مواقف الرئيس عون افشلت اجهاض «التحرير الثاني»

أكثر من ٦ سنوات فى تيار

حسن سلامة-
الانجاز الكبير الذي حققه الجيش اللبناني في معركة «فجر الجرود» والمقاومة في معركة «وان عدتم عدنا» ستكون له الكثير من التداعيات الايجابية على الساحة اللبنانية، وحتى على المستوى الاقليمي بما في ذلك ما يتعلق بمسار الازمة في سوريا، وهذه التداعيات - بحسب مصدر وزاري مطلع - تتمحور حول الامور الاتية:
1- أعاد هذا الانجاز وقبله تحرير جرود عرسال من جانب المقاومة الوهج للثلاثي الذهبي، اي الجيش والشعب والمقاومة، ما ادى ويؤدي الى اسقاط كل المحاولات التي يلجأ اليها البعض داخليا، والحلف المعادي للمقاومة خارجياً من الولايات المتحدة الى السعودية وانتهاكاً لكيان العدو الاسرائيلي.
2- ان هذا الانجاز سيترك تأثيراته على مسار الوضع الداخلي للمرحلة المقبلة، ف ضوء تقدم محور المقاومة اقليمياً، وبالتالي فالذين لا زالوا يراهنون على المشروع المعادي سيضطرون لدفع المزيد من الخسائر في المرحلة المقبلة، بما في ذلك على مستوى مشاركتهم في الحكم.
3- اثبت هذا الانجاز في تحرير الجرود من ارهابيي «داعش» و«النصرة» ان من يعمل فعلاً لضرب الارهاب وتحقيقه هم الحلف الذي تنضوي فيه سوريا وايران وحزب الله ومعهم روسيا، في وقت اظهر الاعتراض الاميركي الذي كشف عنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على توقيت معركة انهاء احتلال «داعش» لجرود رأس بعلبك والقاع، مدى استمرار واشنطن في مراهناتها على قوى الارهاب ليس بهدف ممارسة الضغوط على حزب الله وسوريا، بل حتى استخدام هذا الارهاب للضغط على الحكومة اللبنانية، مع العلم ان لجوء الأميركي الى منع قافلة «داعش» من توجهها الى منطقة «البوكمال» السورية استهدف دفع عناصر «داعش» للهروب باتجاه العراق، لوضع اسفين بين الحكومة العراقية وكل من سوريا وحزب الله.
ومن هذا المنطلق يشير المصدر الوزاري الى ان حملة واشنطن والسعودية (عبر اعلامهما) ومعهما حلفائهما في لبنان اريد منه التشويش على انتصار الجيش والمقاومة بهدف اسقاط التداعيات الاجابية لهذا الانتصار او التحرير الثاني - كما وصفه السيد نصرالله - على اعتبار ان هذا التحرير يمثل انتصاراً كبيراً للمشروع الذي ينضوي فيه حزب الله ليس لبنانياً فقط انما على المستوى الاقليمي.
ويلاحظ المصدر ان اكثر طرفين داخليين اظهرا الانزعاج من هذا الانتصار هما رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئىس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة الذي دفع كتلته لاتخاذ موقف مغاير لموقف رئىس تيار المستقبل سعد الحريري واوضحت ان الحريري اصبح اكثر واقعية من كثيرين ممن يعترضون على دور المقاومة، اضافت ان رئىس المستقبل اظهر انه اكثر فهما وادراكا لطبيعة الظروف والمتغيرات الاقليمية والدولية، فحتى ان البعض نقل عن الحريري انزعاجه من مواقف السنيورة، التي تحاول توريطه في مواقف لا يرى انها تتناسب مع المعطيات الجديدة، ويدرك ان هذه الواقعية تضمن استمراره في رئاسة الحكومة بعد الانتخابات النيابية المقبلة، وبالتالي فهو يدرك ان استمرار رهانه على المشروع في المنطقة ستؤدي الى ابقائه على رئاسة الحكومة.
وفي كل الاحوال يؤكد المصدر الوزاري ان الموقف الذي اتخذه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى جانب توضيحات قائد الجيش العماد جوزف عون وكذلك مدير عام الامن اللواء عباس ابراهيم، وحصل ما اعلنه رئىس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، افشلت كل المحاولات الداخلية والخارجية لاجهاض الانتصار في الجرود، ومحاولة وضع «اسفين» بين المقاومة والجيش خصوصا ما يتعلق بالاتفاق الذي حصل للكشف عن مصير العسكريين المخطوفين في مقابل سحب ما تبقى من عناصر «داعش» الى الداخل السوري، بل ان موقف الرئىس عون بدعوته الى اجراء تحقيق بالاسباب التي منعت الجيش في العام 2014 القيام بعملية عسكرية لتحرير الجنود المخضرمين من قبل «داعش» والنصرة «رمت الكرة لدى الفريق المعترض على الانتصار الذي تحقق بتحرير الجرود مع الاشارة كما يقول المصدر ان الاحتضان الشعبي للجيش والمقاومة الذي عبّر عنه ابناء البقاع وأكد على الحاجة لمثلث الجيش والشعب والمقاومة.

شارك الخبر على