(أفكار).. التنوير وتحديات الراهن
ما يقرب من ٣ سنوات فى الرأى
صدر العدد 403 من مجلة «أفكار» الشهريّة التي تصدر عن وزارة الثقافة الأردنيّة، ويرأس تحريرها د.غسان عبد الخالق، متضمنا مجموعةً من الموضوعات والإبداعات التي شارك في كتابتها عدد من الكتّاب والنقاد والأكاديميين.
استهلت عضو هيئة تحرير المجلة الروائيّة سميحة خريس العددَ بمفتتح بعنوان «التنوير وتحديات الراهن»، تقول فيه: «نأمل أنّنا خرجنا من سنوات (كوفيد) اللئيمة مقبلين على الحياة، قادرين على اجتراح الفعل الثقافيّ، مراهنين أنّنا برغم صعوبات المرحلة الاقتصادية والاجتماعية، سنظلّ نكتب ونغني ونتحاور ونرسم، والأهم سنظلُّ نفكر، وتلك أجمل أدوات المقاومة والصمود. راهَنّا على استمرار مسيرة الفكر والتنوير رغم كل ما نراه حولنا من تداعٍ لثوابت أقامت فينا ردحا، ولعلّنا في ذلك نجد في التغيير فرصة للإصلاح ومحاسبة نقاط الضعف، والبحث عن الجديد الذي يشبه عصره، ورغم تميّع المشهد وضبابيته أحيانا، وتسلّط ما بات يُعرف بزمن التفاهة، فإنَّ نخبا تتناثر كالنجوم في صفحة سوداء قادرة على إبقاء شعلة التنوير متّقدة».
وتشير خريس إلى الرسالة التي تؤديها مجلة «أفكار» بقولها: «لقد أخلصت تلك المجلة القادمة من عمان للفكر في زمنٍ تقلصت فيه الصحافة الثقافيّة العربيّة، وستظل تواصل أداء دورها الفاعل في إثراء الحوار وتناول القضايا الجادة والأكثر التصاقًا بحياة المثقف، كما ستواصل انفتاحها -الذي تعتز به- على المبدعين والمفكرين العرب، ذلك أنَّها لم تكن يوما مجلة محلية ضيقة الأفق، ولكنَّها بوابة مشرعة لكلِّ معرفيٍّ وجميلٍ يأتي من العالم العربي، أو هذا الكون الذي بتنا نعرف أنَّه صغيرٌ جدّا، أصغر مما تصورناه».
وتضمن العدد ملفا حول إشكالية الترجمة في الوطن العربي من إعداد وتقديم د.فؤاد عبدالمطلب، نقرأ فيه: «تقديم بخصوص بعض إشكاليات الترجمة في الوطن العربي» (د.فؤاد عبدالمطلب)، «عدم كفاية آليات تقنين وضع الترجمة في وطننا العربي» (د.سليمان العباس)، «واقع الترجمة العلميّة في العالم العربي واللامركزيّة في اتخاذ القرار» (د.رافد الربيعي)، «ترجمة الشعر بين الممكن والمستحيل» (د.خالد الشيخلي)، «تدريب المترجمين وعوامل الكفاءة الترجميّة في الوطن العربي، الأردن مثالا» (د.محمد الحوامدة).
وفي باب «دراسات ومقالات»، كتب الباحث عبد المجيد جرادات عن الخطاب التنويري والفعل الثقافي، وتتبع ياسين الشعري الخطابَ السجالي ومحاولة بناء المفهوم، وكتب د.زياد أبو لبن مقالا بعنوان «محمد عمارة: طه حسين من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام»، وعرض جلال مصطفاوي «رؤية العالم في أدب توفيق الحكيم»، واستعرض عبداللطيف بطاح طبيعة العالم في فلسفة ابن رشد.
وكتب الباحث التراثي محمد محمود فايد عن التوحيدي فيلسوفا وعالما وسيكولوجيا، وتحدث الزبير مهداد عن أهمية المدخل الثقافي لمحاربة التطرف، وتناولت الباحثة د.هدى الميموني ثقافة الإرهاب وتدمير تراث الأجداد، وحلّل الناقد المسرحيّ محمود سعيد مسرحية «تواريت كي لا أختفي» لبلال المصري، وكتب د. حسّان العوض عن التقنيات الرقميّة وبصماتها على أدمغتنا. أمّا الناقد د.عزيز بعزي فقد حلّل قصيدة الشاعر محمد إقبال «حديث الروح» التي غنتها السيدة أم كلثوم، وكتب د.يوسف بكار عن حياة عبدالمنعم الرفاعي وإبداعاته.
وفي باب «إبداع» نقرأ قصائد لـِ: مازن حلمي، وآلاء حسانين، ومحمد الشحات، ومحمود عبدالصمد. كما نقرأ قصصا لـ: ليلى سلامة، وروند الكفارنة، ونور العتيبي، ومحمد حسين السماعنة.
وحول آخر الإصدارات والمستجدات على الساحتين المحليّة والعالميّة كتب محمد سلام جميعان في باب «نوافذ ثقافية».
يذكر أن العدد من إخراج المصمّمة هزار مرجي، وزُين الغلافان الأمامي والخلفي للمجلة بلوحتين للفنان التشكيليّ الأردنيّ صلاح شاهين.