حوار أبو شقة مصر أفلتت من المؤامرة.. والجميع يتحدث بحرية في الإعلام

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

- رفضت الدفاع عن مبارك ورموز نظامه أثناء الثورة احتراما لإرادة الثوار فى الميادين 

- رئاستي لـ«تشريعية البرلمان» تمنعني من التعليق على أحاديث تعديل مدة الرئيس بالدستور

- البرلمان سيشهد ثورة تشريعية فى دور الانعقاد المقبل

- الدولة قضت على 90% من الإرهاب

قال المستشار بهاء أبو شقة رئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب، إن المشروعات القومية الكبرى التى تشيدها الدولة حاليا ستؤتي ثمارها فى غضون 3 و5 سنوات، مؤكدا أن الحكومة الحالية تعمل فى ظل ظروف استثنائية صعبة وتحديات كبيرة، موضحا أن مصر نجحت فى الإفلات من مؤامرة محكمة كانت ستقضي عليها لولا وجود وعي الشعب المصري.

وأوضح أبو شقة فى حواره لـ"التحرير"، أن قرار ترشحه على منصب رئاسة حزب الوفد مرهون بموافقة جموع الوفديين، مشيرا أن ترشحه ليس طمعا فى مال أو سلطة وأنه لا تعارض بين رئاسته لـ"تشريعة البرلمان" ورئاسة الحزب حال فوزه، مؤكدا أن الرئيس السيسي راهن على الشعب فى معركة الإصلاح.. وإلى نص الحوار:

- كيف ترى الوضع السياسي فى ظل ما تشهده الدولة من تحديات فى الوقت الحالي؟
مصر تخطت مرحلة عصيبة للغاية، ونجحت فى الإفلات من مؤامرة محكمة عليها سقطت فيها دول أخرى كانت قوية، سواء على المستوى المالي أو العسكري أو الاقتصادي مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن، ولكن بوعي الشعب المصري العظيم وحضارة الـ7 آلاف عام والتجارب السياسية المختلفة التى شهدتها مصر عبر تاريخها نجحت فى إسقاط تلك المخططات والهروب من بئر المؤامرة. 
وأريد أن أؤكد أن الشعب المصري معروف عنه طوال تاريخه وقوفه صفا واحدا أثناء الأزمات ويمتلك من الصلابة الكثير أثناء شعوره بالخطر، وهو ما ظهر جليا عام 1805 حينما أتى المصريون بمحمد على ونجح فى تأسيس دولة مصرية عصرية حديثة، وحينما دخل نابليون مصر، وشارك المصريين احتفالاتهم الدينية، لم ينطل على المصريين الذين قاموا بثورتين فى أقل من عامين حتى أجبروا نابليون على الخروج متخفيا والهروب من مصر، ولم يفلح الاستعمار طوال فترة وجوده فى تغيير هوية مصر، وحينما شعر المصريون أن الدولة فى خطر قاموا بثورة 30 يونيو وهى ثورة سلمية غير مسبوقة فى تاريخ الثورات، وأستطيع أن أجزم بأن الشعب المصري بتصميمه وإرادته وحسه السياسي إذا وجد الزعامة السياسية يستطيع أن يحقق أمجادا ولعل أقرب مثال على ما أقوله ما فعله محمد على فى مصر.

- البعض غير راض عن أداء الحكومة ويرى أنها تعمل بعيدا عن طموحات ورغبات المواطنين هل تتفق مع هذا؟

الحكومة الحالية كانت تعمل فى ظل ظروف وتحديات استثنائية وصعبة، ما بين تحديات اقتصادية ومخاطر إرهاب، وتناقص الاحتياطي النقدي من 36.50 مليار جنيه فى 25 يناير إلى 5 مليارات جنيه فقط فى 30 يونيو، فنحن كنا أمام ظروف اقتصادية سيئة للغاية ونحارب بكل ما يمكن، لأن الحكم على الأشياء فى المنطق جزء من تصوره، ولا بد أن نتصور المشهد العام برمته، ولكننا -والحمد لله- اجتزنا عقبات وتحديات كثيرة كان من المستحيل تجاوزها، لولا إرادة المصريين وحنكتهم السياسية، وأتوقع أن تعمل كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بشكل أكثر فاعلية خلال الفترة المقبلة من أجل التكاتف لبناء دولة مصرية ديمقراطية حديثة، ودعنا ننظر إلى الجانب المضيء مثل المشروعات القومية العملاقة التى تشيدها الدولة مثل مشروع مدينة العلمين الجديدة التى تقع على مسافة 14 كيلومترا، وسيكون نقطة جذب للسياحة، إلى جانب مشروع الضبعة الذي يتم تنفيذه والعاصمة الإدارية الجديدة، فضلا عن مشروع الطرق والكباري التى يتم تشييدها، كما اتخذت الحكومة خطوات لتهيئة المناخ لجذب الاستثمارات فيما يتعلق بقانون الاستثمار الذى يرتبط بعنصرين رئيسيين، وهما ضمانات أولا، وحوافز ثانيا.

- تعرض البرلمان لعاصفة من الهجوم بسبب ضعف أدائه واهتمامه بقضايا هامشية.. هل ترى أن مجلس النواب أخفق فى مهمته؟
بالفعل، مجلس النواب تعرض لهجوم كبير خلال الفترة الماضية، "أنا عاوزهم ييجوا يشوفوا بنشتغل إزاي وبنعمل إيه، لأن البعض يتحدث دون أن يعلم ماذا نقوم به بالفعل"، فالبرلمان الحالي أقر في دور الانعقاد الثاني 217 مشروع قانون وهو أكبر عدد تشريعات صدر على مدار تاريخ المجلس منذ نشأته، رغم أن أقصى قوانين تم إصدارها بلغ نحو 122 قانونا فقط، وكنا أمام مشكلات فى التشريع لمدة 3 عقود، فلو نظرنا جيدا نجد أن هناك قوانين لا يزال يتم العمل بها مثل قانون العقوبات منذ عام 1937، كما أن قانون التجمهر صدر عام 1914، إلى جانب قانون الغش الذى صدر رقم 48 لسنة 1941، وجميعها قوانين غير صالحة وتختلف عن الوضع الحالي، وكل هذه المسائل كان لا بد أن يكون لها معالجة قانونية، فالبرلمان يسارع الزمن على قدم وساق من أجل الانتهاء من تلك القوانين، ومن يهاجم البرلمان لم ينظر إلى التشريعات التى صدرت، والإعلام عليه مسئولية فى تسليط الإيجابيات بجانب السلبيات، وكل ما أتمناه أن تكون لدينا معارضة موضوعية وبناءة تبتعد عن الشتائم والسباب والاستخفاف بالغير وتقدم حلولا واقعية، فمصر ستكون دولة ديمقراطية وعصرية حديثة خلال فترة تتراوح بين 3 و5 سنوات، فنحن أمام فكر ديمقراطي والجميع يتحدث بحرية فى وسائل الإعلام.

- هل هذا يعني أن البرلمان سيشهد ثورة تشريعية فى دور الانعقاد المقبل؟
بالفعل، البرلمان سيشهد ثورة تشريعية هائلة فى دور الانعقاد القادم، وسيكون هناك تشريعات تحقق العدالة المنصفة والناجزة وتضمن حقوق المتهم ودفاعه منذ الاستدلال والتحقيق حتى المحاكمة وطرق الطعن، وسنكون أمام تشريعات تحقق الانضباط فى الشارع المصري وتحقق الأمن والأمان وتقضي على الجشع الذى يستغله بعض التجار فى محاولة للثراء على حساب المواطن، كل هذا سنقوم به فى دور الانعقاد الثالث، وأريد أن أشير هنا إلى أننا أصدرنا فى هذا الدور للانعقاد، الهيئة الوطنية للانتخابات وبها ضمانات غير مسبوقة تقف على قدم وساق، إن لم تتفوق على المفوضية الهندية وجنوب إفريقيا وأتحدى بذلك، وهو ما يؤكد أن مصر والمصريين عندما أرادوا الديمقراطية استطاعوا تحقيقها.

- ما تعليقك على إعلان أحد نواب البرلمان اعتزامه تقديم مشروع قانون لتعديل مدة الرئاسة بالدستور؟
لا أريد أن أبدى رأيي فى هذا الأمر تحديدا، لأنه من المحتمل أن يعرض مشروع القانون المقترح، محل الجدل حاليا، على اللجنة التشريعية بالبرلمان التى أترأسها، وبالتالي لا يمكن إعطاء رأى مسبق فى هذا الشأن وهذه من الأدبيات التى تعلمتها فى العمل القضائي خلال حياتي، رغم أننى على دراية كاملة بمواد الدستور.

- ماذا عن ترشحك لرئاسة حزب الوفد؟ هل اتخذت قرارك النهائي؟
قراري النهائي مرهون بموافقة جموع الوفديين، فهم أصحاب الكلمة العليا، ولن أترشح إلا إذا رأيت رغبة من الوفديين لذلك، وإذا وافقوا على ذلك سأترشح على انتخابات الحزب، وسأكون عونا لهم لعودة الحزب لأمجاده وبريقه ولن أخذلهم، وسنتكاتف جميعا من أجل النهوض بالحزب، وأقولها صراحة لم أسع طوال حياتي نحو مال أو سلطة وسنعيد للحزب تاريخه العريق، وسأحافظ جاهدا على تاريخ الحزب، ولن أخذل الوفد أو الوفديين، وكنت وسأكون دائما، ألبي مطالبهم وأحقق كل ما فيه مصلحة لهم، ومؤمنا بثوابت الحزب فيما يتعلق بالديمقراطية والحرية والدستور وسيادة القانون والانحياز إلى الطبقات الكادحة من الشعب المصري.

- هل تتوقع الفوز بالمنصب فى حال دعم الوفديين لترشحك؟
لا أستطيع أن أتوقع الفوز من عدمه، ولكن من يخوض أي جولة انتخابية لا بد أن تكون لديه حساباته وفرصه وفقا لتلك الحسابات وبناء عليها يتحدد النجاح من عدمه وأى شخص حينما يُقدم على مشروع أو يقدم فكرة لا بد أن تكون لديه أسبابه وإلا فسيكون قراره عبارة عن عمل طائش ويقفز فى المجهول، وأريد هنا أن أستشهد بما حدث فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث كانت جميع التوقعات وقياسات الرأى الأمريكية تشير إلى شيء وجاءت النتيجة فى النهاية بفوز ترامب، وأنا مؤمن بالديمقراطية بمفهومها الصحيح فى أنها تمثل الرأى والرأى الآخر، وأن المنافسة الأمينة الشريفة الموضوعية هى الأسلوب الأمثل الديمقراطية، لأنها لا تقوم على المصادرة لرأى أو فكر إنما تقوم على تبني الرأى والرأى الآخر، ومؤمن أيضا بالمعارضة الموضوعية البناءة الوطنية، ولكن شرط ألا تتطرق للتجريح أو الشتائم أو الانتقاد بغرض الهدم، وأقولها صراحة لا بد، لكى نكون أمام ديمقراطية فى المفهوم السياسي لنظم الحكم لا بد أن يكون لدينا الرأى الآخر لنشكل معارضة بمفهومها المنشود، إنما بغير ذلك لا نكون أمام معارضة حقيقية.

- فى حالة فوزك هل سيكون هناك تعارض بين رئاستك للحزب واللجنة التشريعية بمجلس النواب؟
هذه المسألة ستبحث فى حينها، رغم أنني أعلم أنه ليس هناك مانع دستوري أو قانوني فى هذا الأمر، والأمر برمته سيُدرس حينها فى حال ترشحي وفوزي بالمنصب.

- أعلنت فى فترة سابقة أنك رفضت الدفاع عن الرئيس الأسبق مبارك، لماذا اتخذت هذا الموقف حينها؟
رفضت الدفاع عن مبارك آنذاك احتراما لإرادة الثوار فى الشوارع والميادين، واعتذرت عن تولى قضايا جميع رموز نظام مبارك، مع مطالبتي بأن يحظى الجميع بعدالة ناجزة تتحقق فيها كل أشكال العدالة لجميع المحاكمات، وأيا كانت التهم الموجهة لا بد أن نحقق ضمانات وحقوق المتهم ودفاعه وأن نكون أمام محاكمات عادلة ومنصفة، وهذه كانت إرادة المصريين فى 25 يناير حينما طالبوا بالديمقراطية وسيادة القانون، وهذه أيضا سمة من عظمة المصريين أنهم رغم العقبات التى تواجههم فإنهم يلجأون إلى القانون والقاضي، فهناك قضايا منظورة منذ 25 يناير حتى الآن، وهى تؤكد أننا لسنا أمام شعب فوضوي أو انتقامي، والمواطن المصري الأمي الذى لا يعرف القراءة والكتابة أصبح لديه خبرة سياسية، ولديه مبادئ وقيم تحميه مما حدث فى بلدان أخرى كثيرة، فلم تكن ثوراتنا دموية أو تسعى للانتقام والفوضى وتغليب المصلحة الشخصية والذاتية، وهذا كلام تلفظه طبيعة الشخصية المصرية.

- هل أنت متفائل بالمسار الذى تسير فيه الدولة حاليا؟
أنا شخصيا متفائل بإرادة المصريين وتصميمهم وعزمهم، لأن المصري إذا وجد الزعامة الحقيقية سيصنع المعجزات، ومصر اجتازت ألغاما كثيرة كانت كفيلة بأن تقضى على شعب أى دولة، إنما صلابة وإرادة المصريين والجيش والشرطة المصرية استطاعت إحباط مؤامرة سقوط مصر فيها، لأن سقوط مصر سقوط للأمة العربية، وما قامت به مصر هو ذات المشهد الذى شاهدناه للمصريين عندما تحطمت على أسوار مصر المغول وقضت على التتار، والمصريون عودوا العالم أنهم حينما يتعرضون لأخطار يتكاتفون ويصمدون وتتحد إرادتهم، وأؤكد أننا نسير على خطى سريعة لتعويض ما فات، فالبرلمان يحقق حاليا ثورة فى القوانين ويستحدث تشريعات حديثة تلبي احتياجات وطموحات المواطنين وتحقق أهدافهم، وأنا مستبشر خيرا بأن مصر ستكون دولة عصرية حديثة، وسيحدث رخاء فى كل المستويات، لأن مصر تمتلك الكثير من مقومات النجاح والنمو والازدهار، وأرى أن الدولة نجحت فى محاصرة الإرهاب وتقليص خطورته بنسبة 90% بفضل دور القوات المسلحة والشرطة.

- كثيرون يرون أن الدولة تنفق المليارات على مشروعات قومية دون اتخاذ إجراءات لتخفيض الأسعار على المواطنين أو مواجهة غلاء المعيشة، فما تعقيبك؟
أنا على يقين تام بأن المشروعات القومية العملاقة التى تقوم بها الدولة حاليا بمثابة خطوات حقيقية فى طريق الإصلاح، رغم الحروب الاقتصادية التى تتعرض لها، وما يدلل على ذلك تزايد الاحتياطي النقدي وارتفاع معدلات النمو الاقتصادي عما كان عليه، ومثلما قال أبو حنيفة "علمنا هذا رأى ومن لديه أقوى أخذنا به"، ومن لديه حلول فليقدمها من إجل الإصلاح.

- هل تتوقع أن تدر تلك المشروعات عائدا على المواطنين على المدى القريب؟
أتوقع أن تؤتي المشروعات القومية الكبرى التى يتم تشييدها حاليا ثمارها فيما بين 3 و5 سنوات، لأن مصر تمتلك الكثير من الإمكانيات ولديها كل وسائل الأمن والأمان وتعتبر من أرخص بلاد العالم للسائح الأجنبي، وأدلل هنا بمثال "لما ييجي السائح ويطلب وجبة كباب أو كفتة لن تكلفه 30 ريالا، بينما لن يستطيع أن ينفق هذا المبلغ فى أى دولة أخرى، وحينما يركب باخرة نيلية ويستمتع بغداء أو عشاء فى وجود مطرب وراقصة بـ20 دولارا فهو أرخص بكثير من سهرات فى أى دولة أخرى، كما أن التنقلات والمساكن فى مصر رخيصة مقارنة ببلدان أخرى، كما أن بها آثارا وحضارة عظيمة وتجمع بين المشتى والمصيف وهو ما يؤهلها لأن تكون بلدا سياحيا مهما".

- هل تتوقع أن تكون هناك مفاجآت فى انتخابات الرئاسة المقبلة؟
الحديث عن هذا الأمر حاليا مبكر وسابق لأوانه، ولكل مقام مقال.

- ما تقييمك لما قدمه الرئيس السيسي خلال الفترة الماضية؟
الرئيس السيسي كان يعلم أنه أمام معركة حقيقية واعتمد وراهن على الشعب المصري، وكان رهانه على حق، لأن الشعب المصري يدرك خطورة هذه المرحلة وعلى استعداد لأن يتحمل كثيرا فى سبيل أن يحيا الوطن شامخا رافعا رأسه، وهذه ميزة قليلة الوجود بالنسبة للشعب المصري مقارنة بشعوب أخرى.

شارك الخبر على