معلمو البحرين في اليوم العالمي للمعلم ساعون لنشر رسائل العلم السامية
أكثر من سنة فى البلاد
يحتفل العالم اليوم (الأربعاء) باليوم العالمي للمعلم، والذي يُعدّ يوماً لتكريم المعلم وتقديره عرفاناً لما يقوم به من جهود مؤثرة في الميدان التربوي ببناء عقول جيل المستقبل، وامتناناً لدوره الكبير في تنمية المتعلمين وتطويرهم من خلال إيصال رسالة العلم السامية بكل تفانٍ وإخلاص، وقد تطورت العملية التعليمية بدرجة كبيرة عن النظام السابق، فأصبحت اليوم تواكب متطلبات العصر من التكنولوجيا الحديثة واستخدمت أفضل الوسائل في إيصال المعلومات، ويقع على عاتق المعلم اليوم مهمة إنعاش العملية التعليمية مجدداً والمساهمة في إعادة عملية إنعاشها على الوجه الأكمل وإعادتها لما كانت عليه قبل وباء كورونا.
زيادة الفرص التعليمية
ذكر أسامة فتح الله أن العملية التعليمية في الوقت الحاضر شهدت ازدياد كبير في أعداد الطلبة عن السابق إضافة إلى زيادة الفرص التعليمية للطلاب، وقال: “تتسم العملية التعليمة الآن باليسر فنحن لم نتلقَّ هذه الطرق الحديثة في التعليم، فأنا وأبناء جيلي شهدنا التعليم الذي يعتمد على الطباشير وتطور لاحقاً للسبورة البيضاء أما الآن فالعملية التعليمية تشهد تطوراً كبيراً باستخدامها السبورة الذكية وبرامج التمكين والعروض الرقمية والتي تساهم بشكل كبير في فرص التفوق والتميز عند الطلبة، وأضاف: “كما أن العلاقة بين المعلم والمتعلم تغيرت عن السابق وأصبحت أكثر ودّية وآمنة نفسياً للطالب، فسابقاً كان العقاب البدني موجود أما الآن فالطالب هو محور العملية التعليمية فهو يستطيع أن يحاور ويناقش وهذا يزيد من فرص تميز الطالب وحصوله على معدل إنجاز أكاديمي ونسب إتقان أعلى في المواد في الوقت الحالي”.
إستراتيجيات إلكترونية مطورة
عبرت إلهام البحار عن اختلاف التعليم بشكل كبير بين الماضي والحاضر حيث إنه في السابق لم تُطبق الإستراتيجيات الفعالة والطرق المطورة لتدريس الطلبة بل كانت تقتصر على الطرق التقليدية أي أن الطالب يستمع والمعلم يتحدث ويقوم بأداء الأنشطة والإجابة عنها فقط، أما الآن فهناك إستراتيجيات مشوقة تخدم الطالب أكاديمياً بشكل كبير مثلاً التعلم باللعب، وإستراتيجيات تنمي مهارات التفكير العليا لدى الطالب وتراعي الفروق الفردية بين الطلبة في الصف، ناهيك عن الإستراتيجيات الإلكترونية المطورة التي تم تعزيزها في فترة الجائحة حيث أصبح تعليم الطالب ميسراً وهادفاً على أوسع نطاق.
وقالت البحار: “الآن كوني معلمة أسعى جاهدة لسد الثغرات التي لم يتم تطبيقها على طلبة جيلي السابق وأحاول أن أشغل الطالب بما يفيده ويضيف له قيمة تعليمية وتربوية إلى مفاهيمه مراعيةً الظروف التي تواكب العصر الحالي.
الثورة التكنولوجية
أشارت خولة الخالد إلى أن مهنة التعليم كمثل بقية المجالات تأثراً وتغيراً مع مرور السنوات، فالتعليم الآن مختلف تماماً عما كان عليه سابقاً، فقد شهدتُ سابقاً نظام التعليم التقليدي وقالت: “كنا سابقاً نجلس بهدوء نستمع وننتبه وننجز، وقد شهدنا جهاز العارض الرأسي ودفاتر الورق الشفاف التي كنا نخط بها خرائط الكتاب، وأوراق البحوث التي كنا نبحث فعلياً في المكتبات لنملأها بالمعلومات، فلم نكن نعرف ما هي السبورة الذكية واستخدامات الحاسوب في التعليم، أما الآن فقد أصبح من المهم جداً مواكبة التحديات التي تطرأ من حولنا”.
وأضافت: “ومع انطلاق مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل أصبحت الثورة التكنولوجية تجوب مدارس البحرين وصار المعلمون مبدعين في هذا المجال، وكذلك بالنسبة للدروس الإلكترونية باتت غنية بالصور والمقاطع المرئية التي تسهل على المتعلم فهم المطلوب، ونتيجة لذلك أصبح التعاون سائداً بين غالبية المعلمين في دعم بعضهم البعض والإجابة عن استفساراتهم وأصبحت هواتفنا تضج بمجموعات التعاون بين المعلمين وهذا الأمر الذي يبعث في نفوس المعلمين الطمأنينة ويزرع بينهم روح المنافسة لبذل المزيد من الجهد.
العطاء اللامحدود
قالت ابتسام حامد: “حين كنتُ طالبة على مقاعد الدراسة تساءلتُ كثيراً: من أين كانت تأتي بعض معلماتنا بالقدرة الهائلة على العطاء اللامحدود، على الصبر وعلى احتوائنا؟ وعندما أصبحتُ معلمة أدركتُ تماماً وبكل يقين أن حب المهنة هي الدافع فإن للعلم والمعلم مكانة رفيعة، وتحظى باهتمام واحترام وتقدير من الجميع. وأضافت: إن التعليم يتغير ويتقدم بناء على التغيرات والثقافة التكنولوجية حيث أدى ذلك لحدوث فرق شاسع وكبير بين التعليم في الماضي عن التعليم في الوقت الحاضر، ففي الماضي كان المعلم يمارس إستراتيجيات تعليمية مختلفة تعتمد على التعليم التقليدي التي تركز على إنتاج المعرفة، وأنَّ المعلم هو أساس عملية التعلم، أما في وقتنا الحاضر، أصبح الطالب هو محور العملية التعليمية حيث إن التعليم الحديث يقدم نوعاً جديداً من أنواع الثقافة وهي التمكين الرقمي والتي ترتكز على معالجة المعرفة. وفي هذا الصدد، لا ننسى جهود وزارة التربية والتعليم على ما تبذله لتطوير ومواكبة كل ما هو جديد في التعليم وتطوير المعلمين.
رؤية البحرين 2030
أوضحت زينب دشتي أنه لا مجال للمقارنة بين التعليم في الماضي والحاضر، فكل منهما يتناسب مع خصائص جيله وما يتبعه من تطور تكنولوجي هائل. فمخرجات اليوم تركز على المهارات اللازمة والتي تعرف بمهارات القرن الواحد والعشرين لإعداد جيل يواكب الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030، ويمثل جيلاً واعياً ومسؤولاً ومبدعاً في مختلف مجالات الحياة.
وأضافت: “لم تعد حياتنا المعاصرة تعتمد على المهن التي تتطلب التلقين والحفظ حيث إن المعلومات في متناول اليد بضغطة زر؛ ولكن المغزى في كيفية تنقيح تلك المعلومات والاستفادة منها تحت إرشاد وتوجيه المعلم، إضافة إلى ذلك أضحت أساليب التقويم المختلفة من أهم ما يركز عليه المعلم ليتأكد من تحقيق أهدافه عن طريق الأنشطة المتميزة والتي تراعي جميع مستويات الطلبة مع التركيز على أنماط التعلم المختلفة؛ فالتعليم اليوم ليس عشوائياً، بل إنه يسير وفق آلية حديثة أكثر متعة وأكثر سلاسة وأكثر إنتاجية“.
نتائج متقدمة
يبيّن عبدالله محمد أن العملية التعليمية سابقاً كانت بدائية وخالية من التكنولوجيا، حيث لا وجود لملامح التقدم فيها، ولا ترافقها أيّة أدوات رقمية، ولا تصاحبها أجهزة تعليمية، أما الآن فقد لعبت التكنولوجيا دوراً في التعليم، فأصبحت الأدوات الرقمية لا تفارقها، والبرامج الحديثة لا يُستغنى عنها، فصار التعليم أكثر حلاوة، وألذ طراوة، مكللاً بالنتائج المتقدمة، ومؤطراً بإطار الفهم والتقدّم والإستراتيجيات المتنوعة والأساليب المختلفة.
مواكبة العصر الحديث
أكد حمد الخدري أن إدراج التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية ساهم بشكل كبير في تطوير التعليم للأفضل، فقد أصبحت العملية التعليمية سَلِسَةً ومُواكبةً للعصر الحديث وقال: “لكل مرحلة تاريخية أساليب تعليم محددة فسابقاً شهدنا الطرق التقليدية النموذجية في التعليم وهو استخدام السبورة فقط ورغم أنها كانت نوعاً ما فعالة في إيصال الفكرة إلا أن الطرق الحديثة أكثر فعالية في إيصال الفكرة والاستمتاع بالحصة، كما أن التكنولوجيا تساعدنا في الوصول إلى أكبر شريحة من الطلاب في وقت قياسي قصير”.