيق جريش مدير المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية، "كان هناك بعض النقد الموجّه للقانون، ولكن حاولت الحكومة حلّ جميع المشاكل، ونحن لدينا الآن قانون للاحتياجات العصرية، ولا يمكن لأي قانون أن يكون مثل الإنجيل، فيجب أن يكون القانون قابلًا للتغيير، وبما أنّ القانون لم يتغير منذ الإمبراطورية العثمانية، فنحن راضون الآن أنّنا لدينا قانونًا يسعى لتجنب العداوات الطائفية".

وتابع جريش في حواره مع خدمة أخبار الكاثوليك، "جميع الطوائف مثل الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت تم تمثيلها بواسطة خبراء في اللجنة التي صاغت القانون، والتي روج لها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء شريف إسماعيل".

وقال القساوسة الذين خدموا في مصر أثناء القانون القديم، إنّ أي أمر بناء لأي كنيسة كان يجب أن يُوقّع عليه الرئيس، وقال أحدهم إنّه انتظر 21 عامًا لكي يتم التوقيع على بناء كنيسة، ولكنهم أيضًا قالوا إن المحافظين أو المحليين قد يوقفوا بناء الكنائس لأسباب أمنية، وشرح أحد القساوسة مثالًا على ذلك قائلًا "كان هناك مسجد يبنى بجوار كنيسة كاثوليكية، وأغلقت السلطات المحلية الكنيسة بسبب شكوى قدمت من المسلمين تقول فيها إنّ صلوات يوم الأحد الطويلة التي يقوم بها المسيحيون تتداخل مع آذان الظهر الخاص بهم".

ويشمل المجتمع الكاثوليكي في مصر 200 ألف عضو تقريبًا، ويحتوي على 14 أبرشية، وتتضمن خدمات الرعاية لكل من اللاتينيين، الروم الكاثوليكيين، الأرمينيين، الكلدانيين، المارونيين، وسريان الكاثوليك، وتمثّل الطائفة الأكبر الأقباط في مصر، وهم الأرثوذكس نحو 10% من عدد السكان، البالغ عددهم نحو 90 مليون.

وقال الأب جريش، إنّ الأقباط الكاثوليك لم يكن لهم تصرفات تُذكر في مصر وحافظوا على هدوئهم، مقارنة بالأقباط الأرثوذكس، ولكنهم أملوا في أن يقوموا ببناء كنائس جديدة، خاصة في المدن السكنية الجديدة بالقرب من القاهرة والإسكندية والمدن الأخرى.

وأضاف جريش، "لقد انتقل الكاثوليك إلى تلك المناطق الحديثة، لذلك يجب على الكنائس أن تنتقل معهم، ونحن نريد أن نخدم المجتمع بأكمله وليس المجتمع المسيحي فقط، ولقد قمنا ببناء مدارس ومستشفيات بالفعل، وتمتد مهمتنا إلى ما وراء أبرشياتنا الخاصة فقط".

وبناء الكنائس وترميمها من أسباب حوادث عنف طائفي وقعت في مصر عبر الأعوام الماضية، ويمثل المسيحيون نحو 10 % من سكان مصر، واشتكى كثر منهم من عدم تلبية متطلبات أداء شعائرهم الدينية بالكامل، بسبب تأخر الجهات الأمنية في الموافقة على طلبات البناء أو الترميم، والتي يقول مسيحيون أن كثيرًا منها رفض.

Mentioned in this news
Share it on